رسالة من صديق عزيز وجدتها على البريد الإلكتروني الخاص بي .
إقرؤها و أدعوا له بالصبر والسلوان .

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده بيده ملكوت كل شئ يحيي ويميت وهو السميع العليم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله و صحبه أجمعين
اللهم لا راد لقضاك سبحانك تبتلي عبادك لتختبر صبرهم وقوة إيمانهم ولك في كل فعل حكمه فسبحانك ربنا إليك المصير .
ولد إبني فهد قبل حوالي ثلاثة أشهر وبعد ما يقارب الخمسين يوما من ولادته بدأ يعاني من أمراض أتعبته كثيرا ذهبت به لأحد المستوصفات الخاصة وبعد أن كشف عليه طبيب الأطفال حولني مباشرة على مستشفى حكومي نظراً لمرض إبني بإلتهاب رئوي حاد ويحتاج التنويم بالمستشفى و ذهبت به في حوالي الساعة التاسعة مساءً للمستشفى و بعد إجراء الفحوصات الطبية والتحاليل نوموه بالمستشفى و تنوم لمدة ستة أيام غادر بعدها المستشفى متحسنة حالته نوعا ما و لكن تحت طلبات كثيرة يجب أن قوم بتنفيذها حتى لا يتعرض مرة أخرى لهذا المرض منها عدم تشغيل المكيف الحار و عدم تشغيل الدفايات ما عدا دفاية الزيت و .. و ..الخ
مرت أيام قلائل و أنتكست حالة الطفل وبدأ يئن من المرض لم ينام ولم يترك أمه المسكينة تنام عانى كثيرا ذهبت به للمستوصف الخاص لطبيب الأطفال وكان يوم الثلاثاء الموافق 13/1/1428هـ وكشف عليه وقال بأنه يعاني من ضيق تنفس و إنسداد بالشعب الهوائية و إرتفاع بدرجة الحرارة و صل لـ (39) درجة وكتب لي أدوية من ضمنها مضاد حيوي عدت للبيت و تناول الطفل الأدوية و لم تفيده بشئ و كالعادة بكاء و أنين و ألم أتلم منها كثيرا شفقة عليه و رحمة بأمه التي طوال هذه الأيام لم تذق طعم النوم في اليوم الثاني بعد أن أحسست بأن إبني في حاله حرجه ذهبت به لأخصائي أطفال بمستوصف خاص و كشف عليه و قال بأنه يعاني من إنسداد بالشعب الهوائية و إرتفاع بدرجة الحرارة و ألم بالأذنين و كتب لي كمية من الأدوية تناولها إبني فهد و لم تفده بشئ ولم يستجيب للعلاج في صباح يوم السبت الموافق 17/1/1429هـ و في حوالي الساعة السابعة والنصف كان يتألم بشكل كبير فقمت بوضع يدي عليه وقرأت عليه آية الكرسي و المعوذات و بعض الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم و نام فهد ولم أعد أسمع له أنين و كنت أتأمل في وجهه و أشاهد نوراً و جمالاً في وجهه لم أشاهدها في حياتي في طفل قط بعد حوالي نصف الساعة أتتني أمه و قالت لي فهد تعبان و يجب أن نذهب به للدكتور مباشرة حملته في السيارة وفي طريقي سلم فهد روحه لبارئها و كنت اكذب على نفسي و أقول لا لا يجب أن أسرع حتى الحق بالمستشفى ممكن يكون مغمي عليه و عندما وصلت حملته بيدي لداخل المستشفى رفعت اللفة من وجهه و إذا به فعلا قد سلم روحه لبارئها و لكن خوفا على أمه التي كانت تتبعني بخطئ متثاقلة أنهكها الإعياء و التعب و السهر طيلة أسبوعين متواصلة كتمت في نفسي و قلت في داخلي سبحان من أعطى و سبحان من أخذ له الحكمة في ذلك أدخلت إبني المستشفى و بالفعل أبلغوني بأنه قد فارق الحياة ... في الساعه التاسعة والنصف من هذا اليوم السبت الموافق 17/1/1429هـ .
فهد أسأل من جلت قدرته أن يجعلك شفيعا لي و لوالدتك في الجنة .
فهد من ذو ولادتك والله يشهد بأنني كنت أتوقع وفاتك في أي لحظة من اللحظات القريبة شعور كان يخالجني بعد رؤيا رأيتها في المنام .
فهد كم شفقت عليك كثيرا من الألم الذي كان يقطع جسدك و أنا أنتقل بك من مستشفى لمستشفى و لم أجد لك علاج .
فهد كم تعبت والدتك و أجهدت بشكل كبير و كانت تتحمل و تحتسب و تقاوم كل ذلك التعب بالإحتساب عند الله
لله درك أم فهد بعد ما شاهدته منك في هذه المصيبة من صبر وتحمل لا يتحمله بعض الرجال .
حملتي إبنك داخل المستشفى في العناية بيديك و إحساسك يقول أنه فارق الحياة و كتمتي ولم تنزل منك دمعة.
اللهم أجعل فهد شفيعا لنا و أجبر مصابنا يارب العالمين .
الحمد لله الذي أعطى الحمد لله الذي أخذ له الحكمة في ذلك .
اللهم صبرنا يارب العالمين .