
الصراع الأزلي بين المرأة والرجل ...
الصراع الأزلي بين المرأة والرجل
تتعدد صراعات الحياة وتختلف وتتباين ،
ويبقى ذلك الصراع الأزلي بين المرأة والرجل على حيز الوجود ؛
من أجل إثبات الذات ، وحب البقاء .
فيجتهد كل منهما بإشعار الجنس الآخر بالهزيمة والضعف!
وكانت تنتهي هذه الصراعات والمعارك المصيرية بالتساوي ..
فتتعادل كفتا الميزان ؛
فلكل من الطرفين ذكاؤه الخاص ، وسلاحه الفتاك ، وطريقة تعامل معروفة .
إنها الحكمة الإلهية ، وقدرة الخالق القدير التي تتجلى في خلقهما .
فالمرأة الممتلئة بالمشاعر الفياضة ، والأحاسيس المرهفة ، والرقة والنعومة ، لها ذكاؤها الفريد ؛
فهي تملك شبكة ممتدة من العواطف الجياشة تشهرها متى أحست بالحاجة إليها ،
وقد اتخذت من الدموع لغة وفي الوقت نفسه سلاحا ،
كيف لا والدموع باتت أقوى لغات العالم وأشدها أثرا!
وعلى النقيض من ذلك ، نجد الرجل بقوة شخصيته ، وصرامة تعامله ، وصلابة موقفه ..
وقد اتخذ من القوة الجسدية والعقلية سلاحاً قويا ، وسيفا صارما في وجه من يقف أمامه ،
وهي حكمة عظيمة لمن جعلت القوامة في يده ، وتحمل المسؤوليات من أوجب واجباته .
وبهذه المكونات الشخصية والفسيولوجية ،
ومدى التباين الفكري عند الجنسين ــ وهي مشيئة الله ــ
لا يستطيع أي منهما تحطيم الآخر! أو الانتصار عليه ؛
لأنهما في الحقيقة لا يستطيعان الاستغناء عن بعضهما البعض ،
فهي علاقة تكاملية حميمة لا يمكن الفصل بينهما ،
وهذا تنظيم وتدبير من الخالق ـ جل وعلا ـ للحياة الاجتماعية كافة .
ولقد أودع الله في كل جنس بشري ما يتفق مع عمله و واجبه .
فالمرأة بصفاتها الأنثوية الرقيقة ، وقوة عاطفتها ، تكون زوجة حيث السكن والراحة ، وأما حيث العطف بصغارها .
أما الرجل ، فبشخصيته القيادية والمعدة لتحمل المسؤوليات والواجبات المنوطة به .
وإننا نعجب بشدة وننكر على الرجل أن يسلط ما وهبه الله من قوة وقدرة لتدمير الأنثى ،
وبالتالي إخلال النظام ! وذلك مخالفة صريحة لفطرة الله الموجودة في الرجل ،
إذ يتحول دوره الإنساني الكبير من الأمان إلى الخوف والرهبة ،
وتتحول الإرادة إلى قوة مدمرة يمتد أثرها في كل صوب!
وفي الجانب الآخر ،
قد تتملكنا الدهشة عندما نسمع عن واقع بعض الإناث المتسلطة ،
حيث نجد تحكماً بأسلوب حياة الزوج ؛ من أجل تحقيق رغبات ذاتية ،
بل نراها تقول بكل فخر ” زوجي كأنه خاتم في إصبعي !” ..
وهي لا تعلم أنها حُـرمت من شخصية الرجل القوية الجميلة ،
التي تشعرها بوجودها في كيان الأسرة .
فشخصية الرجل زوجا كان أو أبا أو أخا ؛ حماية للمرأة من أي يدٍ عابثة .. وسندها بعد الله في هذه الحياة ،
لذلك لكُــنَّ أن تتصورن ـ معشر النساء ـ حال كثير من النساء المطلقات أو الأرامل اللواتي فقدنّ أزواجهن وبقين دون عائل أو سند ! .
محيط الخوف يكاد يقتلهن ، والفقر والعوز يمثل لهنّ مع الخوف صور الموت البطيء .
ويكفي تصور معاناة بعض النسوة في حال غياب الرجل الجزئي في سفر قد يمتد لأسابيع وأيام قلائل !!
قد لا نشعر بنعمة وجود الرجل لأننا في سلطته وبالقرب منه ! .. لكنه نعمة عظيمة ..
فالمرأة في حاجته ، كما هو في حاجتها ....
لهذا نتساءل لماذا يكابر كل منهما إزاء هذا الأمر الحقيقي ؟! ولماذا الصراع ؟!
منيرة المبـــدَّل
http://www.almubaddal.com/
.
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة نسناس ; 17-05-2007 الساعة 02:56 PM