وقـفـة رابــعــــة مـــع الإبـــتـــلاءات


مجلس الإسلام والحياة يهتم هذا القسم بجميع مايتعلق بديننا الحنيف

 
قديم 14-04-2010, 07:35 AM
  #1
سعيد شايع
.::قلم من ذهـب::.
 الصورة الرمزية سعيد شايع
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الجبيل
المشاركات: 972
سعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud of
افتراضي وقـفـة رابــعــــة مـــع الإبـــتـــلاءات

أخي المسلم

أهلا وسهلا بك ومع الوقفة الرابعة والتي تحمل عنوان

[[ تمحيص وتكفير ]]

لا أشك أنك تعلم أنه لا بد من الألم ... فهو موجود في الدنيا ، لأن الله تعالى خلق دارين:

دار الدنيا وهي مزيج من الخير والشر ، ودار الآخرة وهي إما خير محض وذلك في الجنة

وإما شر محض وذلك في النار ، فما دمنا في الدنيا فلا بد إذن من الألم ، قال تعالى

{ وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ }

لكن الفرق بين المؤمن وغيره ، أن المؤمن موعود بالثواب على الصبر والاحتساب ، وعنده من العلم

الإلهي ما يملأ نفسه صبراً ورضىً ، فما من ألم يصيبه إلا ويكون كفارة له أو رفعاً لدرجته ، ومهما

صبر على المصائب فإنها تنقلب في حقه نعمة لما كان محتسباً ، لذا قال الحبيب ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ

" ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب , ولا هم ولا حزن , ولا غم ولا أذى , حتى الشوكة يشاكها , إلا كفر

الله بها من خطاياه " متفق عليه

ومعنى النصب والوصب: المرض والتعب

وقد ذَكَرَ اللهُ ـ سبحانه ـ أجْرَ المؤمنين بينَ آياتِ الابتلاءِ ، فقالَ عَزَّ مِن قائلٍ

{ وَالَذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ }

فالأجر ثابت على كل ألم نفسي أو حسي تصاب به , وقد جاء في صحيح مسلم

أن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ دخل على أم السائب ـ رضي الله عنها ـ فقال لها: مالك تزفزفين؟

قالت: الحمى لا بارك الله فيها , فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ

لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد "

وقال ـ عليه الصلاة والسلام ـ

" ما من مسلم يصيبه أذى من مرض إلا حط الله تعالى به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها " متفق عليه

هذا في أذى من مرض , فكيف إذا فقدت المرء فلذة كبده؟

جاء في الحديث أن الله ـ عز وجل ـ يقول لملائكته إذا قبضوا روح ولد عبده " قبضتم ولد عبدي؟

فيقولون: نعم! فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟

فيقولون: نعم , فيقول: ماذا قال عبدي؟

فيقولون: حمدك وأسترجع , فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد "

أخرجه الترمذي وحسنة الألباني ، ويقول ـ سبحانه ـ في الحديث القدسي

" ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صيفه من أهل الدنيا ثم أحتسبه إلا الجنة " رواه البخاري

إذن البلاء تمحيص وتكفير ورفع للدرجات , نعم درجات ليبلغ بها المؤمن المنزلة العالية في الجنة , ولا

يكن ذلك إلا بفضل الله ثم بفضل صبره واحتسابه على البلاء والابتلاء

وقد ضرب لنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مثلاً معبراً للمؤمن في هذه الحياة ، فقال

" مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الريح تميله ، ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء ، ومثل المنافق كمثل شجرة

الأَرْزِ لا تهتز حتى تُستحصد " رواه مسلم

تأمل في جذور الزرع كيف اختلطت وغاصت وتمددت في الأرض بل وتماسكت وشد بعضها بعضا

فالريح وإنْ أمالت الزرع فإنها لا تطرحه ولا تكسره ولا تسقطه ، وكذلك المؤمن فإنّ المصائب وإنْ آلمته

وأحزنته فإنها لا يمكن أنْ تهزمه أو تنال من إيمانه شيئاً ، ذلك أنّ إيمانه بالله عاصمُه من ذلك ، وهذه

الدنيا مليئة بالحوادث والفواجع ، والأمراض والقواصم ، فبينا الإنسان يسعد بقرب عزيز أو حبيب إذا هو

يفجع ويفاجأ بخبر مرضه أو وفاته ، وبينا الإنسان في صحة وعافية وسلامة وسعة رزق إذا هو يُفجع

ويفاجأ بمرض يكدر حياته ويقضي على آماله ، أو بضياع مال أو وظيفة تذهب معه طموحاته ، وتفسد

أهدافه ورغباته ، إن في هذه الدنيا منح ومحن ، وأفراح وأتراح ، وآمال وآلام ، فدوام الحال من المحال

والصفو يعقبه الكدر ، والفرح فيها مشوب بترح وحذر وهيهات أنْ يضحك من لا يبكي ، وأنْ يتنعّم من لم

يتنغَّصْ ، أو يسعدَ من لم يحزنْ !! هكذا هي الدنيا ، وهذه أحوالها ، وليس للمؤمن الصادق فيها إلا الصبر

فذلكم دواء أدوائها ، قال الحسن ـ رحمه الله ـ

" جرَّبْنا وجرَّب المجرِّبون فلم نر شيئاً أنفع من الصبر ، به تداوى الأمور ، وهو لا يُداوى بغيره "

قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ

" وما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر " رواه البخاري

وكان أمر المؤمن من بين الناس أمراً عجيباً ، لأنّه

" إنْ أصابته سراءُ شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراءُ صبر فكان خيراً له " رواه مسلم.

هذا وإلى لقاء آخر ومع وقفة أخرى إن شاء الله .
__________________

عــــش مـــع الـــقــرآن .... تــعــش الــــحــيــاة
سعيد شايع غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وقـفـة ثـالــثـة مـــع الإبـــتـــلاءات سعيد شايع مجلس الإسلام والحياة 5 17-01-2011 11:00 PM
وقـفـة ثـانـيـة مـــع الإبـــتـــلاءات سعيد شايع مجلس الإسلام والحياة 7 04-05-2010 07:10 AM


الساعة الآن 01:04 PM

ملصقات الأسماء

ستيكر شيت ورقي

طباعة ستيكرات - ستيكر

ستيكر دائري

ستيكر قص على الحدود