المشاعر والأحاسيس كلمات جميلة ورائعة وراقية تتفاوت بين الأشخاص
الكل يملكها ولكن بنسب مختلفة وتباينة ......وفاقدها إنسان جامد
متبلد الإحساس قلبه كالحجر ممقوت من مجتمعه
لأن من لايحس بمن حوله لن يحسوا به
عندما أسمع وأقرأ وأرى الكثير من المشاكل الأسرية والزوجية
سواء بين الزوجين أو بين الأخوة في البيت الواحد
أوالخصومة بين الأصدقاء والزملاء
أرى أن الكثير منها تحدث بسبب غياب الأحاسيس والمشاعر
والكلمة الطيبة......
البنت في بيت أهلها في الغالب مضطهدة لأن وظيفتها طبخ وتنظيف وغسيل
وكوي ومع كل هذه الأعباء التي تقوم بها لاتجد من يحس بها ويراعي مشاعرها
أو حتى يسمعها كلمة طيبة من باب التشجيع
هذا يرمي عليها ملابسه كي تغسلها
وهذا يريد منها كوي ملابسة
والآخر يريد منها صنع الشاي والقهوة وحلى لأن زملاءة سيزورونه
والأب يصرخ عليها لتحضر له علاجه وإعطائه إياه حسب الوصفة
الكل يصرخ وينادي عليها من كل حدب وصوب
الكل يريد منها أن تنجز له طلبه في أسرع وقت
وهي تركض وتعمل بدون ملل أوكلل
راضية بنصيبها فهي تخدم أهلها كغيرها
مسكينة تلك البنت ؟؟
نعم مسكينة لأنها محرومة من الكلمة الطيبة ومن الإبتسامة
وإذا أرادت الذهاب للسوق أو لأي مكان لاتجد من يلبي طلبها
الكل يتعذر ويتحجج بأن الوقت غير مناسب وهي تحترق مكانها
أهكذا تكافأ ..؟
طبعا البنت في هذه الحالة أين ستجد الكلمة الحانية والرقيقة
والتي تخفف معاناتها وتسلي وحدتها
التليفون أو النت
ومع مرور الوقت ستجد الغريب يحادثها ويلاطفها
بلسان معسول وكلمات رقيقة حنونة وستجد الصدر الحنون
الذي يملأ وقتها ويسمعها كلمات ساحرة تسحر اللب
ومع مرور الوقت يقع المحذور
وكذلك الزوجة نسمع كثيرا من الزوجات يشتكين من
عدم اهتمام أزواجهم الذين يبخلون حتى بكلمات مصطنعة
نحن فقراء رومانسية وأحاسيس نعم وأنا متأكد أن الكثير
منا متزوج ولكن لم يذق طعم الحياة الزوجية
الكثير منا لايفهم من الزواج سوى الجماع وأكل مالذ وطاب
وقضاء حوائج البيت وتوصيل الأطفال للمدارس
جميع هذه الأمور ضرورية ومطلوبة
ولكن هناك شيء اسمة زوجة لديها أحاسيس ومشاعر
تسحرها كلمة رقيقة ناعمة وتحزنها كلمة جارحة
أو نظرة حادة.....
