![]() |
همـم في القمــم
لكل بني الدنيا مراد ومقصد 0000 وإنَّ مرادي صحة وفراغ بلغ في علم الشريعة مبلغاً.. يكون به لي للجنان بلاغ. وفي مثل هذا فلينافس أولو النهي.. وحسبي من الدنيا الغرور البلاغ. ما أسماه من غاية غايته.. وما أعلاه من مقصد مقصده.. إنها الهمَّة العالية إذا اقترنت بالإيمان فإنها تصنع الأساطير.. بالهمة العالية.. ترتفع الأمم وتعلوا القمم.. بالهمة العالية.. أسس عليه الصلاة والسلام دولة إسلامية منهجها كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – في وقت كانت العقيدة فيه مطاردة وما ذاك إلا بعزمه النبوي الذي يهد الجبال فأنعم به من عزم.. فقد ضرب عليه الصلاة والسلام أروع مثال عرفه التاريخ في سموِّ الهمة ، كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه ، فتقول له زوجه – رضي الله عنها – " أولي قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر " فيقول عليه الصلاة والسلام : " أفلا أكون عبداً شكوراً " بل إنَّ همته عليه الصلاة والسلام في الدعوة لم تكن بأقلَّ منها في العبادة ، يصعد عليه الصلاة والسلام جبل الصفا وينادي قومه : " يا معشر قريش.. إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد " وهو مع ذلك يحمل صلوات الله وسلامه عليه بين جنبيه علماً غزيراً ما نزال ننهل من معينه الفيَّاض ومورده العذب ، أما عن صبره فقد ألقى الأذى على ظهره وهو ساجد ووضع الشوك في طريقه ورمي في عرض زوجته ووصف بالجنون ثم صبر.. فما كان نتاج ذلك أقام دولة إسلامية بلغت ذروة العزة وأوج المجد في عهده وعهد أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين. لا تحسبن المجد تمراً أنت آكله 0000 لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا أما يوسف – عليه السلام – فلم تكن همته ترضى له أن ينفك عن هم الدعوة أينما كان وحيثما ذهب حتى وهو في أشد مواطن محنته وقد رمي عرضه – عليه السلام – وهو في السجن يدعو أصحابه فيقول : يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) سورة يوسف : 39 وقد كان نبينا نوح – عليه السلام – أروع البصمات في سجل الدعوة فقد أستمر في قومه ( وََلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ) سورة العنكبوت : 14، وما ترك سبيلاً إلى دعوتهم إلا سلكه.. بالليل والنهار.. بالجهر والإسرار.. فأنعم به من همَّة.. تلك الهمَّة السامية التي تناطح السحاب.. وحينما نقلب صفحات التاريخ تلوح لنا أسماء قد جعلت من علوِّ همتها مثلاً يقتدى به ومنهاجاً يسار عليه.. فذاك ابن عمر وقد قيل لنافع : ما كان يصنع ابن عمر في منزه؟ قال لا تطيقونه ن الوضوء لكل صلاة والمصحف فيما بينهما وهذا الشافعي – رحمه الله – وقد أبت عليه همته أن يرضى بسفاسف الأمور فيقول – رحمه الله - : " كنت يتيماً في حجر أمي فدفعتني إلى الكتاب ، ولم يكن ندها ما تعطي المعلَّم ، وكان المعلَّم قد رضي مني أن أخلفه إذا قام . فلما جعت القرآن دخلت المسجد فكنت أجالس العلماء ، وكنت أسمع الحديث والمسألة فأحفظها ، فلم يكن عند مي ما تعطيني أشتري به القراطيس.. - أي الورق - .. فكنت أنظر إلى العظم فآخذه فأكتب فيه ، فذا امتلاء طرحته في جرَّة ، فأجتمع عندي جبَّن – أ جرة عظيمة من العظم " لله درُّ أم قد ربته.. وإلى الخير قد دفعته.. بل لقد ربى عليه الصلاة والسلام أصحابه على الهمَّة العالية وغذاها في نفوسهم فقد قال – صلى الله عليه وسلم – " إذا سألتم فاسألوه الفردوس " وعندما وصف تعالى عباد الرحمن في سورة الفرقان كان من صفاتهم والتي يتجلى فيها أروع صور الهمَّة قولهم : ( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً ) سورة الفرقان : 74 يا لها من همَّة عالية تحاكي الجبال في شموخها وتضاهي السحاب في علوِّها ن فهم لم يرضوا بأن يكونا من المتقين فحسب وإنما قادة للمتقين ، فأنعم بها من نفوس.. الهمَّة العالية ترفع الإنسان.