..::قلم من ذهب::.
.:: روائـــــي ::.
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 224

قصه من البا ديه
قصة من البادية ( الا مانة الفطرية )
( هذهقصة حقيقية حدثت وانا من شهودها ) يقلم : سعد ابو حيمد
كان مفلح بن هادى يعيش مع قطيعه من الا غنام التى تقارب الما ئتين , وعددقليل من الابل لاستخدامها لنقل امتعتهم عند الترحال , كان يعيش ومعه عائلته زو جته واولاده الا ربعة بنتين وولدين وقد اقام مفلح بيته المكون من نسيج الشعر .اقامه بين الشعاب والهظاب الواقعة فى البرارى المحيطة بمنطقة (رنيه ) وكانت حالة مفلح مستقرة لان قطيعه ينعم بالمراعى المتوفرة نتيجة لهطول امطار الشتا ء المنصرم , وقد تعود مفلح ان نيتنقل بين مكان وآ خر سعيا وراء المراعى , وكان مفلح يعتمد فى معاشه على ناتج الا غنام من بيعه صغار الخراف و منتجات الا لبان , .لذا فانه بين كل اسبوعين وثلاثة ( يهبط ) ومعنا ها الذهاب الى سوق القرية , الذى يبعد مسافة نصف نهار ليبيع منتجات غنمه من السمن والا قط ,.وبعض الا حيا ن قليلا من الخراف, .ليشترى بعد ذلك ما يلزمه , ارز وقمح ( اذ ان لديهم رحا صغيرة من الحجر) ويشترى تمر وقهوه , واحيا نا شيئا من القماش لتقوم وضحى ( زوجته ) بحياكتها كملا بس لابنائها , .وفى احدى رحلاته وقبل مغادرته ( المراح )موقع اقامته .تذكرت زوجته انها بحاجة الى ( سحله ) وهى اناء كبير لتستعمله فى حلب الا غنام والشرب ايضا , .وصل مفلح ( ابو ناصر ) الى السوق واناخ جمله وبسط ما معه من ( عكاك السمن ) وهى اوعية صغيرة تشبه القرب وعرض ايضا الاوعية المملوءة بالا قط ( من منتجات الالبا ن )
وبعد ما فرغ من بيع ما معه .توجه الى احد الدكا كين التى تعود ان يتبضع منها لثقته بصاحبه وهو الشيخ ( ابو عبد الله ) سعد بن سميح , .وبعد ابتياعه كل ما لزم له .واستعد للعودة الى مربعه .تذكر وصية زوجته ( السحله ) غير ان ما معه من نقود قد نفد , واحتار كيف يعمل . لكن ثقته ومعرفته بابى عبد الله جعلته يطلب منه بيعه السحله على ان يفيه ثمنها عند عودته مرة اخرى .قال ابو عبد الله .لا عليك يا ابا ناصر خذ السحلة وثمنها ريال واحد , .واضاف ابو عبد الله .الر يال هذا .. ابقه لديك ولاتدفعه لى .واجعله عندك ( بضاعة ) اى استثمره بيتى وبينك . وهذاالريال كان له قيمة كبيرة فى عصر الرجلين , اى قبل خمسين عاما , .وصل ابو ناصر الى بيته واسرته وقد فرحت وسرت ام ناصر بالسحله ومنظرها الجذاب وايضا سعتها , . واخبرها ابو ناصر ان ابا عبد الله لم يستوف ( الر يال ) ثمن السحله , وقد طلب ان نجعله بضاعة, .قالت ام ناصر جزاه الله خيرا وسنقوم له بالواجب ثم اردفغت وهى تنظر الى قطيع الغنم عند انصرافها للذهاب الى المراعى , وجملا (بنتهما الكبرى ) تقف امام القطيع لتذهب خلفها وترعاها, .قالت : انظر انظر يا ابا ناصر الى تلك الرخلة السوداء ذات الر اس الا بيض .الا ترى ان نضعها ثمنا للريال؟ .قال ابو ناصر: كما ترين ومن اليوم ستكونين مكلفة بتنمية هذه البضاعة, .قالت كما تريد : وربنا يوفقنا , ولكن يا ابا نا صر الا تعرف وسم ابو عبد الله ؟ ( الوسم هو علامة توضع على ادذن الحيوان للحفا ظ عليه ) قال ابو عبد الله , سو ف اعرفه عند ما اهبط فى المرة القادمة , .ومضت عشر سنوات واذا بابى ناصر يدخل سوق القرية وامامه حشد من الخراف , .وتسابق اليه رواد السوق ليبتا عو ها منه , لكنه رفع يده اما مهم وقال : لا.. لا . ليست للبيع , .قال احدهم ولما ذا اتيت بها ؟ .قال : اتيت بها لاعطيها لصاحبها , .قالو ومن هو صا حبها ؟ قال : انها لصاحب هذا الدكان , .وكان الدكان مغلقا . قال ابونا صر: اين ابا عبدالله ؟ مالى لا اراه فاتحا دكانه , قالو له ان ابا عبد الله قد انتقل الى رحمة الله لقدتوفى, .ووجم ابو ناصر لبضع لحظات وقال ؟ .اليس له ولد او و ريث؟ قيل له بل هناك وكيل يصفى تركته , وكنت انا ذلك الوكيل , وحضرت وتسلمت الخراف , وعددها سبعة وعشون خاروفا , .قال ابوناصر: هذه نتيجة البضاعة وقد اخذت نصيبى وهذا هو نصيب ابى عبد الله رحمة الله عليه , .هذا ماحدث , وكانت تلك امانة البدوى الفطرية والعفوية التى غرسها فى سلوكه الدين الا شلا مى الذى يدين به ..
سعد ابو حيمد