
عيون الشعر يعجزها الثناء
المناسبة : طلب مني أحد الأفاضل أبيات أجعلها شافعة له في حاجته
وقد كان مكروباً عند رجل كريم وقد أجبته لما أراد وكتبتُ له هذه
الأبيات لعلها تكون سبباً في فك كربته وزوال محنته .
وهذا من باب قول أمير المؤمنين أبي حفص عمر الفاروق رضي
الله تعالى عنه : يعجبني الرجل حين يقدم شعراً بين يدي مسألته.
قلتُ شعراً :
عــــــــــــيونُ الشعــرِ يـُعــجـزها الـثناءُ ..........ُ و تــرجـعُ قـهــقـراً لـولا السـخــــاءُ
نـعــم إنّي ســأمضـي فــي طــريـقي .......... أحــثّ السيرَ يصحـبــني الـحـــداءُ
قـــطــعـــتُ مــفــاوزاً جـــرداً قــفــــــاراً .......... وليـس لها مـن الطولِ انقضــــــــاءُ
يـــعـــزُ الـــزادُ فــيــهـــا والــشــــــــرابُ .......... وما أدري أ يـنفـعني الرجـــــــــــاءُ
أنــخـــتُ رواحلــي مــن بعــد جــــهــدٍ .......... وطــاولني عـــلى أمــري العـــناء
أديمُ الأرضِ فــرشي عنــد نــومـــــــي ......... لحـافي من برودتها الســمــــــــاءُ
أراقبُ أنــجــماً فــي كــــلِ حـــيــــــــنٍ .......... وفي النـجمِ كـما قـيلَ إهتـــــــداءُ
رأيـــتُ الــنــجـــمَ لـــكـــن غـــاب بـــدرٌ ......... جـميعُ النــجـــمِ للـبدرِ الفــــــــــداءُ
رمــــاني ذا الزمـــــــــانُ بــــكـــــلِّ داءٍ ........... فـــهل عنـــــدَ الطبـــيبِ لـهُ دواءُ
فـــلـــــمــّا أن تـــداركـــنـــي الـــهــلاكُ .......... وولّى الصــبرُ عـنّي والعــــــــــــزاءُ
أتــاني طـــيفُ قـــاتلــتــي فــقـــالـــت .......... رعــاكَ اللهُ مـا هـذا الشــــــــــقـاءُ
فــــقــلتُ لـــهــا بــربـــكِ أخــبــريــنــي .......... عـن الدنيا وهـل فيــــــــــها رخــاءُ
فـــقــــالـــت كــيف تــرجـــو مــن غرورٍ ........... رخـاءً لا ولا يُرجى صـــــــــــــفـــاءُ
فـــلا عــيـــشٌ يــــدومُ ولا ســــــــــرورٌ ........... ولا وصـــــــــــــــلٌ يـكـونُ ولا لـقــاءُ
فــــــمـــــا إســــــعـــادُهــــا إلا شــقاءٌ ........... وما إضــحـاكــها إلا بـــكـــــــــــــــاءُ
فـــطلــــقها ثــــلاثـــاً لا تـــــبــــــــــــالِ ........... ولا تـبـنِ بــها فـهـي البـــــــــــــلاءُ
فـقلتُ فـــكيــف حــالُ النــاسِ فيــها .......... فقالــت لــيس يحـــويهم وعـــــــاءُ
تعـــددتِ المــذاهــــبُ واستــبانــت ........... وعـــمَّ الجــهلُ فــيهــم والجفــــــاءُ
فــــقلــــتُ فــهــــل بــقــي فـيها كريمٌ ........... فـتروى مـن سماحته الظـــــــــماءُ
فـــقــــــالـت إنــــّه عـــلــــمٌ كـــبـــيـــرٌ ........... وتـشـرقُ بـيـن عيـنـــــــــيه الذُكاءُ
ســـلـــيـــلُ الــمــجــدِ والأدبِ الــمفادِ ........... كريـمُ الأصـلِ شيـــــــــــمته الوفاءُ
تــدثــرَ بالــتــواضـــــعِ والســمــاحــــة ............ ولـم يصــــــــــــحـبه كبـــرٌ أو ريــاءُ
هــو الــبــحــرُ المحيـــطُ ومــا ســـواهُ ............ عـيـونٌ غائـراتٌ أو هـــــــــــــــــواءُ
فـــغـــص فــيــهِ تــجـــد دُراً ثــمــيــــناً ............ وصاحـبهُ فقـد طابَ الإخــــــــــــاءُ
و ســـل عــنــهُُ الــبـــلادَ وكـــلَ حــيٍّ ............. لـــهُ في كـلِ سـابــــقـةٍ عــطــاءُ
و ســـل عــنـــهُ الأرامــل والــيـتـامـى............. و سل عنهُ إذا اشـتدّ العــــــــــناءُ
بنى مـــجـــداً عـــظيــماً واســتقامت ............ لـه العـلياءُ طـوعاً والسَـــــــــــــناءُ
إذا مــــا جــئـــتــَهُ أعــطـــى وأثـــــرى ............ عطـاءً لا يـُُرامُ لـه أنـتـهـــــــــــــــاءُ
بــفــضلِ الله ِ يعـــطــي ثــم يــعـطـي ............ ويعـلوهُ إذا أعـطى الحـــــــــــــيــاءُ
تــــواضـــعَ لـــلإلـــــــه فـــــزادَ قـــــدراً ............ كـذاك اللهُ يـرفـعُ مــــن يشـــــــــاءُ
يـحـــارُ الــطـــرفُ فـيـك أبـــا عــلــــيٍّ ............ ونـفـسي في محبـتكم فـــــــــناءُ
فـــدتـــكَ نــفـــوسُ مـــن عــاداكَ طراً ............ فليس لهم مـع الأُسدِ الإبــــــــــاءُ
أجـــــــزهــا يا مـــحـــمدُ بالقـــــوافي ........... فقد زفت وحـُـق لها إحتفـــــــــــاءُ
عـــروساً في ســماءِ الشعــــرِ تبقى ......... حــصاناً لا تـُــطاولــــها الإمــــــــــــــاءُ
فإنــــكَ في ســمــاءِ الـــشعر بـــدرٌ .......... وفي بيتِ القصيدِ لكَ إنتمـــــــــــــــاءُ
نظــمــــتَ مـــن القـــوافي كلَّ معنى ......... " وبــحركَ لا تـــكــــــدرهُ الدلـــــــــاءُ "
مكــانكَ حيــــثما تبــــــقى مكــــــاني .......... فقل ما شئتَ واحكم ما تشــــــــــــاءُ
ملاحظة : القصيدة ليست كاملة وقد حذفت منها أبيات فيها تصريح باسم الممدوح
سلمه الله وما استأذنت منه في التصريح باسمه .
نظم ورقم : سعيد بن صالح بن علي الحمدان
غفر الله له ولوالديه ولجميع المؤمنين والمؤمنات
منقول
__________________
اللهم ربنا وسيدنا ومولانا صل وسلم وبارك على عبدك ونبيك أبي القاسم محمد بن عبدالله وعلى أبويه إبراهيم ونوح وعلى أخويه موسى وعيسى وعلى أمهات المؤمنين والخلفاء الراشدين وعلى الصحابة أجمعين ومن سار على أثرهم إلى يوم الدين .