مخيمات للمفلسين الأمريكيين

نيويورك- أكتوبر (آي بي إس)

الجمعة 24 اكتوبر 2008م الساعة10:13:25 مساءً بتوقيت مكة المكرمة




يشهد عدد متزايد من المدن الأمريكية مؤخرا إنتشار مخيمات سكنية، ينصب جانبا كبيرا منها مواطنون من الطبقة المتوسطة وقعوا ضحية أزمة العقارات وفقدوا منازلهم بعد الحجز عليها. وتنتشر المخيمات حاليا في ضواحي مدن كبيرة منها لوس أنجيليس، سياتل، بورتلاند، كولومبوس، رينو، وسانت بيتسبرغ.


فعلق مدير التحالف الوطني للأهالي دون المأوي، مايكل ستووبس ل "آي بي اس"، أن الظاهرة "بدأت منذ نحو أربع سنوات، حين إنتشرت المخيمات وسط المدن وفي ضواحيها في مختلف أنحاء الولايات المتحدة"..."والآن، نشهد تزايد بطييء لكنه مستمر وثابت، في عدد الأهالي المحرومين من المسكن".


وتشير معلومات التحالف الوطني إلي أن زهاء 61 في المائة من منظمات دون المأوي في مختلف الولايات والبلديات، قد أفادت عن زيادة عددهم بمعدل 10,000 كل أسبوع جراء تداعيات أزمة العقارات، وإعتبارا من العام الماضي.


وتجدر الإشار إلي أوجه التشابه بين هذه الظاهرة والهزة الإجتماعية التي تبعت الإنهيار المالي الواقع في الثلاثينيات، حيث إنتشرت "المدن الصفيحية" العشوائية التي أوت حتي 15,000 نسمة في مختلف آرجاء الولايات المتحدة، وأطلق عليها إسم "هووفر فيل" نكاية بإسم الرئيس الأمريكي حينذاك هيربرت هوفر.


وفي رواية تمثل حالة أغلبية سكان المخيمات، سرد سكوت المقيم بمخيم لوس أنجيليس أمام عدسات التلفزيون، أنه عجز عن سداد أقساط الدين المستحق وإنقاذ بيته من الحجز، بسبب إرتفاع قيمتها سنويا إلي حد لم يحتمله. "حاولت التفاهم مع المصرف، فأعطاني مهلة إضافية من الوقت، لكن المبلغ إرتفع بصورة كبيرة".


وقال سكوت ل "آي بي اس" أنه من واقع زيارته لمخيمات مختلفة، تبين أن معظم سكان مخيمات المدن يتمتعون بروح التضامن والقدرة علي تنظيم الذات، فهناك قواعد وضعوها ويتبعونها كعدم تعاطي المخدرات والمشروبات الكحولية وعدم إستخدام العنف". وشرح أن مخيم سانت بيتسبرغ يحصل علي دعم حتي من الحكومة فضلا عن المنظمات الخيرية التي إعتادت مساعدة المخيمات في مختلف المدن.


وأضاف أن عدد الأهالي دون مأوي في تزايد مستمر، فيما "تعرب الحكومة عن قدر أكبر من التعاطف مع المصارف ورجال الأعمال" منها تجاه هولاء الأهالي.


ومن جانبه، أفاد جيريمي رزوين، مدير مجلس السياسة والمرافعة عن الأهالي دون المأوي في حديث ل "آي بي اس"، أن دراسة لمنظمته تبين أن هناك نحو 600,000 طفل وشاب يتوجب تصنيفهم في فئة دون المأوي، لكن وزارة الإسكان والتنمية العمرانية الأمريكية لا تطبق عليهم هذا المعيار. كما أفادت الدراسة بأن أكثر من 60 في المائة من التلاميذ دون المأوي يحرمون من مساعدات هذه الوزارة.


وأخيرا، يذكر أن شركة المعلومات الأمريكية "رياتي تراك" قد أفادت عن زيادة حالات الحجز علي المنازل علي الصعيد الوطني، بنسبة حوالي 100 في المائة منذ سنة واحدة.


كما كشفت أن معلومات رسمية تقدر عدد الأهالي الذين قد يفقدون منازلهم بسبب إرتفاع نسب الفوائد علي القروض العقارية، بحوالي نصف مليون أمريكي في العامين القادمين.(آي بي إس / 2008)