بسم الله الرحمن الرحيم





تنبيه : أكتم غيظك و حافظ على هدوءك حتى تصل إلى السطر الاخير !







قبل عدة أشهر ، كنت أتجول بسيارتي مع أحد الأصدقاء في إحدى المدن العربية !

و إذ بي أرى صورة كبيرة جدا للفنانة نانسي عجرم ..

كانت الصورة دعاية لإحدى المشروبات الغازية ..

طبعاً انا كنت قبل أن ارى الصورة اسمع بـ ( نانسي ) سماعاً

فقلت لمن معي : صورة من هذه ؟

قال : معقول ما تعرفها يا بوفارس ، معقول ما تعرف نانسي عجرم ؟!

ثم اطلق ضحكة خبيثة لأنه يعرف انني غير متابع لهذه الامور ..

عموما رجعت إلى الشقة و أسرجت خيول أفكاري ..

و اسرعت بها إلى سنينٍ قد خلت ..

حتى وصلت إلى 1410هـ و ما حوله ,,

إلى ذلك الزمن الجميل ، حيث كانت بداية إلتزامي الديني

و بدأت اسير مع الذكريات و أقلب السنين و الايام

حتى بلغت عيني صورة المناضلة نانسي عجرم ..!

و قلت في نفسي ما الذي جعل الموازين تتغير و الاوراق تختلط ..

نعم ، ما الذي جعل الحقائق تتبعثر و تُبعثر معها الذكريات الجميلة ؟!

بالأمس القريب كان نبض الشارع مع الدعاة و اليوم مع العرااااة !!

نعم ، هذه حقيقة لا نستطيع ان نخفيها اليوم ..

في زمن يعامل فيه العالم العامل معاملة المجرم و ....... (؟!)

في زمن يعتزل فيها الداعية كما يعتزل الفنان و لاعب الكرة ..!

و هنا اطرح سؤال يدور في خلدي :

لماذا أصبحت نانسي و أخواتها هم اليوم نبض شباب الأمة ؟؟

تعرفون لماذا ؟!

لأنهم عملوا من أجل رسالتهم في الحياة ..

هم يعتقدون ان هذه الرسالة .. رسالة مقدسة .. فن راقي !

نحن نراها انحلال اخلاقي

و بعضنا يسميها فسق و فجور

و البعض الآخر يحلو له ان يطلق عليها : ثقافة الفضائيات الوافدة ..

و كالعادة يكثر جدالنا حول التسمية و ننسى المسمى ..

طبعا .. نحن هنا انقسمنا قسمين :

قسم قام يصفق و لا بأس أن يشارك في الرقص وهو ملثم بشماغه !

و قسم قام يندد و يرفض و يستنكر، دون أن يقدم شيئا لرسالة الفضيلة !

و هناك قسم أخر ، ليس له رأي و نحن لا نعطيه هنا ذكر ..

و يدور الجدل و نانسي و أخواتها يمضون في طريق هدفهم ..

ما هو هدفهم ؟؟

ليس هذا السؤال بالمهم

و لكن السؤال المهم ما الذي قدمنا نحن لهدفنا و رسالتنا ؟؟

و هل لنا هدف أصلاً حتى نمضي إليه ؟!

العجب يا أعزائي ..

أن صاحب الباطل يسعى في باطله و يتعب لأجله و يبذل الجهد لتحقيقه

و صاحب الحق ، هو من يضيع الحق و لا يقوم به

انا لا أحترم ما تقدمه نانسي و أخواتها من أعمال ..

و انا لا أحترم شخصها الكريم (معكوسة) و لا شخص اخواتها ..

فما أعتقده كرجل يحب دينه و وطنه معروف في امثالهم ..

و لكني و دون ان تغضبوا مني ..

أحترم جهدها في الوصول إلى هدفها ..

وضعت هدف و وصلت إليه ..

أما نحن .. آه .. نتشدق باهدافنا فماذا قدمنا لها ؟!

من منا جعل همه نصر الاسلام ؟؟

من منا من يقوم الليل و يدعو لإخوانه المستضعفين

في انحاء الارض ..

من منا قام بتجميع مبلغ مالي و اشترى مصاحف

لمسلمين لم يروا المصاحف في حياتهم !

من اجتهد في تعلم القرآن ليعلمه إخوانه ..

من منا سأل نفسه : كيف أخدم الإسلام بما أحمله من شهادات ..

شهاداتنا تزين الجدران فهل نصرنا بها طريق الإيمان ..

لو كان شباب المسلمين في نصرهم لدينهم مثل نانسي في تحقيق اهدافها

الا تظنون ان الوضع سيختلف ؟!

نرى معاناة المسلمين في انحاء المعمورة ..

اكثرنا يكتفي بالتاثر و التأسف على احوالهم ..

و هنا ..

أحب انا أذكرك يا عزيزي ، أنا لا أدعو لإتخاذ نانسي قدوة

و لا حتى قدوة في الجهد و النضال من أجل تحقيق الاهداف !

فتراثنا الاسلامي يفيض بالقدوات العظيمة ..

و لكني اطرح سؤالاً ..

اليس الباطل مع نانسي و اخواتها ، فلماذا لا تمل في نصرته هي و من معها ؟!

اليس الحق معنا ، فلماذا خذلناه و لم ننصره ؟!

أعتذر لكم جميعاً .. فهذه خاطرة سجنتها خلف قضبان صدري ..

ثم افلتت مني و نزلت بساحة إخواني و ابناء عمي الكرام ..

دمتم بود ..


بقلم / حراليدين (بوفارس)
20 /12/1426هـ إمارة بوظبي حرسها الله و حكامها الكرام من الفتن .. آمين..

__________________
[frame="7 88"]قال شيخ الاسلام ابن تيمية - رحمه الله - : و لعله لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا و كان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي أزالته[/frame]