
شديد الهماش القحطاني يعتق 60 رقبه
(شديد الهماش القحطاني) هذا الاسم تذكروه جيداً بل احفظوه في ذاكرتكم وذاكرة الوطن على مر الأجيال باعتباره نموذجاً رائعاً للمواطن السعودي، العربي، المسلم الأصيل في هذه الفترة من تاريخنا السعودي المجيد و(الحديث منه على وجه الخصوص) وبالرغم من أنني أعرف بل يعرف القاصي والداني وكل من سمع بهذا الاسم المضيء أن (شديد الهماش) لا يحب البهرجة و(الفشخرة) والأضواء ولا يعبأ بالدعاية والمديح لأنه يعمل لوجه الله فقط ويبحث عن الأجر والثواب من رب العالمين ولا يهمه متاع الدنيا الزائل. إلا أننا في هذا الصدد وإزاء هكذا شخصية نادرة وانطلاقاً من الحديث النبوي الشريف (من لا يشكر الناس لا يشكر الله) فإننا نقول بملء الفم وأمام البشرية اجمع إن (شديد الهماش) قد أعتق - إلى حد الآن ما يقارب ال(60) رقبة من ماله وجاهه ممن أوقعتهم الظروف ووسوس الشيطان لهم بقتل إخوان لهم بالدين أو بالعروبة أو حتى بالإنسانية جمعاء وقبل ذويهم بالتنازل عن حقهم في القصاص مقابل مبلغ مادي اتفق عليه - بالتراضي - أهل القتيل وأهل القاتل، مهما كبر أو صغر ذلك المبلغ إذ كان (شديد الهماش) يسعى - ولوجه الله فقط - وبحثاً عن الأجر والثواب كما قلنا لدفع ذلك المبلغ الذي غالباً ما يتجاوز المليون!! بل وال(عدة ملايين)!! في بعض الأحيان.
***
ومع أننا ضد (اشتراط) هذا المبلغ الباهظ الذي يعتبر خيالياً (وتعجيزياً) ويندرج في خانة الجشع والطمع والتكالب على المادة باعتبارها إحدى أمتعة الدنيا الزائلة بل قبض صريح لثمن دم الإنسان من قبل ذويه، بل هي عادة مقيتة نأمل أن لا تستشري في مجتمعنا الإسلامي العربي، المؤمن الأصيل الذي جُبل على الشيم والقيم والعفو والتسامح والتمسك بأهداب الشريعة السمحاء، أقول ومع أننا ضد ذلك ومع: (إما أن يعفو ذوو القتيل عن تنفيذ القصاص بحق القاتل لوجه الله فقط أو أن يقبلوا (الدية) الشرعية، أو أن يحددوا مبلغاً (معقولاً ومناسباً) للتراضي في حالة فقر أو عوز أسرة القتيل أو أن يصروا على أخذ حقهم الشرعي في تنفيذ القصاص.
***
أقول ومع أننا مع ذلك كله إلا في حالة فرض ذلك المبلغ التعجيزي الباهظ على أهل القاتل الذي قد اضطر للقتل (ربما) دفاعاً عن شرفه أو ماله أو بيته، أقول في هذه الحالة لا بد أن تلجأ أسرة القاتل إلى أهل الخير والمحسنين مثل (شديد الهماش) وغيره من الرجال المقتدرين الذين يحتسبون الأجر على الله وترجيح موازين أعمالهم بإذن الله، والذين نأمل بل ندعو إلى الله العلي القدير أن يكثر أمثالهم في وطننا العزيز ليسعوا دائماً إلى الخير وإصلاح ذات البين وحقن دماء (المبتلين) من المسلمين سواء بالجاه أو بالمال ليكون لدينا العشرات بل المئات من أمثال (شديد الهماش) لأننا نؤمن أن هذا الوطن العظيم مليء بالرجال العظام الذين يجب علينا أن نشكرهم ونشكر الله بشكرهم وندفعهم للمزيد من أعمال الخير على كافة الأصعدة والمستويات.
فتحية من القلب إلى (شديد الهماش) وأمثاله من الرجال العظام.
****
المصدر صحيفة الجزيرة