
رد : أسئلــة دينية وثقافية
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي الحبيب استاذنا
ابن رشد (استاذ العقلاء )
بارك الله فيك على هذا الجهد المميز وجعلها الله في ميزان حسناتك.
الجواب
انا مع اخي الغالي والحبيب الى قلبي ابن خرصان.
المذهب السائد في المغرب هو المذهب المالكي .
بعد اذن استاذنا وشيخنا ابن رشد بالاضافة البسيطة ...
مالك بن أنس (93- 179هـ):
هو عالم المدينة ومؤسس المذهب المالكي. قال عنه سفيان بن عيينة: "مالك عالم أهل الحجاز". وقال الشافعي: "إذا ذكر العلماء فمالك النجم".
نسبه
هو مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن عثمان بن خثيل بن عمرو بن الحارث الأصبحي الحميري المدني(1)، أبو عبد الله، إمام دار الهجرة، أحد الأئمة الأربعة الفقهاء، ولد في المدينة سنة ثلاث وتسعين على أرجح الأقوال، بدأ رحلته العلمية وهو ابن بضع عشرة سنة.
أول شيخ تلقى عنه العلم هو: ربيعة الرأي الفقيه المدني المعروف، ثم لزم ابن هرمز سبع سنين أو ثمان، لم يخلطه بغيره، فأخذ عنه علم الحديث، ثم مال إلى ابن شهاب الزهري، كما أخذ عن نافع، وابن المنكدر، وعبد الله بن دينار، وصالح بن كيسان، وسعيد المقبري، وغيرهم كثير ممن أخذ عنهم مالك، حتى قيل إن عدد شيوخه فاق تسعمائة شيخ، منهم ثلاثمائة من التابعين، وستمائة من تابعي التابعين.
جلوسه للتدريس والإفتاء :
لم يجلس مالك لتدريس العلم حتى شهد له شيوخه بأنه أهل لذلك، وهو نفسه يحدث بذلك فيقول: "ليس كل من أحب أن يجلس في المسجد للحديث والفتيا جلس، حتى يشاور فيه أهل الصلاح والفضل والجهة من المسجد، فان رأوه لذلك أهلا جلس، وما جلست حتى شهد لي سبعون شيخا من أهل العلم، أني موضع لذلك"(2)، وكان يقول: "ما أجبت في الفتوى حتى سألت من هو أعلم مني: هل تراني موضعاً لذلك؟ سألت ربيعة ويحيى بن سعيد، فأمراني بذلك". وقد كان من منهجه في التدريس أن يهتم بالمسائل الواقعة، ولم يفترض المتوقعات، ولا يحب أن يسأل عنها، على خلاف أهل العراق الذين شغفوا بالفقه التقديري.
منزلته العلمية :
كان حافظا الحديث الشريف وعالما به، إماماً في نقد الرجال، لا يروي إلا عمن هو ثقة عنده، وكان بارعاً في الفقه، لم يكن بالمدينة عالم من بعد التابعين يشبهه... وقد كان للبيئة التي عاش فيها مالك أثر في تكوينه العلمي؛ فالمدينة المنورة موطن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومجمع الصحابة والتابعين من بعده فيما سن الله لرسوله سنن الإسلام وشريعته، وإليها كانت الهجرة إلى الله، وبها كان كبار الصحابة من الأنصار والمهاجرين وهم أكثرهم عددا، وأوسعهم علما، وأعلمهم بسلوك نبيهم، فتأثر مالك بآرائهم وأفكارهم، وحفظ فتاويهم ومسائلهم، وتعرف أقضيتهم وأحكامهم، وكان حريصا على الأخذ بما يجري في بلده يعطيه الأهمية القصوى، ويرى حجيته في الأحكام التشريعية العملية إذ كان يرى سلوك أهل المدينة، مأخوذا من سلوك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالاقتداء به، وحديثهم أصح الأحاديث..
مواقفه
ولما حج المنصور، دعا مالك فسأله وأجابه، فقال له المنصور: عزمت أن آمر بكتبك هذه ـ يعني الموطأ ـ فتنسخ نسخاً، ثم أبعث إلى كل مصر من أمصار المسلمين بنسخة، وآمرهم أن يعملوا بما فيها، ويدعوا ما سوى ذلك من العلم المُحْدَث، فإني رأيت أصل العلم رواية أهل المدينة وعلمهم. فقال له مالك: يا أمير المؤمنين لا تفعل، فإن الناس قد سيقت إليهم أقاويل، وسمعوا أحاديث، ورووا روايات، وأخذ كل قوم بما سيق إليهم، وعملوا به ودانوا به، من اختلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرهم. وإن ردّهم عما اعتقدوه شديد، فدع الناس وما هم عليه، وما اختار أهل كل بلد لأنفسهم، فقال: لعمري لو طاوعتني لأمرت بذلك.
