..:: كاتب مبدع ::..
مشرف
مجالس الإسلام والحياة
تاريخ التسجيل: Aug 2007
الدولة: ؟؟؟
المشاركات: 6,432

أنت تبني وغيرك يهدم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعيش كثير من الشباب والفتيات متغيرات كثيرة وخصوصا في بداية مرحلة المراهقة
ويصطدمون بأحداث ووقائع منها ماهو محزن ومنها ماهو مفرح ومنها ماهو محير
ويغلب عليهم الجانب العاطفي كثيرا فيحكمون عواطفهم أكثر من عقولهم .......
وهنا مكمن الخطأ .
يعيش الشاب في بداية مرحلة المراهقة مرحلة مزاجية يروق أحيانا ويتعكر أحيان
أخرى ويبتعد عن أسرته قدر الإمكان ويختلط بأقرانه الذين يشاركونه واقعه
ويبث لهم همومه ومشاكله ومعاناته .........ويفتح لهم قلبه ويضحك لهم ومعهم
ويقضي أجمل لحظاته معهم ثم إذا عاد للبيت عادت معه همومه ومعاناته..؟؟
لم يجد اليد الحانيه التي تمسح على رأسه والصدر الحنون الذي يضمه ويزيل
همومه ويلبي مطالبه ويرأف به ........................لذا يقضي وقته في البيت
في متابعة التلفاز أو يلعب البلاي ستيشن أو يستمع لأشرطة الأغاني
ولأنه بعيد عن الله وتارك للصلاة وتائه في بحر العواطف والمشاعر
ولم يجد في البيت الراحة النفسية والحنان العاطفي .............
ولم يجد سوى جفاف المشاعر والأحاسيس من الأسرة.
تجد أيادي الشر والفساد ضالتها فالفرصة سانحة جدا وربما لن تتكرر
فيلتف حوله رفاق السوء وزمرة الإنحراف ويبدأون في إحتوائه عن طريق
عرض خدماتهم وتشجيعه للخروج معهم وإشباع رغباته واللعب بعواطفه
بإهدائه الهدايا وعرض المغامرات والقصص البطولية لهم ليتعلق بهم وبعد ذلك
يوهمونه بالحب والغرام وبعبارات العشق حيث يكتبون له على كتابه المدرسي
أو يرسمون على طاولته قلب مجروح بسهم يخرج منه دم ورسم عبارات حب
وهيام وكتابة أشعار وأبيات بهذا الشأن حتى يتعلق بهم ويبدأ يفكر فيهم
ويعيش قصص حب وغرام وعشق بلا حدود ..............
ويعرض عليه قيادة السيارة التي حرمه منها والده خوفا وحرصا على حياته
ويبدأ بالتفحيط والتدخين ومن ثم يعطى مقاطع بلوتوث إباحيه لينتشي
ويتعلق بالجنس ويدمن عليه ..................وحين ذلك يقع في فاحشة اللواط
ويصبح ألعوبة بأيديهم وتنتهي قصص الحب والعشق عند هذا الحد.......
مدارسنا أحبتي في الله امتلأت بهذه القضايا اللاأخلاقية حتى في المراحل
الإبتدائية ؟؟؟؟ ألهذا الحد يمكن لطفل لم يبلغ الحلم أن يطلب من طفل آخر ممارسة
الجنس والرذيلة ؟؟؟؟ إن دور الوالدين كبير وعظيم جدا فيجب متابعة الأبناء في المدارس
وعند الخروج من المدرسة وفي أوقات الإمتحانات النهائية التي يكثر فيها الخطف
والجريمة وليحذر الآباء فوقتنا الحالي انت تبني وغيرك يهدم ولاتفرط أيها الأب
في الثقة بفلذة كبدك فأبناءنا يكتمون مشاعرهم ومعاناتهم ويخجلون من البوح بها
فقد يكون أحد أبناءك مهدد من آخرين وأنت لاتدري ولم تكلف نفسك عناء الجلوس معه
وفتح قلبك له وتلمس حاجاته ومعرفة تعابير وجهه وانفعالاته ركز وسترى النتيجة
وهنا يبرز دور الأب في توجيه ابنه وربطه بالدين والشرع المطهر في سرد بعض
النصوص مثل :
قوله تعالى: ((ألْأَخِلاَّء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ )) (الزخرف:67 ) .
وفي الحديث الحسن الذي رواه أبوا داوود والترمذي أنه- صلى الله عليه وسلم- قال: ((الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم إلى من يخالل)) , وفي الصحيحين عنه- صلى الله عليه وسلم- قال: ((مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير, فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً منتنة)) .
وينبغي مصاحبة الأبن وتلبية مطالبه بحدود وإشباع رغباته في حدود أيضا واعلم أيها
الأب وأيتها الأم أن ماستحرمون منه ابنكم وتمنعونه منه سيجده في المدرسة وفي المقهى
وفي الشارع وعند رفاقه لذا دوركم دور نصح وتوجيه وإرشاد وإقناع .
إن صلاح أبناءنا وبناتنا صلاح لنا ولمجتمعنا ولديننا
لنتقي الله ونعيد النظر في تربية أبناءنا
وماقلته بخصوص الأبناء ينطبق تماما على البنات
ولكن لأن الخطر الأكبر يأتي من الأبناء هداهم الله فقد استأثرت بالحديث
عنهم فقط والا فكلا الجنسين معني بكلامي .
وفقنا الله جميعا لكل خير
اللهم اهدي ابناءنا وبناتنا وجنبهم رفقاء السوء واجعلهم هداة مهديين
ودعاة مخلصين واجعلهم ياربنا بذرة خير ونماء وعطاء لدينهم ومجتمعهم ووطنهم .
بقلم أخوكم / مقبل بن حمود السحيمي