
التفكـر.." تبايع " أهـلها وذويها علـى الموت !!
التفكـر.." تبايع " أهـلها وذويها علـى الموت !!
بسم الله الرحمن الرحيم ..
- -
قال أحد العـلماء :
تفكـرتُ يوماً في النمـلةِ وأخـذت أراقـبها ، ورأيت حـركتها ، وسعيـها هنا وهنـاك ،
وكـيف أنها تعـرض نفسـها للأخطـار الكثيرة ، وهـي لا تبالـي بذلك ..!!
قال :
ولـذا فإني أحـسب أن النملـةَ لا تخرج مـن بيتها حتى " تبـايع " أهـلها وذويهـا على المـوت !!
فهـي تخـرج وقد عزمـت أن لا ترجـع إلا بشـيء لها ولأهـلها !!
ومن ثم فهـي تعرض نفسـها منذ أول وهلـة تخرج فيها من حـجرها ،
تعـرض نفــسها لوقوع قدم عليـها، فإما أن تمـوت، أو تنكـسر يدها أو ضلـع من أضـلاعها ..!!
وقد تقاسـي آلاماً شـديدة بسبب ذلك .. ولكـنها مع هذا تمـضي قدمـاً في طريقهـا ..!!
فقد قـررت هذه النمـلة بما لا مجـال معه للتـردد ..
قـررت : إما أن تكـون نافعـة ، أو لا تكـون أصـلاً !!
( سـؤال على الهامـش :
ترى كـم واحد منا قـرر مثل هذا القـرار !؟
ثم هو يعـرض نفسه لكل ما يمكـن أن يواجـهه من مشـاق عقبات !!؟ ..)
يروى أن هـذا الشيخ بسبـب هذا الاعتقـاد الجازم عنـده ..
كـان يبادر إلى وضـع فتات الخـبز على باب حجـر النمل حتى لا يعـرضها
لأهـوال رحلـة البحث عن رزق جـديد !! ويحـتسب في ذلك الأجـر من الله .
أقـول :
وتعجـب وأنت تقرأ مـثل هذا ، وتقف فـي حـياتك على نحـو هذا ،
وهو كثـير في تضاعـيف الحيـاة ، وتعجـب غاية العـجب أن تلتفـت لترى
جمهـرة غفـيرة من النـاس لا يحـصيهم إلا خالقـهم سبحـانه ، وقد ارتضـوا لأنفسـهم
أن يعيـشوا حياة أي حـياة !!
أتفه مـن حياة نمـلة أو ذبابة أو حـتى جُعل يدحـرج بأنفه روث بهـيمة ،
لقيـه في الطـريق ، فجعـل يدفعه بأنفـه ليـبني به بيتـه !!
= =
وتجـربة أخـرى مع النمـل :
يروى أن أحـد القواد كان يحـاصر حصناً ، فـطال عليه الحـصار ولم يفعـل شيئا ،
حتى مـل ، وجلس تحـت ظل شجر ة يفكـر في الانسحـاب ،
وفيما هـو يدير فكره فـي ذلك ، لفت نظـره :
نملة صغـيرة تحمل كسـرة أكبر من حجمهـا ،
وتحاول الصعـود بها ، ولكنها كلـما ارتقت مرتقـى في الشجرة سقطـت على الأرض ،
لكـنها سرعان ما تنهـض وتحمل كـسرتها وتعاود المـحاولة من جديد للصـعود ،
فـإذا ارتقت سقطـت من جديد ، لكـنها لم تمل ، ولـم تيأس ،
وتعـاود المحاولة المـرة بعد المرة بعد المـرة ..بلا كلل ولا مـلل ولا يأس ..!!
حـتى عد لها القـائد وهو يتابع محـاولاتها تلك ، عد لـها قرابة سبعـين محـاولة ،
حـتى نجحـت في النهـاية ..!!
فقـال في نفسـه :
نملـة صغيرة لا تمـل ولم تيأس ، وأصـرت أن تصل إلى حـيث أرادت ..!!
فعـزم أن يستفيـد من هذا الـدرس ، وقرر أن يستمـر في الحـصار ،
وإعـادة محاولة الهجـوم المـرة بعد المـرة حتى تم له مـا أراد ..!
وكـان درس النملـة من أروع الـدروس التي نفعـه الله بها ..!!- -
فهـل انتفعنـا نحن بمثـل هذه الـدروس ، وما أكـثرها من حـولنا ..!!؟
__________________
ـــــــــــ التوقيع ــــــــــــ
أخوكم في الله / سعد بن حسين الشهري