بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المعاملة الحسن لا تحتاج إلى إمكانيات !!!

في الحقيقة منذ فترة وأنا أفكر في هذه المقولة هل هي صحيحة أم خاطئة .. هل المعاملة الحسنة لا تحتاج إلى إمكانيات فعلاً .؟؟

أم أنها بحاجة إلى إمكانيات ومقومات كي تصبح عادةً للشخص وسمة له وصفة من صفاته .. !!!

هذه المقولة هي حالياً شعار لوزارة الصحة ولكن .. لا تعليق .. !!!

كم نتمنى دائماً أن تكون شعاراً لكل الناس وليست فقط لوزارة معينة أو شخصاً بعينه أو جهة محددة ...

سؤال دائماً يتبادر إلى ذهني كلما رأيت لافتة تحمل هذا العنوان .. ولا يكاد يخلو مركز أو مستشفى من وجود العشرات من هذه اللافتات

ويقرأها الكثير والكثير من الناس ولكن تطبيق ما كُتب بها يفتقده الكثير حتى القائمين عليها

من وجهة نظري أن المعاملة الحسنة تحتاج إلى إمكانيات كثيرة وجهد مع النفس أولاً ثم جهد مع الغير

ديننا الحنيف مبني على المعاملة فـالدين المعاملة وهو كلام للعلماء أي بمعنى ضرورة التحلي بكافة الأخلاق الإسلامية

وهذا الشيء نفتقده كثيراً فما أبعد المسافة بيننا وبين الأخلاق الإسلامية إلا ما ندر .. فالمعاملة ضرورة يجب الإهتمام بها والحفاظ عليها بإتزان في جميع مجالات الحياة

الإقتصاد .. السياسة .. التعليم .. الصحة .. الرياضة .. حتى في الحرب !!

ولنا أن نتعلم من تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه مع الأسرى كيف يجب أن يكون التعامل

لأن المعاملة الحسنة طريق مختصر للدعوة ولقبول الرأي من الآخر ..المعاملة الحسنة فن يصعب إتقانه إلا من حفظ ما بينه وبين الله عز وجل ثم أتقنه

ولا شك أن للمعاملة الحسنة أثر على كل شيء ..أثر حسي ومعنوي ..فكم من فقير أو مريض أو محتاج أو مُبتلى حينما يجد التعامل الحسن من الآخرين يشعر بأنه غير ذلك

وكم للمعاملة الحسنة من تأثير على ممن يتحلون بها حتى أنهم يجدون الفرق في رزقهم وفي بركة ما طُرح لهم غير ما يجدونه من هيبة و وقار وإحترام من الآخرين

فهل تحتاج المعاملة الحسنة إلى إمكانيات ؟

موضوع مهما كتبنا فيه فلن نوفيه حقه ولكن نسأل الله أن ينفع بقليله

اللهم إنا نسألك كما حسّنت خلقنا أن تُحسن خُلُقنا وتجعلنا ممن يفوز برضاك ورضى الخلق عنه

تقبلوا ما كتبت مع كل تقدير وإحترام

.