تاريخ التسجيل: Feb 2006
الدولة: بالجرشى بلاد غامد
المشاركات: 327
أخى/ بنى هاجر.
أسمح لى بأن أُطيل فى تعقيبى هذا لبيان بعض الجوانب والتى أرى أنها تصب فى ذات المنحى وهو الأقتراب الى الواقع وأن كان بنسبة مُعينة.
(1)نقلت لنا الأحداث صور من أشكال النّسب وما أنضوى تحت هذه الأشكال من أساليب .هدفهم من وراء ذلك الى ما أعتبروه نقاء النسب وصلابة البنون !!!! فتارة اللجوء للقوة عندما لا تتحقق الغاية. وتارة أصطياد الفرائس فى الظروف الصّعبة لتحقيقة غاية النّسب. وتارة الأنتقال من ديار لأُخرى ولو كانت بعيدة للغاية نفسهـــــا. بالأضافة لصور أُخرى جاء الأسلام ليُحرمها ومن هنا فأنه لا يُمكن أغفاال هذه الصور مع قناعتى أن قصة الزواج المزعوم ليس بحقيقة..
(2)أن معاوية الخير بن عمرو بن عامر.وقيل بل ( أبن معاوية بن الحارث بن منبه)) أى أنه من بطن منبه كان سيد جنب وفى بيته العدد والعدة ومثل هذا السيد يبحث عن وعاء النطفة من بيت الشجاعة والأصل.
(3)أن مثل هذا الشرف عند مشاهير أبناء مذحج لا يتم الا بالصورة الكريمة المتعارف عليها عند الأقدمون,
(4)أن هناك نسبا سابقا بين مذحج الأصل والذى أنتقى له من بطن منصور بن عكرمة بن قيس عيلان بن مضربن نزار بن معد المُصاهرة . أذ تزوج مذحج سلمى بنت أب القبائل الكبيرة من قيس عيلان وهى مازن وهوازن وسليم وغيرهم ..وهذا الرجل هو منصور وهى أم أبناء مذحج.
وعليه فأن ماورد من قصص متباينه تنطلق من ما أوردت بيانه سابقا أذ تؤصل أهداف مذحج وبنوه وأحفادة
فى النّسب الأصيل.
أما ماورد حول ماذُكر سابقا فمشاركتى كما يلى:
ا- أن قصة الزير سالم أو ( المهلهل) أو (مُهلهل) قد غلب على أحداثها الأساطير مثلها مثل ألف ليلة وليلة وقد لعبت ( الدولة الفاطمية ) دورا فى أثرائها والتوسع فى جوانبها لأهداف أوضحها الكثير من الأدباء ومُحللى الأساطير.
ب- أن المؤرخين وكُتاب الأنساب أختلفوا أختلافا كبيرا فى موضوع عقب مهلهل,
ج- أن بعض الكُتاب المؤرخين المُحدثين أعتمدوا على مصادر متباينة فقال بعضهم أن أبنة مهلهل قد تزوجت أثنان هما / معاوية المشار اليه.و/ من بنى مدرك الجنبى . وأنجبت منهما أبناء نُسبوا اليها. وقالوا بأن أسمها( عُبيدة) بضم العين.وقال بعضهم أنها ذات سمار وليست بيضاء..
د-أن بعض المؤرخين لم يذكر أنها قد أنجبت بل قالوا أنها تزوجت رجل واحد ومنهم أبن الكلبى وأبن حزم. ولو كانت أنجبت منه لذكروا ذلك كما قالوا عن سلمى بنت منصور,
هـ-أوردت كُتب (أيام العرب) وبعض كتب الأنساب ومنها (القبائل العربية أنسابها وأعلامها) أن مُهلهل لم يُعقب غير أبنة واحدة هى ((ليلى))وقيل((هند)) عند أبن خلدون والتى عُرف أنها تزوجت كلثوم بن مالك التغلبى وأنجبت منه فحل شُعراء الجاهلية عمرو بن كلثوم وقصتها معروفة فى مقتل عمرو بن هند وقال بذلك أبن حزم وهو أحد مشاهير الأنساب,
و- أن أبن خلون قد قال بزواج أبنت مُهلهل من كلثوم بن مالك ولم يذكر أنها تزوجت من غيره.و أورد مرثية قال أنها لليلى بنت المهلهل فى أخيها شُعبة بن المهلهل والذى قال أن منهم بنو شعبة بالطائف وهذا قول لم يورده غيره.
