
موروثنـا الثقافي.. والعولمـة
بسم الله الرحمن الرحيم
في ظل مناخ هذا التقدم العلمي والتكنولوجي الذي يتسم به هذا العصر ، والذي جعل هذا العالم قرية واحدة برغم اختلافها ثقافياً وسياسياً واجتماعياً غلا أنه يفضل هذا التطور نجد أن تيار العولمة.
هذه المنظومة الفكرية ، لها أثر كبير في تغير العالم من أقصى شرقه إلى أقصى غربه ، ولذلك يتحتم على المرء أن يفكر على نحو جديد يتلاءم مع معطيات هذه النظرية والتي ضوئها يتحدد مدى عموم ثقافتنا العربية ومدلولاتها الحضارية لدينا.
فنحن شعوب لها حضارتها وموروثها الثقافي.. وهذا الموروث مرتبط بالدين.. فالدين متأصل فينا إلى حد ارتباطه بالعادات والتقاليد ، والدين هو اللبنة الأولى التي بنيت عليها الحضارة.
والحضارة العربية هي البوتقة الكبيرة التي انصهرت فيها كل القيم والمبادئ والتي تميزت بها الشعوب العربية على كل الحضارات الأخرى.
وهذه العلاقة المتميزة بين الدين والحضارة هي نسيج يدخل في بناء حضارتنا العربية ، ولقد أثرت قضية العولمة جدلاً ما بين مؤيد ورافض وإن أكثر ما لفت نظري بين هذا المؤيد وذاك الرافض انه مع اختلاف الآراء وتنوعها إلا أن العولمة أصبحت واقعاً ملموساً ، فمن منا لم يحس بها على مستوى الحياة اليومية حيث باتت هذه حقيقة واقعية.. فلأول مرة في التاريخ.. على حد تعبير المحللين في وسع كل فرد في كل المستويات الاجتماعية أن يلمس تأثير التغيرات الدولية التي يعيشها العالم اليوم.
إذ يمكنهم جميعاً أن يشاهدوها ويسمعوها في وسائل الإعلام ، ويتذوقوها في طعامهم ويلمسوها فيا يشترونه من سلع ومنتجات ، وكل واحد فينا سيكون واحداً من الذين تتهددهم هذه المتغيرات ، أو من المستفيدين منها ، ولكن من المحال تصور وجود جماعة ما لن تحسها.. بالخير أو بالشر ، هذه المتغيرات التي تعبر في جانب كبير منه عما يطلق عليه اليوم العولمة..
ولماذا نذهب بعيداً.. فمن منا لم يمتلك بعض المظاهر العولمية كالحاسوب والهاتف الجوال "المحمول".. وغيرها فهي في محل الساحر الكبير أو أنها التكنولوجيا ، وهذا لا ينفي مفهوم السحر ، ما دمنا لا نعرف بشكل محدد كيف صنعت ولا حدود لقدراتها؟
ففي الغرب نجد أن صانعها هو متلقيها ، بكل ما فيها من ثقافة واقتصاد وسياسة فهو قادر على التفاعل معها من خلال قدراته ومميزاته..
أما في الشرق بكل ما فيه من موروث حضاري له إطار كبير يدور في فلكه من دين وعادات وتقاليد.. قادر على حمايته والحفاظ عليه ضد أي تيار جارف له أعاصيره وهدؤوه ، فالدين هو ذلك الإطار والمعيار الذي أوجده الله سبحانه وتعالى ليتفاعل مع جميع الأزمان ليأخذ منه الإنسان ما هو صالح له في بناء مجتمع يسعى إلى التقدم والحضارة ويلفظ ما هو خبيث ليبقى الإنسان واعياً مدركاً لما حوله من تقدم ووعي..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته