
الشاعرة ناضا الدوسرية تستنجد بالفارس مبارك بن مهرس
هذه إحدى نساء البادية من قبيلة الدواسر قبيلة لها من الأمجاد ما جعلها معروفه عند كافة قبائل الجزيرة العربية ومن منا لا يعرف الدواسر !!
هذه المرأة التي يقال بأن أسمها ناضا الدوسرية تزوجت من أحد فرسان قبيلتها وكان زوجها شجاعاً لا يهاب الموت وكانت زوجته تنصحه بعدم التهور في المعارك فكان رده عليها بقوله: ((الموت واحد)), وبعد مده أراد الله وأنجبوا ولداً ولكن في إحدى معارك الدواسر قتل زوج هذه الدوسرية وقالت فيه قصائد رثائية خالدة, منها أذكر أبيات تقول
[poem=font="Simplified Arabic,5,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,medium,gray" type=4 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لا واهني منهي ترجى عشيره = محبوس وألا له زمانين وجعان
وعزي لمن مثلي صغيراً جنينه= وأبوه خلي طايحاً يوم الاكوان[/poem]
وعاش الولد اليتيم مع أمه ناضا التي كانت لا تذخر عنه ما يطلبه حتى كبر الولد وأصبح عمره مابين السابعة عشر والثامنة عشر, وفي أحد الأيام شدوا مع فريق من جماعتهم كما هو حال القبائل قديماً حيث كانوا يتتبعون مناطق المطر والعشب, وهم في الطريق إذ قابلهم قوماً طامعون فيهم لكثرة حلالهم وهم مجموعة من فرسان قبيلة سبيع فأغاروا عليهم فرسان سبيع وحصلت معركة بين الطرفين وأستطاعوا فرسان سبيع في النهاية أخذ الإبل, ولكن الأمر والأدها هو مقتل ولد شاعرتنا ناضا الدوسرية حيث أبلا بلاءاً حسنا مع قومه ولكن أصابته رصاصة وسقط من ظهر جواده وعندما أتى أحد السبعان ليجهز عليه كان أحد جماعة الولد قريب منهم وقال: أترك اليتيم ولكن السبيعي لم يلقي له بالاً فقتل الشاب وكان هذا أكبر مصاب على الأم الضعيفة فقد فقدت أعز ما تملك وكان أبناً خدوماً وباراً بأمه.
أما ناضا الدوسرية ففقدت الحلال والولد ولكن قالت الولد راح عند مولاه والموت حق ومكتوب على كل حي فليس لديها حيلة في رد القدر ولكن الحلال يرد وكانوا حول ديار قبيلة بني الحارث فكانوا يسمعون ببطولات هذه القبيلة وأميرها مبارك بن مهرس الشدادي الحارثي, فأنشدت هذه الأبيات تستنجد بالشيخ الفارس مبارك بن مهرس المشهور بـ(( أبو سعد)) وقومه الشدادين لرد حلالها حيث كانت على مقربه من ديارهم وتقول
[poem=font="Simplified Arabic,5,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,medium,gray" type=4 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
من يركب المامون وينحره عن = ديار ابن مهرس زبون الونية
ويلفي لمن له الركايب يعنن = أبو سعد يا حامي الدوبلية
تلقى الشحم عنده مع الهيل والبن = ودلالهم للنار دايم صلية
قله يا أبو سعد دموعي يهلن = وأرب ألاقي عندكم مفزعية
وا حمس حالي يا الشلي حمست البن = مهوب حزن مهاوياً في هوية
ابكي الولد وأحوالنا ما يسلن = غدوبه اللي ما بهم مرحمية
وأذوادنا خيل السبيعي بها أقفن = تكفون ردوا حبيّباتي علية
يالاد شداد أن نشدتوا هذا من = هذا كلاماً قالته دوسرية[/poem]
فعندما وصلت القصيدة إلى الشيخ مبارك بن مهرس ثارت نخوته العربية فركب هو وقومه للمقصودين وأرتدوا حلال الدوسرية بعد معركة شرسة وفي آخر المعركة تنازل القوم عن الإبل بعد أن شاهدوا إستبسال الشدادين وأنهم لن يتخلوا عن مطلبهم وهو رد الإبل لأصحابها فالموت أفضل من الرجوع بدون الإبل..
فأرجعوا إبل الشاعرة ناضا الدوسرية وقيل أضافوا على حلالها مئة راس من الضان.
وقال الشيخ الفارس مبارك بن مهرس الشدادي هذه الأحدية بعد إرجاع الحلال لأهله, يقول
[poem=font="Simplified Arabic,5,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,medium,gray" type=4 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ينخانا المجمول ونقوم = ونرد حلوات اللبن
عاداتنا نقضي اللزوم = في شامها وألا اليمن[/poem]
وختاماً أرجوا أن وفقت في سرد هذه القصة الجميلة في موروثنا الشعبي..