..:: كاتب مبدع ::..
مشرف
مجالس الإسلام والحياة
تاريخ التسجيل: Aug 2007
الدولة: ؟؟؟
المشاركات: 6,432

الإعتذار ضعف أم قوة
قد تخطيء وقد أخطيء أنا وهذه جبلة في البشر جميعا والخطأ وارد في كل زمان
ومكان وقد يكون خطانا مشتركا وهذا يقع كثيرا ومهما يحصل فإنك وحدك تتحمل النتيجة وتبعات هذا الخطأ والزلل في حق نفسك أو في حق الآخرين ..........
أخطأ أبو ذر الغفاري رضي الله عنه وهو الصحابي الجليل العظيم في مكانته وقدره
على بلال بن رباح الحبشي رضي الله عنه وهو الصحابي المعروف بمنزلته ومكانته
رغم لونه ووضعه الإجتماعي فلم يكن ذو حسب ونسب , قال له ابو ذر يابن السوداء
نتيجة خلاف وقع بينهما فأثرت تلك الكلمة في نفس بلال وشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فغضب غضبا شديدا وعندما علم ابو ذر اقبل مسرعا إلى المسجد وقال لأبي ذر أعيرته بأمه إنك أمرؤ فيك جاهلية فبكا ابو ذر وطلب المغفرة للخطأ وأقر وأعترف وقام بوضع خده على الأرض في طريق بلال وقال أنت الكريم وأنا المهان ولاأقوم حتى تضع رجلك على خدي فبكا بلال واقترب حتى قبل ذلك الخد وتباكيا نعم لايستغرب هذا من أناس
تربوا في مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم هذا نموذج بسيط من حياة السلف
أما في زماننا هذا فالأخ يخطأ على أخيه ويعيره وينعته بألفاظ غير لائقة ويكثر عليه
المزاح فيؤثر في نفس أخيه ويغضب ومعه الحق فيرد عليه صاحبه ان هذا مزح وأنت
سريع الغضب وأنت تسيء الظن وأنت لاتتحمل وأنت ......وأنت ........
وكأن الحق معه ياسبحان الله أنقلب الوضع وأصبح هو صاحب الحق ؟؟؟؟؟؟
بدل أن يتأدب ويخضع للحق ويبادر بالإعتذار تجده يعاند ويكابر ويستمر في غيه وظلاله
وهنا مكمن الخلل أين مبدأ الإعتذار أيها الأحبة إنه مفقود بين الأخوة والزملاء
النفوس ضيقة ومبدأ حسن الظن لاوجود له والتماس العذر معدوم ؟؟؟؟؟؟
الحقيقة أن مبدأ الإعتذار مبدأ عظيم وجميل ولو طبقناه في حياتنا ومعاملاتنا مع
الآخرين لما رأينا تلك العداوات والمشاحنات والهجران والحساسية الزائدة
إن الإعتذار سلوك وتصرف إنساني يدل على طهارة القلب وعلى صفاء السريرة
ولابد حقيقة من تطبيقة كي نكسب رضا ومحبة الآخرين وكي تتغلغل محبتك في قلوبهم
وهناك شروط لذلك ومنها إخلاص النية لوجه الله ثم بعد ذلك إظهار المشاعر الحقيقية وعدم تصنعها ثم تختار الكلمات المناسبة والرقيقة لتقديمها حتى تؤثر في الطرف المقابل
والشيء المهم كذلك اختيار الوقت المناسب فلاتعتذر منه وهو في حالة غضب مثلا
أو تحادثة في آخر الليل وهو نائم أو في وضع غير مناسب فإنه قد لايتقبل منك
وكذلك تختار طريقة مناسبة له كتقديم هدية او إرسال رسالة أو أي طريقة مناسبة تراها
وكما تتقبل أنت إعتذار الآخرين حتما ستجدهم يقبلون إعتذارك ويسامحوك
وكما تكون لطيفا بشوشا في تقبل المعتذرين ستجدهم كذلك
أعرف شخصيا رجل يعتذر حتى عمن أساء إليه لأنه يقول في إعتذاري إليه رسالة
وتنبيه حتى يستيقظ ضميره وتتحرك مشاعره ويحس بخطأه هو ........
عموما هناك الكثير من النصوص تدل على فضل العفو والإعتذار كقوله تعالى : " وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم"
وقوله تعالى كذلك (( ولمن صبر وغفر إن ذلك من عزم الأمور ))
وهناك من الأحاديث الصحيحة مايدل على فضل الإعتذار وقبوله الكثير ومنه قول
صلى الله عليه وسلم ""من عفى عن مظلمة أبدله الله عزّاً في الدنيا والآخرة
كم من الأجور وكم من الحسنات وكم الفضائل سيجنيها كل من تمثل هذه
النصوص الصحيحة في الدنيا والآخرة
وبلاشك سيصبح مجتمعنا وتعاملنا مثاليا
دمتم بحفظ الرحمن
بقلم أخوكم مقبل بن حمود السحيمي