ز- أن مُختصر الأقوال المتواترة حول هذا الزواج (( أن مُهلهل بعد حروب تغرب لليمن وقال بعض المؤرخين بل أرتحل الى اليمن فنزل فى قبيلة جنب))وورد فى أيام العرب أن مهلهل قام لقومه يوصيهم ثم قال أنا سائر لليمن, ثم أنه بعد نزوله جنب خطب أحدهم أبنت مهلهل وقيل أسمها( عُبيدة) وقيل (سليمى) فأبى أن يفعل فأُكره على ذلك وساقوا اليه الصداق وقال فيه أبيات شعر أُضيف زيادة على ماأورده الأخوة:
***أصبحت لامُنفسا أصبت ولا..... أبت كريما حـــرا من الندم***
***هان على تغلب لمّـــــا لقيت..... أخت بنى المالكين من جشم***
***ليسوا بأكفائنا الكــــــرام ولا..... يُغنون من عيلة ولا عــــدم***
ثم أن تغلب لما علمت قصدوا بلاد القوم فأخذوا المرأة وأرجعوها الى أبيها . وقال أبن حزم (( لانعلم أن لمهلهل عقب الا من أبنته ليلى وهى زوجة كلثوم التغلبى وأم عمرو بن كلثوم)) ولم يذكر غير ذلك من عقبها!
ح- أن الدكتور أحسان النص وهو أفضل من كتب فى الأنساب من المحدثين لم يذكر عقب لليلى بنت المهلهل غير عمرو بن كلثوم ,
ثم أن هناك جوانب أخرى مُهمـــة أرى بيانها وكما يالى:
1_أن عبيدة كما ورد عند من قالوا بنسبهم بطون ترجع إلى يزيد بن حرب بن علة بن جلد بن مذحج.
2_أن القول بأن أم بطون عبيدة هى( بنت مهلهل) يعنى أنهم يرجعون الى بطن ((( منبه)) لأن معاوية الخير من منبه,
وبالعودة لشواهد الزّمن يتبين أن هناك أمور يجب عدم أغفالهـــا وهى:
أ-أن ليلى بنت المهلهل وهى التى عرّفها المؤرخون بالأجماع أنهــا زوجة كلثوم التغلبى وهى أم عمرو بن كلثوم والتى لم يذكرون عقبا لها غيره كانت حية فى الفترة الواقعة بين عام (530 )و(580) ميلادية
أى قبل مبعث سيد المرسلين بفترة قصيرة جدا,
ب-أن مقتل عمرو بن هند على يد عمرو بن كلثوم بسبب أهانة ليلى بنت المهلهل كانت عام 569 ميلادية,
ج-أن بطون من جنب خلال هذه الفترة كانت مُتعددة ومنها مارحل الى الشام مع صدر الأسلام وبعضها
مع بداية الدولة الأسلامية دخل فى شمر وبعضها دخل اليمن المعروف وقيل أن بعضها رحل لشمال أفريقيا.
فهل يُعقل أن تنشأ بطون كثيرة تتوزع فى كل الأتجاهات من مذحج تُنسب لبنت المهلهل وهذه المرأة تعيش الزمن ذاته فى تغلب !!!!!
لذلك فأننى أستنتج(( مع الصواب والخطأ)) أن بطون عبيدة من مذحج قد سبق زمنها قصة الزواج الوارد فى القصص. وأن عبيدة ليست بنت المهلهل بل هى بطون قديمة وربما من القرنين الأول أو الثانى للميلاد ,وبالتالى فان أصل بطون عبيدة هو أرفع من الأقصوصات المزعومة . والتى حفلت الروايات بالكثير من أمثالها.. مع الأنتباه الى أن كثير من القصص والروايات قد نشأت عمدا لرفع وتغيير وتشويه فى الأنساب وقد وقع بعض كُتاب الأنساب فيها بالنقل...ويضل بعد هذا أن مُسمى((عبيدة)) أنما لها أصل آخر ليتنا نعرفه!وهو أرفع وأكبر من ما علمناه من الروايات والمسلسلات الغريبة.
ومع هذا فأن مثل هذه القصة التى لا يقبلها العقل بالزمن والأحداث يُمكن أن تكون قد حدثت بصورة أخرى ضمن مسار الأحداث لكننى أجزم بأن بطون عبيدة هى أرفع نسبا من الأقصوصة وأقدم زمنا مع عدم أنقاص تغلب وفرسانها من المكانة الرفيعة نسبا وفراسة,,
مجرد رأى وكما قلت قابلة للصواب والخطأ..
والله أعلم,,