بسم الله الرحمن الرحيم
الإمام العلامة.. علم الزهاد.. قدوة العباد.. محيي علوم الأولين.. ممهد سبيل الصالحين...الخ ) هذه أوصاف ابتذلت لكثرة ما رددت في سير العلماء ، حتى فقدت معانيها ، وصارت تقرع الأسماع ، فارغة من المعنى ، عارية عن المدلول .
الشيخ علي الطنطاوي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحزم في مواجة الضرار
حرق رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجد الضرار ، وأمر بهدمه ، وهو مسجد يصلى فيه ، ويذكر اسم الله فيه ؛ لما كان بناؤه ضراراً ، وتقريقاً بين المؤمنين ، وكل ما كان هذا شأنه فواجب على الإمام تعطيله ، إما بهدم وتحريق ، وإما بتغيير صورته ، وإخراجه عما وضعه له ، وغذا كان هذا شأن مسجد الضرار ، فمشاهد الشرك.. أحق بالهدم وأوجب ، وكذلك محال المعاصي والفسوق.
الشيخ عبدالرحمن بن سعدي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قيمة الأفكار الجديدة
تستحق الفكرة الجديدة الاحتفال والابتهاج ولو أثارت شيئاً من الجدل ، فكم من قول تلقاه الناس بالتحفظ والتوجس ، ثم صاروا إليه ، وأثنوا على قائله وكم من قول رحبوا به في أول الأمر ثم أعرضوا عنه ، وكان ( هرقيطس ) أحد فلاسفة اليونان قبل سقراط ، يقول أنه لو خيّر بين فكرة جديدة ويقع عليها ، وبين التربع على عرش فارس لاختار الفكرة الجديدة.
د. عبدالكريم بكار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عدل الله سبحانه وتعالى
" ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه " رواه البخاري. هل هذا على إطلاقه؟ أي إن الإنسان إذا سأل أي شيء أجيب ، مادام متصفاً بهذه الأوصاف ( المذكورة في الحديث).
الجواب : لا ، لأن النصوص يقيد بعضها بعضاً ، فإذا دعا بإثم أو قطيعة رحم أو ظلماً لإنسان فإنه لا يستجاب له حتى وإن كان يُكثر من النوافل ، حتى وإن بلغ هذه المرتبة العظيمة وهي : محبة الله له.. لأن الله أعدل من أن يُجيب مثل هذا.
الشيخ محمد ابن عثيمين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من أساليب أهل البدع
غالب أهل البدع ، يرون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو قال بخلاف مقالتهم لما اتبعوه... وإنما يدفعون عن نفوسهم الحجة ، إما برد النقل وإما بتأويل المنقول ، فيطنون تارة في الإسناد ، وتارة في المتن.
شيخ الإسلام ابن تيمية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا يستحق الحزن
اجعل الهم هماً واحداً : هم لقاء الله عز وجل هم الآخرة هم الوقوف بين يدي الله : (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ ) سورة الحاقة
فليس هناك هم إلا وهو أقل من هذا الهم. أي همٍ همُ هذه الحياة ، مناصبها؟ ووظائفها؟ ذهبها وفضتها؟ أولادها وأموالها؟ جاهها وشهرتها؟ قصورها ودورها؟ لاشيء!
والله عز وجل قد وصف أعدائه المنافقين بقوله : (قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ) سور آل عمران . فهمتهم أنفسهم وبطونهم وشهواتهم ، وليس لهم همم عالية أبداً ، ولما بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس تحت الشجرة انفلت أحد المنافقين يبحث عن جمل له أحمر ، وقال : لحصولي على جملي هذا أحب إليّ من بيعتكم . فورد : " كلكم مغفور لكم إلا صاحب الجمل الأحمر ".
إن أحد المنافقين أهمته نفسه وقال لأصحابه : لا تنفروا في الحر فقال سبحانه : (وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ) سورة التوبة .
وقال آخر : ائذن لي ولا تفتني ، وهمه نفسه فقال سبحانه : (وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ ) سورة التوبة وآخرون أهمتهم أموالهم وأهلوهم فقال تعالى : (شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا ) سورة الفتح.
إنها الهموم التافهة الرخيصة ، التي يحملها التافهون الرخيصون ، أما الصحابة الاجلاء فإنهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً.