
زهير بن جناب الرفيدي القحطاني يغزو بكرا وتغلب
بسم الله الرحمن الرحيم
زعيم من زعماء قحطان وهو
زهير بن جناب بن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير بن سباء بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود عليه السلام
شاعر جاهلي،وهو أحد المعمرين، وكان سيد بني كلب وقائدهم في حروبهم، وكان شجاعا مظفرا ميمون النقيبة في غزواته
سبب غزوته على قبائل بكر وتغلب العدنانية هي انه طعنه ابن زيابة الوائلي وظن أنه مات فحمل إلى قومه وعوفي بعد ما حكم تغلب وبكر فوليهم حتى أصابتهم سنة شديدة، فاشتد عليهم ما يطلب منهم زهير، فأقام بهم زهير في الجدب، ومنعهم من النجعة حتى يؤدوا ما عليهم، فكادت مواشيهم تهلك. فلما رأى ذلك ابن زيابه وكان رجلا فاتكا ودخل بيت زهيرا وكان نائما في قبة له من أدم، فدخل فألفى زهيرا نائما فطعنه بالسيف على بطن زهير حتى أخرجه من ظهره مارقا بين الصفاق، ولمت أعفاج بطنه ، وظن الوائلي أنه قد قتله، وعلم زهير أنه قد سلم، فتخوف أن يتحرك فيجهز عليه، فسكت. وانصرف ابن زيابة إلى قومه، فقال لهم: قد-والله-قتلت زهيرا وكفيتكموه، فسرهم ذلك. ولما علم زهير أنه لم يقدم عليه إلا عن ملأمن قومه بكر وتغلب- وإنما مع زهير نفر من قومه بمنزلة الشرط-أمر زهير قومه فغيبوه بين عمودين في ثياب ثم أتوا القوم فقالوا لهم: إنكم قد فعلتم بصاحبنا ما فعلتم، فأذنوا لنا في دفنه، ففعلوا.
شعر ابن زيابة في نبو سيفه عنه فحملوا زهيرا ملفوفا في عمودين والثياب عليه، حتى إذا بعدوا عن القوم أخرجوه فلففوه في ثيابه، ثم حفروا حفيرة وعمقوا، ودفنوا فيها العمودين، ثم ساروا ومعهم زهير، فلما بلغ زهير أرض قومه جمع لبكر وتغلب الجموع، وباغهم أن زهيرا حي، فقال ابن زيابة:
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,medium,gray" type=4 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
طعنة ما طعنت في غبش الليل= زهيرا وقد توافى الخصوم
حين تجبي له المواسـم بكـر=أين بكر، وأين منها الحلـوم!
خانني السيف إذ طعنت زهير=اوهو سيف مضلـل مشـؤوم
[/poem]
غزا بكرا وتغلب وشعره في ذلك
قال: وجمع زهير بني كلب ومن تجمع له من شذاذ العرب والقبائل ، ومن أطاعه من أهل اليمن، فغزا بكرا وتغلب ابني وائل، وهم على ماء يقال له الحبي ، وقد كانوا نذروا به، فقاتلهم قتالا شديدا، ثم انهزمت بكر وأسلمت بني تغلب، فقاتلت شيئا من قتال ثم انهزمت، وأسر كليب ومهلهل ابنا ربيعة، واستيقت الأموال، وقتلت كلب في تغلب قتلى كثيرة، وأسروا جماعة من فرسانهم ووجوههم، وقال زهير بن جناب في ذلك:
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,medium,gray" type=4 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
تبا لتغلب أن تسـاق نساؤهـم=سوق الإماء إلى المواسم عطلا
لحقت أوائل خيلنـا سرعانهـم=حتى أسرن على الحبي مهلهلا
إنامهلهلمـا تطيـش رماحنـا=أيام تنقف في يديك الحنظـلا
ولت حماتك هاربين من الوغى=وبقيت في حلق الحديد مكبـلا
فلئن قهرت لقد أسرتك عنـوة=ولئن قتلت لقد تكـون مؤمـلا
[/poem]
وقال أيضا يعير بني تغلب بهذه الواقعة في قصيدة أولها:
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,medium,gray" type=4 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
حي دارا تغيرت بالجناب=اقفرت من كواعب أتراب
[/poem]
يقول فيها:
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,medium,gray" type=4 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أين أين الفرار من حذر المـو=ت وإذ يتقـون بـالأسـلاب!
