الاستنـارة.؟


ملتقى الكتاب والمؤلفين خاص بما تخطه اقلام كُتْاب الموقع

 
قديم 03-11-2008, 01:03 AM
  #1
عبدالله الوهابي
مراقب سابق
تاريخ التسجيل: Apr 2005
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 5,988
عبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond repute
Read الاستنـارة.؟

بسم الله الرحمن الرحيم

يشيع مصطلح " الاستنارة " في الحوار الثقافي العربي الجديد بدرجة ملحوظة ، ويكاد هذا المصطلح يقترن بالحديث عن الإسلام وقضايا الفكر الإسلامي ، وقد تفرعت عنه أوصاف لنفر من المفكرين فيقال مثلاً : " هذا مفكر مستنير " ، وقد يقترن بوصف الدين فيقال : " المفكر الديني المستنير " ، على الرغم من أن هذا التركيب الأخير بالغ السوء ، ويحمل إيحاءات مشينة للإسلام ، لأنه يوحي بأن وصف " الإسلامي " لم يعد كافياً بذاته لإفادته وصف " الاستنارة " ومن ثم ن كان على " الإسلامي " أن يستنير ، ولا شك أن " المستنار به هو غير الإسلام بالضرورة والتلازم ".
والمصطلح يتركز على رنين عربي جميل وجذاب – أيضاً – وهو من اشتقاق " النور " مما يجعل له مدخله السهل الرشيق إلى نفوس الشباب ، ولكن المصطلحات – مع الأسف – لا تعبأ بالدلالة الأصلية للاشتقاق اللغوي ، وإنما هي أقرب إلى الرموز الفكرية التي تختزل معاني ودلالات وإيحاءات متعددة ، لها تاريخها وتحولاتها ن وارتباطها بمذهبيات فكرية وأدبية ، وهكذا فمصطلح التنوير " أو " الاستنارة " معبأ - في عصرنا الحالي – بتاريخ الصراع بين العلم والدين / وما انتهى إليه الصراع من انتصار حاسم على الدين / المسيحية ، حققه العلم ، ليولد طوفاناً من الأفكار والمذاهب والمعارف والآداب والقيم ، بعيداً عن الدين بل ومعادياً للدين أصلاً ، وكلما ابتعد عن الدين اقترب من " التنوير ".
والقصة بتمامها – قصة تنوير – هي أوربية صرفة ، ولكنها نقلت إلى الفكر العربي الحديث ضمن ما نقل مع " تجار الشنطة الثقافية " ، والذين نجحوا في صياغة فكرنا الحديث ، في القوالب المستورة في حملة التغريب القاسية ، والتي حملت في بلادنا - أيضاً - وصف " التنوير ".
والصحوة الإسلامية الجديدة إنما قامت لكي تعلن سقوط ما يُسمى " بفكر التنوير " وهو الفكر العلماني الذي نما في ديارنا بعيداً عن هدي الله " ونوره " مقلداً الحضارة الغربية ، وبعد أن نجحت الصحوة في تحجيم هذه التيارات الفكرية المغتربة ، راحوا يشنون عليها " حرب المصطلحات " فيمجدون كل مفكر يعبث فساداً في الإسلام ، فيصفونه بالاستنارة ، ويُعلون من قدر كل مفكر إسلامي يقدم تنازلات لصالح العلمانية على أي صعيد ، فيصفونه " بالفكر الإسلامي المستنير " .
وكلما ابتعد المفكر بفكره عن الإسلام كان أكثر " استنارة" والعكس عندهم صحيح!.
لسنا نبالغ إذا قلنا أن الاستنارة – في واقعنا الفكري المعاصر – أصبحت تعني " الظلامية العلمانية " ، وأخطر من ذلك ، أنها تحولت إلى " فخٍّ " ينصب لبعض مفكرينا ، ابتغاء سحبهم إلى بذل مزيد من التنازلات الفكرية والقيمية لصالح ثقافة الاغتراب ، وبضاعتها الفاسدة.
__________________
عبدالله الوهابي غير متواجد حالياً  
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:13 PM

ملصقات الأسماء

ستيكر شيت ورقي

طباعة ستيكرات - ستيكر

ستيكر دائري

ستيكر قص على الحدود