محنته ووفاته
تعرض مالك لمحنة شديدة في إمارة جعفر بن سليمان بن علي العباسي أمير المدينة سنة 147هـ فقد وشي إليه بأنه يرى أن أيمان البيعة ليست ملزمة إذا كانت بالإكراه بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: (ليس على مستكره طلاق)، فنهي عن رواية هذا الحديث فلم ينته، فأمر به فجردت ثيابه وضرب سبعين سوطاً، وحلق شعره، وحمل على بعير وقيل له: ناد على نفسك، فقال: ألا من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا مالك بن أنس أقول: طلاق المكره ليس بشيء، فقال جعفر بن سليمان: أنزلوه. وما زال بعدها في رفعة وعلو. قال الذهبي: هذا ثمرة المحنة المحمودة، أنها ترفع العبد عند المؤمنين (3).
وتوفي مالك رحمة الله صبيحة يوم الرابع عشر من شهر ربيع الأول سنة 179ﻫـ في خلافة هارون الرشيد، ودفن بالبقيع.
الهوامش
(1)- انظر الانتقاء ص: 10 لابن عبد البر، والمدارك للقاضي عياض1/104
(2) - المدارك 1/140.
(3) - الانتقاء ص 44.
المذهب المالكي في المغرب
اختار المغاربة منذ أربعة عشر قرنا المذهب المالكي مذهبا رسميا للدولة المغربية، فظل هذا المذهب إلى يومنا هذا شعارا من شعارات الدولة المغربية، يعبر عن الوحدة المذهبية الدينية والأصالة الحضارية، بل إن المذهب تحول مع مرور الزمن إلى مدرسة تربوية إصلاحية ساهمت في بناء الشخصية المغربية بكل مميزاتها وخصائصها.
تميز هذا المذهب بخصائص موضوعية هامة تجلت بالخصوص في سعة أصوله وشمولية قواعده، مما منح هذا المذهب قدرة على استيعاب المتغيرات وضبط المستجدات.. وكان لدخول موطأ مالك بن أنس إلى المغرب على يد عامر بن محمد بن سعيد القيسي على عهد المولى إدريس الثاني الأثر البارز في نشر المذهب، واتخاذه مذهبا رسميا للدولة. كما كان لتأسيس جامع القرويين سنة (245هـ) كمركز إشعاع علمي وثقافي الفضل في تطوير وترسيخ دعائم وأركان المذهب، وإعداد نخبة من العلماء خدموا المذهب تأصيلا وتفريعا وتنظيرا..
ومن ثم أضحى هذا المذهب أساس البناء الحضاري والثقافي لأهل المغرب، إضافة إلى عقيدته الأشعرية وتصوفه السني، فكان المنهج التربوي والتعليمي يستوعب هذه الركائز والدعائم، سواء كان ذلك على مستوى التلقين التعليمي أو على مستوى التصنيف الفقهي والتأليف الأصولي.
وطبيعي أن يطرح هذا الاهتمام غير العادي والإقبال الواسع على هذا المذهب من الأندلسيين والمغاربة على حد سواء، أكثر من سؤال، ويضع أكثر من علامة استفهام عن سبب هذا التمسك الكبير بهذا المذهب، ومكامن قوة هذا المذهب و مدى مرونته وسعته.
ملاءمة المذهب لطبيعة أهل المغرب، ومساندة السلطة للفقهاء المالكية :
إن لتشابه البيئة المغربية بالبيئة الحجازية، واشتراكهما في كثير من الأمور والخصائص والعادات، كاعتمادهم الفقه العملي (= الأعراف والعادات) أصلا من الأصول التشريعية، الأثر القوي في ترسيخ أركان هذا المذهب وتثبيت دعائمه في بلاد المغرب.
كما ظل أهل المغرب ملتزمين بهذا المذهب على مستوى الحكم، فأضحى مذهبهم الرسمي منذ عهد الأدارسة إلى يومنا هذا، يلزم به الأمراء والسلاطين الخاصة والعامة، مما يدل على أصالة هذا المذهب، وقدرته على التكيف والاستمرارية.
ثم إن قوة فقهاء المذهب ورجالاته، وقدمهم الراسخ في العلم وتتابعهم في خدمته فقها وتصنيفا وتأصيلا واستدلالا، وهو إن أغفله الناس -كما يقول عمر الجيدي- جدير بأن يعد من أهم تلك الأسباب، في نشر أي مذهب كان.
فداك نفسي وابي وامي وقبيلتي والناس اجمعين يارسول الله.
اخوكم ابومصعب
__________________
فداك نفسي وابي وامي وقبيلتي والناس اجمعين يارسول الله
" ولو طوى بساط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وُأهمل علمه وعمله لتعطلت الشريعة وإضمحلت الديانة وعمت الغفلة وفشت الضلالة وشاعت الجهالة وإستشرى الفساد ، وإتسع الخرق وخربت البلاد وهلك العباد ، وحينئذ يحل عذاب الله وإن عذاب الله لشديد ." (الشيخ صالح بن حميد)
"أضع رأسي في آخر اليوم على الوسادة دون أن يكون في قلبي حقد أوغل أو حسد أو ضغينة ضد أحد من المسلمين مهما فعل بي وأدعوا الله لمن أخطأ في حقي بأن يغفر الله له ويسامحه "
التعديل الأخير تم بواسطة ابو سعد القحطاني ; 26-03-2007 الساعة 10:56 PM