إذ أسرنـا مهلهـلا وأخــاه=وابن عمرو في القد وابن شهاب
وسبينا من تغلب كـل بيضـاء= رقود الضحى برود الرضاب
يـوم يدعـو مهلهـل بالبكـر=ها أهذي حفيظـة الأحسـاب !
ويحكم ويحكم أبيـح حمامكـم=يا بني تغلب أما من ضـراب!
وهم هاربون فـي كـل فـج=كشريد النعام فـوق الروابـي
واستدارت رحى المنايا عليهـم=بليوث مـن عامـر وجنـاب
طحنتهـم أرحاؤهـا بطحـون=ذات ظفـر حديـدة الأنيـاب
فهم بين هـارب ليـس يألـو=وقتيـل معفـر فـي التـراب
فضل العز عزنا حيـن نسمـو=مثل فضل السماء فوق السحاب [/poem]
كان يدعى الكاهن لصحة رأيه
أخبرني محمد بن القاسم الأنباري، قال: حدثني أبي، قال: حدثني أحمد بن عبيد، عن ابن الكلبي، عن أبيه، عن مشيخة من الكلبيين قالوا: عاش زهير بن جناب بن هبل بن عبد الله ومائتي سنة أوقع فيها مائتي وقعة في العرب، ولم تجتمع قضاعة إلا عليه وعلى حن بن زيد العذري، ولم يكن في اليمن أشجع ولا أخطب ولا أوجه عند الملوك من زهير. وكان يدعى الكاهن، لصحة رأيه.
عمر حتى مل عمره، وشعره في ذلك
قال هشام: ذكر حماد الراوية أن زهيراً عاش أربعمائة وخمسين سنة، قال: وقال الشرقي بن القطامي: عاش زهير أربعمائة سنة، فرأته ابنة له فقالت لابن ابنها: خذ بيد جدك، فقال له: من أنت؟ فقال: فلان بن فلان بن فلانة، فأنشأ يقول:
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,medium,gray" type=4 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أبنـي إن أهلـك فـقـد=أورثتكـم مجـداً بنـيـه
وتركتكـم أبنـاء ســا=دات زنـادكـم وريــه
ولكـل مـا نـال الفتـى=قـد نلتـه إلا التحـيـه
والمـوت خيـر للفتـى=فليلكهـن وبــه بقـيـه
من أن يرى الشيخ البجـال= وقد تهـادى بالعشيـه
ولقد شهدت النار لـلأس=لاف توقـد فـي طميـه
ولقد رحلـت البـازل ال=كوماء ليـس لهـا وليـه
وخطبـت خطبـة ماجـد=غير الضعيف ولا العييه
ولقد غدوت بمشـرف ال=قطرين لم يغمـز شظيـه
فأصبت من بقـر الجنـ=اب ضحى ومن حمر القفيه [/poem]
قال ابن الكلبي: وقال زهير في كبره أيضاً:
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="red" bkimage="" border="none,medium,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ألا يا لقومي لا أرى النجم طالعاً=ولا الشمس إلا حاجبي بيمينـي
معزبتي عنـد القفـا بعمودهـا=فأقصى نكيري أن أقول ذريني
أمين على أسرارهن وقـد أرى=أكون على الأسرار غير أميـن
فللموت خير من حداج موطـأ=على الظعن لا يأتي المحل لحين [/poem]
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المصدر كتاب الأغاني