الرابعة:
أعتقد أنه قد كثر في الآونة الأخيرة التشاحن بين أفراد القبيلة مع أنها كانت بين آباءنا وأجدادنا قليلة.
إنه في السابق قد يغضب الرجل على قريبه لكن لا يلبث أن يتراجع عن خطأه ويطلب السماح من رفيقه، ولو رجعنا للسبب لعلمنا أنه في هذه الأيام قد كثرة النعم من الله على عباده فأصبح أحدنا لا يحتاج لقريبه إلا نادرا ، بل قد تجد البعض منا يغضب ويقاطع بلا سبب مقنع فتجد البغضاء والشحناء والتي قد تصل أحياناً إلى القتل – عافانا الله وإياكم-بسبب مبالغ مالية أو حجرة طينية أو مزرعة ميتة مع أنا ديننا الحنيف يأمر بعدم التشاحن والبغضاء بين المسلمين مهما كان السبب فكيف بين الأقارب من أفراد القبيلة !!!
لقد وضع الشرع الأحكام الشرعية ليعود إليها المتشاحنون ويصلحون ما بينهم، بل وحذر من استمرار التشاحن فعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ. وَلٰكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ». رواه مسلم
بل حذر أشد التحذير من أن يستمر التشاحن فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تُفْتَح أبوابُ الجنة في كل اثنين وخَميس» قال مَعْمَر: وقال غيرُ سهيل: «وتُعرض الأعمال في كل اثنين وخميس، فَيَغْفِرُ الله عز وجل لكل عبدٍ لا يُشركُ به شيئاً، إلا المُتَشَاحِنَيْن، يقول الله للملائكة: ذَرُوهما حتَّى يَصْطَلِحَا» رواه أحمد بل وشدد فيها وخاصة بين الأقارب فإنها قد تتسبب في القطيعة ( قطيعة الرحم) فقد قال تعالى:{ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ{22} أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ{23}}( محمد)
وعن عائشة رضي الله عنها ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم : «الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَقُولُ: مَنْ وَصَلَنِي وَصَلَهُ اللّهُ. وَمَنْ قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللّهُ».
بل صلة قريبك ورحمك ليست إذا زارك زرته وإذا اتصل عليك اتصلت عليه هذه تمسى مكافأة لكن الصلة قد أخبر عنها حبيبنا صلى الله عليه وسلم فقال«الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بالْعَرْشِ، وَلَيْسَ الْوَاصِلُ بالمُكَافِىءِ، ولٰكِنَّ الْوَاصِلَ الَّذِي إذَا انْقَطَعَتْ رَحِمُهُ، وَصَلَهَا».(رواه ابن حبان في صحيحه)
إذاً فمن كان منا بينه وبين قريبه شحناء ولم يصل رحمه فليبادر في أسرع وقت لإيجاد صلح أو صلة رحم.
قد يقول قائل أقاربي وأرحامي لا يريدون ذلك !!
أقول خذ منهج حبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللّهِ إِنَّ لِي قَرَابَةً. أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي. وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ. وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ. فَقَالَ «لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ، فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ. وَلاَ يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ، مَا دُمْتَ عَلَىٰ ذٰلِكَ». رواه مسلم .
فلعلنا لا نرى قطيعة بين الأقارب ولنكن كما قلت ( قدوة للقبائل في كل أمرٍ حسن)
يتبع إن شاء الله
__________________
إن وجودَنا هنا في هذه الشبكة( اسمعوها جيدا) لنكون قدوة للقبائل في تعاوننا وتلاحمنا وتكاتفنا..لنكون قدوة للقبائل في كل أمر حميد في الشرع أو العُرف.