مقلط "ثالث - ب"
عند سؤالي لقريبي الصغير عن صفه الدراسي فإنه يبادر بالإجابة والابتسامة تعلو محياه أنه في الصف الخامس
الابتدائي "ب"، ثم يكمل ذلك الصغير دون تلك الابتسامة أنه اكتشف مؤخرا أن فصله هذا هو في الأصل "مقلّط" لعمارة
مستأجرة يتحاشر هو و أربعمئة طالب آخرين فيها كل صباح و لمدة 6 ساعات كاملة .و يقول"يوسف" إن أكثر طلاب
مدرسته حظا هم طلاب الصف الثالث "أ" و الذين يبلغ عددهم 23 طالبا وضعتهم إدارة المدرسة في "الصالة" بحكم أنها
أكبر غرف ذلك المبنى .! أما أقل طلاب المدرسة حظا فهم طلاب الصف الخامس"د" الذين يبلغ عددهم 8 طلاب فقط ولذلك
فقد حكمت عليهم إدارة المدرسة بالدراسة في "المخزن."!
و يؤكد هذا الصغير بقوله "صحيح أن فصول المدرسة تكاد تتداخل مع بعضها... إلا أن أصوات مدرسينا الأفاضل تتداخل
و تتشابك و تتناغم بالفعل مع بعضها البعض محدثة سيلا من المعلومات المختلطة و التي لا نفهمها نحن ولا طلاب الفصول
المجاورة! فمدرس التاريخ صاحب الصوت الجهوري والذي يشرح في الفصل المجاور هو أعلى صوتا من مدرس التوحيد
الذي يقف أمامي !
و يذكر أنه في السنة الماضية عندما احتاجت المدرسة لعمل توسعة جديدة فإنها و بكل ذكاء و حنكة استغنت عن مطبخ
المدرسة و تم تحويله إلى فصل جديد إلا أنها أبقت على "المجلى" و السخان في ذلك الفصل..! ويكمل أنه يتمنى من
مدير المدرسة الذي استأثر بـ"المجلس" ليكون مقراً لمكتبه أن يستغني عن ذلك السخان فالأجواء لدينا "مسخّنة" بما فيه
الكفاية للاستغناء عنه واستبداله بمكيفات تبعث لنا هواء باردا بدلا من مكيفات فصولنا التي تجلب لنا الهواء الخارجي
بنكهة الغبار!
لم أتمالك نفسي من الضحك وصغيري هذا يذكر لي أن الطابور المدرسي وإذاعته يستفيد منها أهل الحارة جميعا
كواحدة من أجمل صور التكافل الاجتماعي حيث يستفيد أهل الحي من "حكمة الصباح" التي تتلى على مسامعهم في
السابعة والنصف من صباح كل يوم!
وبعد عزيزي القارئ فيبدو أنه من العبث هنا الحديث عن المختبر وغرف المصادر والمكتبة والملعب الخارجي ومتطلبات
الأمن والسلامة في تلك المدرسة لأن بعض المدارس المستأجرة لدينا لا تصلح إلا للهدم فقط !
رابط المقال في جريدة الوطن
http://www.alwatan.com.sa/news/write...5117&Rname=185
و سلامتكم
اخوكم ..... ماجد بن رائف