![]() |
مــرجــعــيــة شــامــلــة
أخي الحبيب أسعد الله أوقاتك بكل خير وأهلا وسهلا بك قارئا ومتصفحا وقبل أن تبدأ في قراءة هذه المرجعية الشاملة أحب أن أنبهك إلى أني قد كتبت مقدمة مهمة عن هذا الموضوع وهي بعنوان [ بـــدايـــة وقـــفـــات مـــهـــمـــة ] وبين يديك أخي الحبيب: الوقفة الأولى [ مــــرجـــعــيـــة شــــــــامــــــلــــــة ] إي وربي شاملة لكل شأن من الشؤون شاملة لكل خطب من الخطوب شاملة لكل حدث من الأحداث فليس لنا والله من مرجع إلا كتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإن هذه المرجعية المطلقة الشاملة المحفوظة والمعصومة من كل تحريف وتغيير وتبديل مستمرة في صلاحيتها في كل زمان ومكان متضمنة لحلول كل المشكلات ابتداءً من: المشكلات السياسية العالمية ........ إلى المشكلات الفردية مجيبة لجميع التساؤلات إن وجدت من يجد حلها من أهل العلم الراسخين مرجعية ً مفرجةً لجميع الكربات والأزمات ، إننا بحاجة إلى أن ننتبه إلى هذه المرجعية ، فلا نحيد عنها ولا نبحث عن الهدى في غيرها ، ولا نرجع للبحث عن صحة الحق أو ثباته في شيء سواها قال الله ـ عز و جل ـ { فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً } وقال تعالى { وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله } هذا وليعلم الذين في قلوبهم مرض أن المسائل الدينية لا ينبغي أن يكون فيها تنازع ولا تفرق ولا اختلاف فالأمر واضح بقوله ـ عز وجل ـ { أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه } لأن العمل فيها بالنص لا بالرأي والعقل ولا بالأهواء والرغبات النفسية ولا بالمناصب والشهادات والمسؤوليات هذا ليعلم الذين يريدون أن تتخذوا من بين النصوص الشرعية سبيلاً ومخرجاً؟ هذا ليعلم الذين يريدون إرضاء أهل الأهواء؟ إنه والله حكم الجاهلية !! هو الذي يريدونهي تبغونها عوجاً يريدون أن يميلوا بالناس عن هذا الدين ميلاً عظيماً ؟ يا ليتهم يفقهون ويعلمون لو كانوا يعقلون ، لكن صدق الله إذ يقول: { بل أكثرهم لا يعقلون } أقول هذا القول ليعلم المؤمن بالله أنه لا يؤثر ولا يقدم على حكم الله شيء والمؤمن الذي يؤمن بالله وباليوم الآخر يهتم بجزاء الآخرة أشد من اهتمامه بحظوظ الدنيا فلو كان له هوى في المسألة المتنازع فيها فإنه يتركه لحكم الله ابتغاء مرضاته ومثوبته في اليوم الآخر ، قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به " فمن لا يؤثر إتباع الكتاب والسنة على أهوائه وحظوظه ورغباته لا سيما في المصالح العامة فإنه لا يكون مؤمناً بالله واليوم الآخر إيماناً يعتد به أخي المسلم: إن النجاة كل النجاة من سبل الضلال هي في المرجعية لكتاب الله وسنة رسوله قال الحبيب ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ " تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي " إن الشرط واضح في قوله " ما إن تمسكتم به " ففي أي زمن أو في أي عصرٍ أو في أي مكان أو في أي ظرف أو في أي حال لن تضلوا إن تمسكتم به ، وعد حق ، كيف لا وهو كلام من لا ينطق عن الهوى كيف لا وهو المنهج القويم الذي اختاره الله ـ عز و جل ـ لمحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم لمن تبعة حقا { وإنه لذكر لك ولقومك } أخي المسلم: وقف رسول الهدى ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ يعظ موعظة رقت منها القلوب موعظة ذرفت منها العيون موعظة يخبر فيها ويؤكد وينبه بقوله: " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ " فهل بعد هذه الوصية من وضوح وتأكيد وبيان وتنبيه؟ إنه بيان وتوضيح إلى عدم مفارقة هذه المرجعية فهي حق بين { فماذا بعد الحق إلا الضلال} فلا يمكن أن يكون الحق في غيرها أبدا ، لأنها من عند الله { ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا } ولأنها هدى أرسل بها رسول الهدى { هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق } نعم هدى ودين حق تجعلنا نوقن بأن كل الهدى والخير والصلاح والأمن والنعمة والرحمة والتقدم والسعادة في الهدى ودين الحق ، وانظر إلى واقع كثير من الناس وما هم فيه من بعد وتقصير وإعراض فما كان سببه إلا بعدهم عن هذا الهدى ودين الحق عجباً !! لحالهم تراهم في ضلال تضطرب به أعمالهم وتختلف فيه آرائهم ويكثر فيه الخصام وينعدم فيه الوئام ، إنهم كما أخبر الحق سبحانه { فإن تولوا فإنما هم في شقاق } شقاق انحرف بهم بسبب توليهم عن الهدى ودين الحق فاتصفوا بما اتصفت به اليهود والنصارى وذلك عندما { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله} فتراهم ضلوا وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل. نسأل الله الثبات والتوفيق والسداد. |
رد : مــرجــعــيــة شــامــلــة
جزاك الله خير
|
رد : مــرجــعــيــة شــامــلــة
تكاد تتّفق كلّ المدارس الفقهية الإسلامية بأنها قد انطلقت من أول مصدر للتشريع الإسلامي؛ أعني القرآن الكريم. غير أنَّ الواقع الملموس يشير إلى اتفاقها على بعض النقاط واختلافها في أمور كثيرة يعود بعضها إلى طبيعة نظرتها إلى القرآن الكريم كمصدر للتشريع وسائر مصادر التشريع الأخرى. كما يعود بعضها إلى المنهج الذي اتخذته في استنباط الأحكام الشرعية من مصادرها فضلاً عن اختلافها في جملة من مصادر التشريع.
إنَّ الاعتراف بمرجعية القرآن الكريم في مجال التشريع الإسلامي هي النقطة المضيئة التي تجعلنا قادرين على العودة إلى كتاب الله من جديد، لنستجلي منه كلمة الفصل في كلّ ما اختلفت فيه هذه المدارس الفقهية سواء في المصطلحات أم في المنهج، أم في النتائج والاتجاهات. وقد صرّح القرآن الكريم بأنه قد نزل بلسان عربي مبين. غير أنَّ هذا لم يكن ليمنع القرآن عن إبداع مصطلحات عربية جديدة يختصّ بها ويقرّرها في الميدان الثقافي الإسلامي ويحاول غرسها في وجدان المسلمين، لتكوّن ثوابت وضمانات لصيانة الحركة الثقافية من الانحراف والالتواء باتجاه أهداف غير محمودة وغير مقبولة عند صاحب الشريعة الإسلامية. لا شك في أنَّ القرآن الكريم يُعدّ الكتاب الخالد للشريعة الخاتمة التي تعتبر خالدة بخلود هذا الكتاب، وخالدة لما فيها من عاصر الديمومة والبقاء. وممّا يميّز القرآن الكريم إحاطته وشموله، واهتمامه بتقديم منهج متكامل الأبعاد متّسق مع الفطرة، ملبٍّ للحاجات المستجدّة على مدى القرون والأجيال. والنصوص التي تشير إلى هذه الحقائق غير قليلة وإليك جملةً منها: (إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى) الليل: 12. )قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدى) الأنعام: 71. )فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) البقرة: 38. )أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدى) يونس: 35. )يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) المائدة: 16. )أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً) النساء: 74. )فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَما كُنَّا غائِبِينَ) الأعراف: 7. )وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ. لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ) فصلت: 41 ـ 42. بوركت شيخنا سعيد بن شايع وبورك ماقدمت. |
الساعة الآن 12:06 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق الأدبيه والفكرية محفوظة لشبكة قحطان وعلى من يقتبس من الموقع الأشارة الى المصدر
وجميع المواضيع والمشاركات المطروحه في المجالس لاتمثل على وجه الأساس رأي ووجهة نظر الموقع أو أفراد قبيلة قحطان إنما تمثل وجهة نظر كاتبها .
Copyright ©2003 - 2011, www.qahtaan.com