..:: كاتب مبدع ::..
مشرف
مجالس الإسلام والحياة
تاريخ التسجيل: Aug 2007
الدولة: ؟؟؟
المشاركات: 6,432

رد : مــرجــعــيــة شــامــلــة
تكاد تتّفق كلّ المدارس الفقهية الإسلامية بأنها قد انطلقت من أول مصدر للتشريع الإسلامي؛ أعني القرآن الكريم. غير أنَّ الواقع الملموس يشير إلى اتفاقها على بعض النقاط واختلافها في أمور كثيرة يعود بعضها إلى طبيعة نظرتها إلى القرآن الكريم كمصدر للتشريع وسائر مصادر التشريع الأخرى. كما يعود بعضها إلى المنهج الذي اتخذته في استنباط الأحكام الشرعية من مصادرها فضلاً عن اختلافها في جملة من مصادر التشريع.
إنَّ الاعتراف بمرجعية القرآن الكريم في مجال التشريع الإسلامي هي النقطة المضيئة التي تجعلنا قادرين على العودة إلى كتاب الله من جديد، لنستجلي منه كلمة الفصل في كلّ ما اختلفت فيه هذه المدارس الفقهية سواء في المصطلحات أم في المنهج، أم في النتائج والاتجاهات.
وقد صرّح القرآن الكريم بأنه قد نزل بلسان عربي مبين. غير أنَّ هذا لم يكن ليمنع القرآن عن إبداع مصطلحات عربية جديدة يختصّ بها ويقرّرها في الميدان الثقافي الإسلامي ويحاول غرسها في وجدان المسلمين، لتكوّن ثوابت وضمانات لصيانة الحركة الثقافية من الانحراف والالتواء باتجاه أهداف غير محمودة وغير مقبولة عند صاحب الشريعة الإسلامية.
لا شك في أنَّ القرآن الكريم يُعدّ الكتاب الخالد للشريعة الخاتمة التي تعتبر خالدة بخلود هذا الكتاب، وخالدة لما فيها من عاصر الديمومة والبقاء. وممّا يميّز القرآن الكريم إحاطته وشموله، واهتمامه بتقديم منهج متكامل الأبعاد متّسق مع الفطرة، ملبٍّ للحاجات المستجدّة على مدى القرون والأجيال. والنصوص التي تشير إلى هذه الحقائق غير قليلة وإليك جملةً منها:
(إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى) الليل: 12.
)قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدى) الأنعام: 71.
)فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) البقرة: 38.
)أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدى) يونس: 35.
)يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) المائدة: 16.
)أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً) النساء: 74.
)فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَما كُنَّا غائِبِينَ) الأعراف: 7.
)وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ. لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ) فصلت: 41 ـ 42.
بوركت شيخنا سعيد بن شايع وبورك ماقدمت.
التعديل الأخير تم بواسطة مقبل السحيمي ; 06-07-2010 الساعة 10:45 AM