
نرجسية واحلام القصيبي000تتحطم خلف اسوارتجار التأشيرات
القى معالي الدكتور غازي بن عبد الرحمن القصيبي
كلمه عنوانها " نحو استراتيجيه موحده لمكافحة البطاله
وذلك في ملتقى لجمعية الاقتصاد السعوديه الذي اقيم في
مركز الملك فهد الثقافي وكعادة معاليه في خطبه المنبريه يتهم
الناس بنعته بالمفرقعات الاعلاميه وهو واقع فيها الى الابد ومنها
محاضرته التي كان لي الشرف في حضورها وهي تعبر عن نفسها
الا انني سوف اعرضها عليكم صفحه صفحه حتى تنتهي عند الصفحه السابعه
اخر محتوى الرساله وانا اعرضها بهذا الشكل لكي لا تتفاجؤ بطول الكلمه ومن ثم
ننحرم رايكم امه بحق تريد وقفه من كل منصف لهذه البلاد فولله لاالقصيبي ولا وكلائه
بقادرين على حل هذه المعضله مالم تتضافر الجهود ومعالجت هذه الاشكاليه من راس الهرم
وليس من قاعدته مع تغيير جذري لمسار تخصصات التعليم وستقطاب ذوي العقول للعمل المهني
وان لااجعله حضانه لمن ترك وتسرب من التعليم كماوى حتى افرز للمجتع شباب ناضج مؤهل يقوم
بالعمل المهني على اكمل وجه وفي هذه الليله سوف اطرح الصفحه الاولى من الكلمه
أيها الأخوة الأعزاء .....
لا أحد يؤمن بأهمية الخيال الواسع الجامح كما يؤمن الشعراء الذين أتشرف بالإنتماء إلى مملكتهم المسحورة . ولا أحد يعشق الفوضى الخلاقة ، التي تشيد وتدمر ، كما يعشقها الروائيون ، الذين أتلصص على عوالمهم الغريبة . ولا أحد يصّر على الفرار من كابوس الواقع الأليم إلى آفاق الحلم الجميل كما يصّر المتفائلون ، وأحسني في معظم أحوالي لأكلّها من المتفائلين . بعد أن أسجل هذه كلّه بلا تردد أتوقف الفوضى الخلاقة رائعة كل الروعة في الكتب ولكنها تتحول إلى فاجعة مؤكدة حين تصبح وسيلة للتعامل مع الواقع . ولأقول إن الهرب إلى الحلم تسلية مثيرة بين الحين والحين ولكنه يتحول إلى مأساة دامية عندما يستغرق العمر كله .
ومن هنا فمن الضروري عندما نتحدث عن مشكلة خطيرة كالبطالة ، ولا أحسب أحداً هنا يشك في وجود المشكلة أو خطورتها ، أن نتجنب الخيالات، وأن نطرح الفوضى الخلاقة ، وألا نفرط في التفاؤل . عندما نتحدث عن مشكلة خطيرة كالبطالة لا ينبغي أن يكون حديثاً عما هو أمامنا ، وعما يجب عليها فعله للتعامل مع مشاكل الواقع ، كائنة ما كانت ، لا يمكن أن يتم عبر ردود فعل عشوائية ، أو التلويح بمفاتيح سحرية ، أو بالشطحات الإدارية الخارقة ، أو بالمفرقعات الإعلامية ( ولا أظنني بحاجة إلى تذكيركم بأن العبد الضعيف الذي يسعد بالحديث إليكم قد أتهم عبر تاريخه المهني الطويل بهذا كله، أو ببعضه - ولكن تلك قصة أخرى ، وحصان من لون مختلف كما يقول التعبير الإنجليزي) . لا بد في تعاملنا مع مشاكل الواقع من التشخيص الدقيق أولاً ، ووضع العلاج الناجح ، ثانياً . ومن البدهي أن التشخيص لن ينجح إذا كان هناك ألف طبيب بألف رأي ، ومن البدهي أن الفشل في التشخيص يجعل الوصول إلى العلاج وهما في عالم الأساطير أحسب ان ما سبق كله م المسلمات التي لا يجب أن تقف عندها طويلاً قبل أن ننطلق إلى لب الموضوع . ولب الموضوع ، بوضوح شديد ، أن السبب الأول ، وأوشك أن أقول السبب الأول والأخير ، لمشكلة البطالة بين السعوديين هو هذا الطوفان الهادر الغامر من العمالة المستقدمة . وأسمحوا لي بوقفه قصيرة مع إحصائيات قليلة . في سنة 1390هـ (1970م) كانت العمالة الأجنبية تمثل قرابة 15% من مجموع القوى العاملة بينما شكل السعوديون 85% من هذه القوى . بعد ثلث قرن انقلبت الصورة رأساً على عقب . خلال السنوات الأربع الأخيرة كان عدد العمال الوافدين كل سنة ، أقول كل سنة ولا أقول كل عقد ، قرابة المليون . وإحصائيات وزارة العمل اليوم تشير إلى أن نسبة السعوديين في مؤسسات القطاع الخاص التي يتجاوز عدد عمالتها 20 عاملاً هي 15% أما نسبتهم في تلك المؤسسات التي يقل عدد عمالها عن عشرين فهي أقل من 3% .
هذه الملايين من العمالة منخفضة التكلفة أدت إلى تمدد مصطنع هائل في العرض أدى إلى إنخفاض هائل في التكلفة جعل سوق العمل في المملكة مختلاً إختلالاً جذرياً . تشير إحصائيات وزارة العمل إلى أن متوسط تكلفة العامل السعودي هو 3495ريالاً شهرياً بينما متوسط تكلفة العامل الأجنبي هو 1133 شهرياً أي أقل من الثلث . هل يمكن لنا أن نتصور ، مجرد تصور ، وضعاً يقدم فيه رجل أعمال ، أي رجل أعمال في أي محل من العالم ، على توظيف عامل مواطن وأمامه عالم أجنبي بثلث التكلفة ؟ هل بوسعنا أن نعّرض الوطنية لهذا الإمتحان الصعب ثم نتوقع أن تنجح في الإمتحان ؟
حسناً ! إذا سلمنّا أن العامل الأجنبي منخفض التكلفة هو سبب بطالة العامل السعودي مرتفع التكلفة فإن علينا ، أقول علينا ، ولا أقول لنا ، أن نسلّم بأنه يستحيل أن نحل مشكلة البطالة بين المواطنين والسوق مليء بملايين العمال ذوي التكلفة المنخفضة وأبواب الإستقدام مفتوحة على مصراعيها . وإذا سلمنّا بهذه المقولة فإن علينا ن أقول علينا ولا أقول لنا ، أن نسلم أن خفض الإستقدام خفضاً حقيقياً ملموساً هو الخطوة الحقيقية الأولى لمعالجة البطالة .