الضيفة عند بعض قبائل قحطان
سلسلة عادات (1):
كان لدى العرب منذ نشأتهم عادات وقيم تعارفوها فيما بينهم نمت من سمو ذاتهم وكريم أخلاقهم وصاروا يعملون بها ومن هذه القيم التي نمت فيهم فطرةً
ومن هذه العادات:
(( إكرام الضيف ))
يقول الحق تبارك وتعالى في قصة ضيف نبيه إبراهيم عليه السلام:
فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ 26 الذاريات
وعن أبي هريرةرضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليكرم جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليكرم ضيفه ) رواه البخاري و مسلم .
وعلى طريق الأولين يسير التالين.
وأريد في موضوعي هذا أن أبين طريق الضيفة لدى قحطان كوننا قبيلة ننتمي لهذه القبيلة العربية الكبيرة. وقحطان اليوم بطون عديدة تختلف في تطبيق عاداتها من بطن لبطن
وسأذكر بعض العادات في الضيفة بشكل عام والتي إندثر بعضها ولازال بعضها عند أناس دون أناس ولديكم خير مما لدي
أولاً:
المدقال عند قحطان
يبدأ الضيف بالسلام ثم يسكت
المضيف: كيف أنتم؟
الضيف: الله يعافيكم
المضيف:طيبين؟
الضيف:طبتوا، أو طاب الله فيكم
ثم يحي الضيف بقوله: كيف أنتم؟
المضيف: الله يعافيكم
الضيف:ماجورين
المضيف: الله يجيركم
ثم إذا كانوا أهل شان فيبدأون بالعلم بقولة:والله بقاكم، أو عفاكم أو سلامتكمأوا مثل قولت صلوا على النبي المعنى سلامتكم.وغيرها كثير
أما إن كانوا ضيوف كأنساب لحاقة فبدون علم يقلطون مباشرة.
(بقي ملتزماً بهذه العادة عبيدة وشريف وبني بشر خاصة وبعض قبائل الحباب وآل شواط)
وتختلف بين الأشخاص وخصوصا العراف.
ثانياً:
صدر المجلس دائماً للضيف والمركى يكون دائماً على شمال يد الضيف
ويقول الأولين (المركى على اليمين مثل المرة العاصي، والمركى على الشمال مثل المرة الطايع).
ثالثاً:
الفنجال الأول يصب للضيف ولا يبدأ قبله حتى لو كان في المجلس أكبر منه وهذا من دلالة إكرام الضيف.
رابعاً:
العلم يقولون الأولين (ملح الطارش علمه)
إذا جاء الضيف ودخل البيت فلا يعطي علمه إلا بعد الفنجال الأول
وإذا أخذ الثاني والثالث وما عطى علمه يقول له المضيف (علمك زان علمك، ويقال كذلك ملح الطارش علمه). علماً أن الطارش لها تخصيص في بعض الأوقات.
خامساً:
إذا قلط الناس على الزاد فما حد يمد يده على الزاد حتى يقلط المضيف
فيبدأ الضيف مهما كان سنه (واليوم يبدأ الكبير)
وإذا إنتهى أحد من المدعوية قبل الضيف فما يقوم حتى يقوم الضيف.
وهذي اليوم شبه مندثرة عند البعض وللأسف إن لم أقل الكثير.
سادساً:
الكلام كان إذا تكلم رجال يسكت الجميع وينصت لكلامه وعيب إن أحد يكلم أحد ولو بالخفية أو يقطع هرجه. بينما نجدها عند أهل الشمال خاصة كل مجموعة في حوار لحالهم.
وبعض الناس اليوم تلاقيه يكلم اللي جنبه او على جواله والله المستعان.
سابعاً:
العزمية إذا إستكرم الضيف يقوم المدعوية بالإستئذان من المضيف في عزيمة ضيفه، وأما اليوم فللأسف أني أشاهد البعض يبدأ في العزيمة قبل الكرامة ويوجه الدعوة للضيف دون الإستئذان من المضيف. وهذا خطأ كبير.
ثامناً:
الطيب سواء كان عود او دهن أو ماء يبدأ للضيف
ويقال: (ما بعد العود قعود). فهذه إشارة وتلميح للفطين الذكي.
تاسعاً:
كان من عادات الأولين إذا كرم الضيف وخرج يخرج معه المضيف إلي ركوبه وبقيت هذه بعض الشيء.
عاشراً:
يعيب على الرجل أن يأكل وجبة قد أكلها عند أحد غيره وخاصة عند عبيدة (وأبو غداين ما تقبل شهادته)، كذلك دعوة الضيف للإستضافة بعد أن يستكرم من مضيفه وكذلك قبولها، وكان الأولين يعتبرون الحليب سواءً حليب ناقة او عنز أو شاة وجبة ولا يحق لمن يشربه أن يأكل بعده شيء، إلا إذا وضع المضيف ماء مع الحليب كناية على أنه يسمح له بالأكل عند غيره.
إن أخطات فمن نفسي والشيطان وإن أصبت فهو توفيق من الله وحدهـ
وننتظر مشاركاتكم وزيادتكم،،
(بقلمي)
14-03-2011, 12:52 AM
تعليمات المشاركة
المواضيع المتشابهه
العرض الشجري