همـم في القمــم


مجلس الإسلام والحياة يهتم هذا القسم بجميع مايتعلق بديننا الحنيف

 
قديم 31-10-2006, 03:02 AM
  #1
عبدالله الوهابي
مراقب سابق
تاريخ التسجيل: Apr 2005
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 5,988
عبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond repute
Lightbulb همـم في القمــم

لكل بني الدنيا مراد ومقصد 0000 وإنَّ مرادي صحة وفراغ
بلغ في علم الشريعة مبلغاً.. يكون به لي للجنان بلاغ.
وفي مثل هذا فلينافس أولو النهي.. وحسبي من الدنيا الغرور البلاغ.
ما أسماه من غاية غايته.. وما أعلاه من مقصد مقصده.. إنها الهمَّة العالية إذا اقترنت بالإيمان فإنها تصنع الأساطير..
بالهمة العالية.. ترتفع الأمم وتعلوا القمم..
بالهمة العالية.. أسس عليه الصلاة والسلام دولة إسلامية منهجها كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – في وقت كانت العقيدة فيه مطاردة وما ذاك إلا بعزمه النبوي الذي يهد الجبال فأنعم به من عزم..
فقد ضرب عليه الصلاة والسلام أروع مثال عرفه التاريخ في سموِّ الهمة ، كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه ، فتقول له زوجه – رضي الله عنها – " أولي قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر " فيقول عليه الصلاة والسلام : " أفلا أكون عبداً شكوراً "

بل إنَّ همته عليه الصلاة والسلام في الدعوة لم تكن بأقلَّ منها في العبادة ، يصعد عليه الصلاة والسلام جبل الصفا وينادي قومه : " يا معشر قريش.. إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد " وهو مع ذلك يحمل صلوات الله وسلامه عليه بين جنبيه علماً غزيراً ما نزال ننهل من معينه الفيَّاض ومورده العذب ، أما عن صبره فقد ألقى الأذى على ظهره وهو ساجد ووضع الشوك في طريقه ورمي في عرض زوجته ووصف بالجنون ثم صبر.. فما كان نتاج ذلك أقام دولة إسلامية بلغت ذروة العزة وأوج المجد في عهده وعهد أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين.
لا تحسبن المجد تمراً أنت آكله 0000 لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
أما يوسف – عليه السلام – فلم تكن همته ترضى له أن ينفك عن هم الدعوة أينما كان وحيثما ذهب حتى وهو في أشد مواطن محنته وقد رمي عرضه – عليه السلام – وهو في السجن يدعو أصحابه فيقول : يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) سورة يوسف : 39
وقد كان نبينا نوح – عليه السلام – أروع البصمات في سجل الدعوة فقد أستمر في قومه ( وََلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ) سورة العنكبوت : 14، وما ترك سبيلاً إلى دعوتهم إلا سلكه.. بالليل والنهار.. بالجهر والإسرار.. فأنعم به من همَّة..
تلك الهمَّة السامية التي تناطح السحاب..

وحينما نقلب صفحات التاريخ تلوح لنا أسماء قد جعلت من علوِّ همتها مثلاً يقتدى به ومنهاجاً يسار عليه..
فذاك ابن عمر وقد قيل لنافع : ما كان يصنع ابن عمر في منزه؟ قال لا تطيقونه ن الوضوء لكل صلاة والمصحف فيما بينهما
وهذا الشافعي – رحمه الله – وقد أبت عليه همته أن يرضى بسفاسف الأمور فيقول – رحمه الله - : " كنت يتيماً في حجر أمي فدفعتني إلى الكتاب ، ولم يكن ندها ما تعطي المعلَّم ، وكان المعلَّم قد رضي مني أن أخلفه إذا قام . فلما جعت القرآن دخلت المسجد فكنت أجالس العلماء ، وكنت أسمع الحديث والمسألة فأحفظها ، فلم يكن عند مي ما تعطيني أشتري به القراطيس.. - أي الورق - .. فكنت أنظر إلى العظم فآخذه فأكتب فيه ، فذا امتلاء طرحته في جرَّة ، فأجتمع عندي جبَّن – أ جرة عظيمة من العظم "
لله درُّ أم قد ربته.. وإلى الخير قد دفعته..

بل لقد ربى عليه الصلاة والسلام أصحابه على الهمَّة العالية وغذاها في نفوسهم فقد قال – صلى الله عليه وسلم – " إذا سألتم فاسألوه الفردوس " وعندما وصف تعالى عباد الرحمن في سورة الفرقان كان من صفاتهم والتي يتجلى فيها أروع صور الهمَّة قولهم : ( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً ) سورة الفرقان : 74
يا لها من همَّة عالية تحاكي الجبال في شموخها وتضاهي السحاب في علوِّها ن فهم لم يرضوا بأن يكونا من المتقين فحسب وإنما قادة للمتقين ، فأنعم بها من نفوس..
الهمَّة العالية ترفع الإنسان.ز من صغائر الأمور وتشغله بعظائمها.. تحلِّق بهمِّة بعيداً بل هي لا تجعله يرضى لنسه منزلة فحسب وإنما يستبصر دائماً سبُل المعالي .

وذلك عمر بن عبد العزيز وقد حركته تلك الهمة العالية التي تضيء بين جوانحه وهو يقول لدكين : " يا دكين إنَّ لي نفساً تواقة لم تزل تتوق إلى الأمارة لما نلتها تاقت إلى الجنة "
وهكذا فلتفعل الهمَّة العالية إذا اقترنت بالإيمان لله درهم من أقوام. سمت نفوسهم وعلت هممهم.. حتى لم يرضوا عن الجنة بديلاً.. ولله درهم حين اعتلوا القمم بهممهم السامية لأن بليد الهمَّة لا يعرف للقمة طعماً.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين
__________________
عبدالله الوهابي غير متواجد حالياً  
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قبيلة الحباب .... انسابها,,, وديارها الحميداني الحبابي مجلس الأنساب 74 08-04-2009 09:11 PM
الدقائق الحاسمة في معركة الموت. أبو عامرية المجلس الـــــعــــــــام 18 15-09-2007 04:53 PM
الحقوق والواجبات على الرجال والنساء في الإسلام (الحلقة الأولى ابو اسامة مجلس الإسلام والحياة 5 05-10-2006 01:10 PM
الله وأكبر لاول مره لقاء صحفي شامل مع00000 يحيى بن عبدالرحمن آل شاهر مجلس الإسلام والحياة 5 31-08-2006 04:06 AM


الساعة الآن 10:09 PM

ملصقات الأسماء

ستيكر شيت ورقي

طباعة ستيكرات - ستيكر

ستيكر دائري

ستيكر قص على الحدود