
أمة لا تحترم علمائها وتزدري مفكريها وتسجن ناشطيها الخيرين ، لا تستحق الاحترام
بين التحكيم الغير سوي للعقل , ومخالفة الشرع في الكثير من القضايا , وظهور مايسمى بالثورات وإنتشارها في الكثير من الأقطار العربية , وترديد البعض منَا قول الآخرين دون أن يعي كل شخص مامعنى الحديث الذي يردده
جعل واقع أمتنا العربية مؤسف , ومدعاة للسخرية .
"واقع الأمة المؤسف " , مقال جديد لكاتب حدث الدكتور حسن العجمي يصور من خلاله ذلك الواقع المرير جاء بالنص التالي :-
إن أمة لا تحترم علمائها وتزدري مفكريها وتسجن ناشطيها الخيرين ، لا تستحق الاحترام بل هي بالازدراء أولى ، فكيف يُعقل أن يُجْلد ويُهان مُعلِّمٌ لأنه ربى طالباً مُشاكساً أو أدب غُلاماً جانحاً؟؟؟!!! (قصة واقعية)، بل كيف تطيب نفسُ قاضٍ شرعيٍ أن يحكم بالسجن والجلد على طالب علمٍ شرعيٍ يفوقه عِلْماً وادباً لِمجرد أنه اختلف معه في ما يجوزُ فيه الاختلاف ، أو لأنه جاءته توصية لن تنفعه يوم الفزع الأكبر ، بينما المُلحُدون يتقلبون في البِلاد طولاً وعرضاً ، والصالِحون من عباد الله قد ضاعت اعمارهم في أقبية السجون الموحِشةُ يتناوب على تعذيبهم جلادون بأيديهم سياطٌ كأذناب البقر لا يدخلون الجنة ولا يجدون ريحها ، إننا في زمنٍ ننُعاني فيه مِنْ إرهاب الدُّوَل التي لا تُقدِّرُ عالماً ولا ترحمُ جاهلاً ، فكم من عالم جليل وأستاذٍ جامعي قدير وطبيب نحرير ومفكر خطير وشابٍ نشاء في عبادة الله لُفِّقت لهُم التهم وغصَّت بهم السجون من أول أفريقيا غربا وحتى أقصى آسيا شرقا ؟؟؟ ، فتخيلوا حجم المصائب واللعنات التي حلَّت بِنا من دعوات اولئك القوم؟؟؟!!! ، وبالمُقابل كم من ماجن وماجنة وراقص وراقصة قد قُرِّبت منازلُهم وأُحسِن مثواهم وأمسوا في رِضاً ونعيم؟؟؟ ، لقد راعنِي قبل أيامٍ قلائل خبرٌ يقول نصُه
إلزام جهة أمنية بدفع مبلغ مليون ريال لطبيبٍ تعرض للسجن سبعة أشهر) ولكم أن تتخيلوا تُهم هذا الطبيب التي تشمل اللواط والزنى والنصب والاحتيال والابتزاز ، وبحسب يقيني فإن ذلك انتقامٌ قام به شخصٍ ثقيل الوزن قليلُ الفهم ، ولكن هل يُعقل أن يهون علينا خيارنا إلى هذه الدرجة؟؟؟!!! سُئل خالد البرمكي بعد نكبة البرامكة عن سبب ما حل بهم فقال: دعوة مظلوم سرت بليلٍ ونحنُ عنها غافِلون!!! .
فكيف نرجو النجاة ونحن مُنتكِسةٌ فِطرُنا ، يسوسُنا سُفهائنا ، وينزو على منابرنا فُسَّاقُنا ، ويؤمُّنا جُهالُنا ، إنه لمِن الرزايا أن ترى حاضر الأمة ومُستقبلها في أيادٍ آثمة وبراثن ناقِمة ، لا يتركون كريماً إلَّا اهانوه ولا صالِحاً إلا أفسدوه ولا شراً إلا نشروه يفتِكون بنا كذئاب جائعة في أغنام سائِبة:
نرجوا النجاة ولم نسلك مسالكها = إن السفينة لا تجري على اليَبَس
والله لولا الملامة لشق العاقل مِنا جيبه ولا اشتدَّ في الصحراء هلعاً ورُعباً من واقع مُظْلِمٍ تعيشه أمتُنا ومصيرٍ أسود ينتظِرُنا ، كيف لا وقد آذننا اللهُ بالحرب وآذنَّاه بِها ، وأصبحت الجحافِلُ مِنا كقطعان الغنم وغُثاء السيل لا تُفرِّقُ بين حقٍ ولا باطل ، ولا تعرِف العدو من الصديق .
إننا نُردِّد كالأغبياء أقوال اعدائنا ونتَّبِع كالسُفهاءِ سُننهم ونسلُكُ كالدواب مسالِكهم لا ندري أشَرٌ أُريد بنا أم رشداً (اللهم أرحم امة مُحمد واحدِث لها من امرها رشدا)
وانتم يا معشر الثوار كيف تركنون إلى جيوشٍ غادِرةٍ مكَّنت لِلطُغاة على مر عقود مِن اعماركم بل وكانوا شُركاء في البغي والعُدوان ومُحاربة الله ورسوله؟؟؟ ، فهل كان قادة الجيش المصري أمواتاً حين كان الطُغاة يفجرون بكم ويمكرون؟؟؟ ، أليس هو الجيش المصري من كان يُحاصِرُ أهل غزة ويسمح بِمرور ثرواتِكم إلى أعدائكم بثمن بخس؟؟؟ ، ألم يكن هؤلاء الضباط هم من يضربون تعظيم سلام للرئيس السابق؟؟؟ ، أليس هو الجيش التونسي من وقف مُبتسِماً وداعِماً حين انقلب الطُغاة على الشرعية الدستورية في تلك الانتخابات الحزينة؟؟؟ أليس هو الجيش التونسي من وقف مُتفرِّجاً ، بل ومُسانداً لِلطغاة حين كانوا يفْجُرون في بِلادِكم ويُنكِّلون بأشخاصِكم ويمنعونكم حتى صلاة الجماعة؟؟؟ ، مالكم تدفنون في الرمال رؤوسكم أيها القوم؟؟؟ ، أما لكم قلوبٌ تعقِلون بها أو أعيٌن تُبْصِرون بها؟؟؟!!! ، ليتكم جلستم في بيوتكم وأبقيتُم على تلك الارواح التي ذهبت تذروها الرياح ، كأن لم تكن بالأمس يحدوها الامل!!! ، هل نسيتُم كيف صادر الخونة امجادكم وانتصاراتكم حين طردتُم الاستعمار من بُلدانكم؟؟؟ كيف تسْمحون لهُم أن يلدغوكم مِن جُحْرٍ مرتين؟؟؟!!! وطالما أن دول الكُفر راضية عن ثوراتكم فثقوا أنْ لستم على ما يُرام واعلموا انهم قد أطاحوا بِكُم واستخفوا بأحلامكم (عقولكم) وستذكرون ما أقول لكم .
الحل : انْ لا ترضوا بأقل من تحكيم كتاب الله بينكم .
بقلم كاتب حدث الدكتور /حسن العجمي