
دعــــوة ... وتــــحـــــذيـــــر
يقول الله تعالى
{ يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين}
ينادي الله ـ عز وجل ـ المؤمنين ، ويدعوهم باسم الأيمان ويأمرهم أن يأخذوا بجميع عرى الإسلام
وشرائعه والعمل بجميع أوامره وترك جميع زواجره ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا ، فهي دعوة بأن
يستسلم المؤمن لله ــ عز وجل ــ في ذات نفسه ، في الصغير والكبير من أمره ، يستسلم الاستسلام
الذي لا يبقى بعده بقية ناشزة من تصور فاسد أو عادة سيئة أو من نية خبيثة أو عمل مخالف أو من
رغبة أو رهبة لا تخضع لله ولا ترضى بحكمه وقضاه ، ثم لما كان الدخول في السلم كافة لا يمكن ولا
يتصور إلا بمخالفة طرق الشيطان لأنه ليس هناك إلا اتجاهان اثنان:
إما الدخول في السلم كافة
وإما أتباع خطوات الشيطان
إما هدى .. وإما ظلال
ولو تفكرت في هذين الصراعين لوجدته:
صراع بين دعاة الحق ودعاة الباطل
لوجدت أنها كلها من خطوات شياطين الأنس والجن
{ يوحي بعضهم بعض زخرف القول غرورا }
وذلك ليحرفوا المرء عن دينه ، ويزينوا له الباطل حتى يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض
ولن يصل إلى ذلك دفعة واحده وإنما يسير مع الشيطان في ذلك خطوة خطوة
فإذا سار معه الخطوة الأولى فقد تهيئت له الأسباب والبواعث النفسية للمسيرة الكاملة ليصل في
نهاية الطريق بالتشكيك في هذا الدين أو الخروج عنه بالكلية ، ولذلك جاء التحذير من اتباع
خطوات الشيطان ، قال تعالى
{ ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدوا مبين }.
مـــــــــــــن فــــــــــــــوائــــــــــــد الــــــــــــنــــــــــتتداء:
1ـ أن هذا الدين ناسخ لجميع الأديان السابقة.
2ـ أن من علامات نقص الإيمان التهاون في الانقياد لأوامر الله وأوامر رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
3ـ من أخطر خطوات الشيطان تزيين العمل لصاحبه حتى يظن أنه من أحسن الناس عملا وهو من أسوأهم!
4ـ وجوب الانقياد التام لما حواه الإسلام من شرائع وأحكام عامة وخاصة.
5ـ المؤمن الحق لا يسعه إلا قبول ما شرع ، وعدم التخير فيه بقبول بعض ورفض بعض.
6ـ الشيطان عدو مبين لا يأمر إلا بالسوء والفحشاء والمنكر
فمن لم يتخذه عدوا فلا بد أن يقع منه خلل أو زلل وهو تحت طائلة الوعيد الشديد.