يأتي الزوج للبيت ويغفل استقبال أطفاله له
ينتظرونه بلهفة وترقب ......وعندما يدخل لايلقي لهم بال
المفترض أن يلقي عليهم السلام ويحتضنهم ويسأل عن حالهم
ويسألهم ماذا فعلتم اليوم بعد الرجوع من المدرسة وغيره من
الأسئلة المناسبة لأعمارهم
وبعد ذلك يسلم على الزوجة ويسألها عن حالها
ثم يتناول الطعام معهم على مائدة واحدة
ويحكي لهم ويضحك معهم
ثم يتناقش مع الزوجة في أمور حياتهم ومستقبل أبنائهم
لكن مع كل أسف نحن فقراء مشاعر وأحاسيس
ولم نتعود على الحديث مع أبناءنا بل نصرخ في وجوههم ونسكتهم
بداعي الإزعاج والفوضى (( مع أن لعب الأطفال وحركتهم داخل البيت ضرورية
جدا لنموهم وبناء شخصيتهم وأجسادهم ))
ثم يصرخ وينادي الزوجة أن تعد طعامه وشرابه ثم يشغل النت ويقابله
ساعات طويلة دردشة وتنقل بين المنتديات والزوجة تكلمه وهولايسمع
ولايعطيها وجه أصلا وكلمة بعدين جاهزة حتى بدون مايعرف السؤال
أو الطلب ثم عندما يتعب ويجهده النت يذهب للنوم ويعطي زوجته ظهره
وعندما تناديه بحنان ولطف وقد تجملت وتعطرت واستعدت له وهيأت الفراش
بشمعة حمراء وكأسين من العصير مع إغلاق الأنوار طبعا
كي يبادلها المشاعر والأحاسيس
يلتفت إليها بغضب قائلا وبكل برود وجفاء : أنتي فاضية نامي أحسن لك
سبحان الله قبل قليل يضحك على النت ويقهقه وينفعل
ويكتب ردود كلها لطافة ومودة وحب على أعضاء المنتدى
وبعد دقائق ينقلب إلى أسد مفترس لايريد أحد أن يكلمه حتى زوجته
التي لها حقوق عليه وواجبات .....
الكثير من الأزواج عندما يلتقي بزملائه تجده طيب القلب بشوشا
مازحا معهم ولبقا ومتحدثا لهم عن جميع مواقفه وأخباره
ولايمل منه زملائه ...........
وعندما يرجع للبيت يكون عابس الوجه متضجرا صامتا لايريد الحديث مع أحد
ولايريد سوى الطعام والنت ...؟؟؟؟؟؟
الزوجة المسكينة والمحرومة من الحنان والرومانسية والإبتسامة
والكلمة الرقيقة الناعمة ستبحث عن أي مصدر يشبع رغباتها
إما الهاتف أو تصفح النت كما يفعل هو إنتقاما منه لأنه حرمها
أبسط حقوقها . ووقع كثير من الزوجات الشابات ضحايا خلوة
محرمة أو مكالمات هاتفية غادرة مع ذئاب بشرية لاترحم .
بسبب الزوج والنت.
يحدثني أحد الشباب ويقول هناك إمرأة ملتزمة متزوجة ولديها طفلان
حاولت مع زوجها كثيرا بالكلمة الطيبة وباللباس المغري له وبترتيب غرفة
النوم وتزيينها مرات عديدة وبإهدائه هدية مرات أخرى ولكن
الزوج متبلد الإحساس جاف غير مبالي بها ولايبادلها مشاعرها
حاولت لفت إنتباهه مرات ومرات ولكن لافائدة
أخيرا دخلت عالم النت والرسائل عن طريق الإيميل والدردشة
حتى تعرفت على شاب أشبعها رومانسية وكلمات رقيقة
ومشاعر وكلمات حب وغرام وحنان حتى ذابت معه وصدقته
والمشكله لديها طفلة صغيرة وزوجها الغبي لايعرف
حتى أصبحت مدمنة على النت والدردشة معه بل إنها تريد مقابلته
وحاولت ولكن لأن فيها بذرة خير وصلاح أمتنعت كثيرا
وعاشت في صراع داخلي مرير وخوفها ليس على فقد الزوج
السفيه ولكن خوفها كان من فقد طفلتها إذا علم زوجها
وفي النهاية تدخلت جارة لها تثق فيها كثيرا وشرحت لها
وضعها وذكرتها بالله ونصحتها من الإنجراف وراء الذئاب البشرية
ولازالت المسكينة تجاهد نفسها وتحاول ......
الحقيقة أنها معذورة وزوجها ظالم غاش لرعيته مضيع لحقوق أهله
وعليه أن يرجع ويتقي الله في هذه الزوجة وطفلتها
وإلا فإنه سيندم أشد الندم .......
قال النبي صلى الله عليه وسلم (( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ))

الموضوع يطول وعذرا على الإطالة
أحبتي وأنتظر آرائكم النيرة ومداخلاتكم النافعة

بقلم أخوكم / مقبل بن حمود السحيمي