
تأملات ابن رشد الصغير ( 1 )
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رسالة شوق... ومحبة...
أبعث لكم بباقة ورد معطرة.... وأهديكم من شبكتي العزيزة... سلاماً يحمل بين دفتيه أرق الكلمات.... وأجمل الأمنيات.... ودفء المشاعر والأحاسيس.... ما أسطره إليكم قابع في قوقعة ذاتي ثم ينساب شلالاً متدفقاً بالمشاعر الطيبة... وطوفاناً هادراً بالأحاسيس المرهفة.... أكتب إليكم بحروف حب... وكلمات شوق... وشعور عشق.... تعبر نسائمكم لتحط بواحتكم الظليلة... وخميلتكم الجميلة.... فقلبي قد امتلأ بقطرات حنيني.... وروحي تموج بدفء كلماتي... فحب شبكتي – شبكة قحطان – ملك قلبي.... أهيم شوقاً... أذهب عنها وأغمض عيني.... أصحو على طيفك يا معشوقتي.... يخايلني في كل حين.... كأنك قدر... فأنا عود وأنتِ الوتر... كأني ليل وأنت القمر.... أحبك زهرة يانعة... أحبك فراشة حالمة.... أحبك وردة ندية في صباح مشرق.... أحبك نسمة صيفية في ليلة قمرية .... فيها تتسامر القلوب العاشقة.... والنفوس المحبة بأحاديث تدفئ الحب.... ويصمت كل الكون لتتعالى صيحات الحب.... فتتحرك كوامن النفس بومض داخلي... تتفتح له طاقة الشوق الجميل... فتتسع رغبة حبك الصادق... أمل يسبح في دمائي... نور جديد يضيف إلى أحلامي أحلاماً وردية... وإلى عمري أعماراً ندية... أحبك أكثر من هدوء البحر وهديره... أحبك صافية كالسماء... أحبك كما أحب المطر وقطراته... والسحاب وزخاته... أحبك كحب إنسان لذاته... أحبك يا معشوقتي الأبدية...
فهمتني؟!
الكلمة شيء غامض كالسحر... مستغلق كالطلسم... وهي إذا انفصمت عن العمل أصبحت عبثاً... وإذا تناقضت مع الفعل أصبحت نفاقاً... وإذا قيلت ثناءً على من لا يستحق صارت كذباً وزيفاً وخداعاً... وخير للمرء أن يقول خيراً.. أو فليصمت...
والجزافية في التعبير تُعدّ من أشيع خطايانا... نبالغ في الإطراء... ونسرف في التعبير عن كلمات الإعجاب والمدح.. نستهل إصدار الكلمات الدافئة الحنون... ولا نبالي بأثرها الذي يُعدّ أشد مضاءً من حد السيف...
ومن أشيع خطايانا الكلمات التي نطلقها على عواهنها بدون حساب... والغلظة في الخصومة... والحدة في الإدانة... والترخصّ في الاتهام.. والتجاوز في التجريح.. وادعاء الفهم... وعدم التأكد مما يقصده المتحدث الآخر.. ومقاطعة حديث الآخر.. وعدم الإصغاء إلى ما يقول... كلها أمور تُعدّ من معايبنا.. وتفوّت علينا مصالح كثيرة كان يمكن تحصيلها لنماء علاقتنا...
لذا لا عجب أن تتحول الكلمات بعد خروجها من الشفاه إلى طاقة لا سلطان لنا عليها... تدمي أنقى القلوب.. وتؤدي إلى انفصام أوثق العرى.. وتحدث زلازل في الأنفس.. ويتحول الناس بفعلها إلى غرباء افتقدوا الألفة والمحبة... أو تكون لها بلسماً وترياقاً... فلنتعلم فإن من البيان سحراً
لعبة التخيل....
هي لعبة يمارسها الكبار أيضاً ، إنها فسحة العقل المُثقل بالهمّ والقلب الموسوم بالوجع...
البعض يسميها أحلام اليقظة... يعيش المرء لحظات من الشرود... ينفصل عن واقعه... وينسلخ من حاضره... فقد يستعيد ماضٍ جميل... وربما يرسم شيئاً من مستقبله... أو يهرب من ألم مرير... أو همّ ثقيل... يطلق العنان لفكره... كي يسبح في عالم آخر من صنعه...
لعبة التخيل سياحة مجانية... يمكن أن نُصيّرها واحة ومُسْتراحاً... ونجمة تضيء فضاءاتنا في لحظات من عتمات النفس ومعاناتها...
إن الوضوح يعني القدرة على شرح وجهات النظر بشكل موضوعي.. وسليم... وتلك هي اللباقة التي تجعل تطوّر العلاقات أسرع وأكثر فاعلية..
أفكار وآراء...
الفكر بحر واسع شاسع... بقدر ما تغترف من معرفته.... تزداد معرفة وإدراكاً بجهلك.... فيما لا تعرف... فعالمنا العربي تحيق به الأخطار من كل جانب... إن كان من الداخل أم من الخارج... وأخطار الداخل لا تقل خطراً عن أخطار الخارج... لأنها تخلخل البيئة الداخلية وتضعف المناعة الذاتية التي يجب أن تكون مستعصية على الاختراق... وأخطار الخارج تستهدف كياننا... وعقيدتنا... وحضارتنا... وقيمنا...
فنحن إذاً بأمس الحاجة إلى ذوي النوايا الخيّرة في ظروف الشدائد لتفعيل درء الأخطار التي تولدها هذه الظروف... فمحاربة الفساد هدف يجب أن يعمل من أجله الجميع... ليس فقط لإنقاذ بلدنا من الحملة المسعورة التي تستهدفنا جميعاً... بل لإنقاذ أنفسنا ومجتمعنا...
فما أحوجنا الآن إلى التحلي بالقيم الروحية والأخلاقية... فنعلي من قيمة العقل وتفتح أبواب العلم وننفتح على العالم كله... ونأخذ بأسباب القوة والقدرة على مواجهة أنفسنا قبل أن نواجه الآخرين....
لو خيرتُ أن أكون مخلوقاً آخر غير الإنسان... الذي كرمه الله... لاخترت أن أكون حوتاً في البحر يتنفس الماء... أو أسداً في البراري... شيمته الشموخ والإباء... أو نسراً في الجو يعانق السماء... الأقوياء هم أولئك الذين يحترمهم الجبناء...
يــارب..
[poem=font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,medium,gray" type=1 line=1 align=center use=sp num="0,black"]
يارب أنت على الحياة معيني = ومن الأذى ومن الشرور تقيني
يارب أنت معي فلا أخشى الردى = ترعى إله الكون كل شؤوني
وتحيل شوك العيش زهراً يانعاً = فأرى الحياة بديعة التكوين
لا أبتغي إلا رضاك بعالمي = هو غايتي وسواه لا يعنيني[/poem]
ومضـة :
" الذئاب الجائعة لا تبحث عن الفريسة الهزيلة "
ومضـة أخرى :
" أن تمشي ببطء خير لك من أن تمشي خطوة واحدة للور