ز من صغائر الأمور وتشغله بعظائمها.. تحلِّق بهمِّة بعيداً بل هي لا تجعله يرضى لنسه منزلة فحسب وإنما يستبصر دائماً سبُل المعالي . وذلك عمر بن عبد العزيز وقد حركته تلك الهمة العالية التي تضيء بين جوانحه وهو يقول لدكين : " يا دكين إنَّ لي نفساً تواقة لم تزل تتوق إلى الأمارة لما نلتها تاقت إلى الجنة " وهكذا فلتفعل الهمَّة العالية إذا اقترنت بالإيمان لله درهم من أقوام. سمت نفوسهم وعلت هممهم.. حتى لم يرضوا عن الجنة بديلاً.. ولله درهم حين اعتلوا القمم بهممهم السامية لأن بليد الهمَّة لا يعرف للقمة طعماً. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين |
رد : همـم في القمــم
لا هنت وبيض الله وجهك والله يجزاك عنا ألف خير
موضوع جميل الله يعطيك العافية أخوك:عدو القوم ابن حرق |
رد : همـم في القمــم
عدو القوم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيك على مرورك الطيب |
رد : همـم في القمــم
]لا هنت وبيض الله وجهك والله يجزاك عنا ألف خير
موضوع جميل الله يعطيك العافية |
رد : همـم في القمــم
جزاك الله خير
|
رد : همـم في القمــم
أخي الفاضل جبل بن زيد
ولا هان من قال وأشكرك على مرورك الكريم ورحم الله من خلفك |
رد : همـم في القمــم
خلق الله البشر وجعل لكل منهم همة وإرادة فلا يخلو إنسان عن هم؛ ولذلك كان أصدق اسم يوصف به العبد أنه همام ومن هنا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "... وأحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمام..".
وجهة الصدق أن كل إنسان له إرادة وعنده اهتمام، كما قال المنذري: وإنما كان حارث وهمام أصدق الأسماء لأن الحارث الكاسب، والهمام الذي يهيم مرة بعد أخرى، وكل إنسان لا ينفيك عن هذين والله أعلم. ولكن همم الناس تختلف بين علو وسفول وبين كبر وصغر وبين ضخامة ودناءة . وعلى قدر تفاوت الهمم والإرادات تتفاوت مقامات الخلق في الدنيا والآخرة . فأعلاهم همة أبلغهم لما يريد، وأكثرهم تحقيقا لما يطلب. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "العامة تقول: قيمة كل امرئ ما يحسن، والخاصة تقول: قيمة كل امرئ ما يطلب". (يريد همته ومطلبه وقصده). وإنما كان الأمر كذلك لأن الهمة طليعة الأعمال ومقدمتها.. قال أحد الصالحين: "همتك فاحفظها؛ فإن الهمة مقدمة الأشياء؛ فمن صلحت همته وصدق فيها صلح له ما وراء ذلك من العمل". وقال عبيد بن زياد : كان لي خال من كلب، فكان يقول لي: يا زياد هم فإن الهمة نصف المروءة. وعلامة كمال العقل ورجحانه علو همة صاحبه.. يقول ابن الجوزي: "من علامة كمال العقل علو الهمة، والراضي بالدون دنيء ولم أر في عيوب الناس عيبا .. .. كنقص القادرين على التمام فجزاك الله خيراً أستاذنا الكبير وغفر الله لنا ولك على هذا الموضوع القيم المبارك |
رد : همـم في القمــم
موضوع جميل
جزاك الله خير الجزاء على الموضوع |
رد : همـم في القمــم
فيصل بن دويله 0000 وجزيت خيراً أخي الكريم
|
رد : همـم في القمــم
أخي الحبيب ضفاف أشكرك على ما قمت به من مداخلة رائعة وجميلة في هذا الموضوع ، جعل ذلك في موازين حسناتك
|
رد : همـم في القمــم
الواصل لاهنت على مرورك الكريم الذي أسعدني أخي الفاضل
|
الساعة الآن 11:11 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق الأدبيه والفكرية محفوظة لشبكة قحطان وعلى من يقتبس من الموقع الأشارة الى المصدر
وجميع المواضيع والمشاركات المطروحه في المجالس لاتمثل على وجه الأساس رأي ووجهة نظر الموقع أو أفراد قبيلة قحطان إنما تمثل وجهة نظر كاتبها .
Copyright ©2003 - 2011, www.qahtaan.com