تاريخ التسجيل: Apr 2007
الدولة: شبـكـة قـحــطـــــان
المشاركات: 8,123

قصة الفارس الأشرم الشيباني مع الشيخ شرار بن مهرس الشدادي العبيدي
السلام عليكم
إليكم هذه القصة المشرفة والمعبرة والتي تدل على شجاعة فرسان الماضي وكرم أخلاقهم وصدقهم مع أخصامهم وحفظهم للمعروف, وهذه القصة حصلت لأحد فرسان قبيلة الشيابين من عتيبة..
هو الفارس الأشرم الشيباني العتيبي, من أشجع الرجال في زمانه رحمه الله, وكان له فرس أصيلة من أصائل الخيل وأطيبها, ويقال في أحد الأيام كان الأشرم الشيباني في مدينة مكة في ضيافة أحد الأشراف, وكان الشريف لديه فرس أصيلة وطلب من الأشرم الشيباني أن يسابقه على فرسه فوافق الأشرم وتسابق الأشرم مع الشريف وسبقت فرس الأشرم فرس الشريف...
وبعد ذلك طلب الشريف من الأشرم أن يبيعه الفرس ولكن الأشرم رفض وكرر عليه الشريف وسأله عن قيمة الفرس فقال الأشرم: شريتها بعشرين ثنو من البل..
فقال الشريف أعطيك في الفرس ثلاثين ثنو من البل, ورفض الأشرم
وقال الشريف أجل أعطيك فيها أربعين ثنو من البل, ورفض الأشرم وقال هذه الأبيات على مسمع من صاحبه الشريف:
)
يا سابقـي قـدرك رفيـع وأعديلـك بـدّر البكـار
ولو زوّدوا لي مـا نبيـع مانـي بضـاري بالثبـار
ابغى ليـا طـاح المنيـع ألحق بها سربة (( شرار))
وفهم الشريف معنى الأشرم الشيباني, وهو أنني لم أقتني الفرس إلا لخوض المعارك ومطاردة الفرسان أمثال شرار بن مهرس الشدادي وغيره من الفرسان الشجعان في الجزيرة العربية!!
ولقد كان للفارس الأشرم الشيباني صولات وجولات مع الشدادين وابن الحارث وهذا ما جعله يذكر الأمير شرار بن مهرس في أبياته!!
المهم مرت الأيام وكان الأمير شرار بن مهرس الشدادي الحارثي ورفيقه وجاره الأمير حسين بن حريش الحطابي الحارثي, بقومهم ناوين المغزى ولم يكن لديهم جهه محددة يغزون عليها,(( ولكن هذا هو حال القبائل قديماً يغزون طلباً للمغنم))..
وكان الأمير حسين بن حريش الحطابي يحدي على فرسه وهم في طريقهم ويقول:
)
يا سابقي خبي خبيـب خبيب ذيب ٍ مع بـراح
الله يبدي لـك نصيـب لا ثار بندقنـا صبـاح
بأطراف قطعان ٍ عزيب بكره ليا قلنـا الفـلاح
وأراد الله أن يتقابلون ابن الحارث مع غزو الشيابين, حيث أن الشيابين ومعهم الأشرم الشيباني والفارس عميش بن فهيد الشيباني كانوا في طريقهم للغزو طلباً للكسب, وتواجهوا الطرفين من غير موعد وحصل بينهم طراد وقتال أصيب فيه الأشرم الشيباني وسقط من فرسه, وأخذوه ابن الحارث في المنع ومعه الفارس عميش الشيباني, وكما هي عادة العرب في إكرام الأسير فقد أكرمهم الأمير شرار بن مهرس حق الإكرام حيث أخذهم إلى ديار ابن الحارث وبقوا عنده مدة ثلاث شهور حتى تعافى الأشرم من الإصابة, وعادوا إلى ديارهم وفي طريقهم لربعهم قال الفارس الأشرم الشيباني هذه الأبيات بعد ما سأله عميش بقوله: (( ودك في مواجه راعي البواضا مرة ٍ ثانية)), فأجابة الأشرم بشجاعة الفرسان وقال:
)
البيض منـي تغتشـي الاد شـداد ومن حربهم يا عميش بالي معيفي
سقى مرابيهم من الوسـم رعّـاد من رايح ٍ برقه سرى له رفيفـي
أهـل سرايـاً للمعاديـن تنـقـاد وبأيمانهم شغل الفرنـج النظيفـي
يوم ٍ على جمع الشيابين لا عـاد ما عـاد تالينـا يشيـل الرديفـي
لو كان حنا في المراكيـض لهّـاد يفرح بنا راع الجـواد الضعيفـي
لكن تواجهنا علـى غيـر ميعـاد ويا ظفرهم يوم أقبلـوا بالرهيفـي
سموا بن الحارث عريبين الأجداد وحنا كما ضلع ٍ طويـل ٍ منيفـي
ومن مات ما حاش المدايح والأفواد عسـاه فـي وادي جهنـم يهيفـي
ورحم الله الفرسان الشجعان وجعل مثواهم جنات النعيم
فهذه القصة وغيرها من قصص فرسان الماضي فيها من العبر الكثير والمفيد ومعرفة حياتهم في السابق وشجاعتهم وأخلاقهم الطيبة التي كانت هي التي تميز العرب عن غيرهم من الشعوب, وإحترام الأخصام والإعتراف بالحق..
رحمهم الله جميعاً وأسكنهم فسيح جناته..
منقووووووووووول
__________________

بيض الله وجه الشاعر أبو مشرف البشري على هالقصيدة ولا هو بغريب الطيب من منبعه
اشكر المصمم سلمان آل سعد على التوقيع
التعديل الأخير تم بواسطة سعيد الجهيمي ; 27-06-2008 الساعة 07:15 AM