تكدس القمح في صوامع حائل يؤكد افتعال أزمة الخبز


محاولة لتغطية القمح بأشرعة
حائل: خضير الشريهي

في حين تشكو أسواق حائل قلة إنتاج الدقيق وعدم كفايتها منه، تتكدس كميات كبيرة من القمح في الساحة المجاورة لصوامع الغلال بعد أن امتلأت الصوامع والمقدرة كمية استيعابها بـ 300 ألف طن مما تنتجه المزارع في منطقة حائل، حيث اضطر العاملون في صوامع الغلال بحائل لاستقبال الناتج الزراعي من القمح خلال العام الماضي وتكديسه في العراء مع تغطيته بأشرعة تحسبا لهطول الأمطار.
وفيما شكا عدد من أصحاب المخابز بحائل من قلة الطحين المورد لهم من مطاحن الدقيق في القصيم، وارتفاع الأسعار من 22 ريالا إلى 30 ريالا للكيس الواحد، مبدين تخوفهم من عودة الأزمة التي حدثت قبل شهر رمضان الماضي والتي وصل سعر الكيس فيها لـ50 ريالا ، مع قلة المعروض منه وانعدامه في منطقة تعد من المناطق الثلاث الأولى في إنتاج القمح، قال مدير صوامع الغلال في حائل منصور الجار الله لن تفسد كميات القمح المتكدسة ونحن أخذنا احتياطاتنا اللازمة وخاصة احتمال نزول الأمطار، مشيرا إلى أن صوامع الغلال في منطقة الجوف لديها أضعاف مضاعفة من القمح المكدس خارج الصوامع عن التي في صوامع حائل ولم يحدث لها شيء.
وذكر أحد أصحاب المخابز أن الكيس يتراوح سعره من موزع لآخر ما بين 28 إلى 30 ريالا، مؤكدا على أن الكميات الكبيرة للقمح المتكدس في صوامع الغلال أثارت شكوك أصحاب المخابز بالموزعين بعد الارتفاع في الأسعار وقلة المعروض، وقال: لا يوجد أي مبرر للارتفاع ونقص الكميات ونحن بلد زراعي لم نتمكن إلى الآن من تخزين محصول العام الماضي من القمح ونتركه عرضة للفساد في العراء.
المواطن مشعل الهمزاني أحد الموزعين بمدينة حائل يرى أن الخصم في الكميات المقدرة من قبل صوامع ومطاحن الدقيق في القصيم لكل موزع تسبب في إرباك السوق، وقال: لم يصرف استحقاقي الكامل من صوامع الغلال ومطاحن الدقيق في القصيم كموزع معتمد في حائل والكمية تقدر بـ1536 كيسا في الأسبوع ودائما يخصم منه ما يتجاوز 200 كيس من الكمية وفي نهاية الأسبوع يصل الخصم لأكثر من 400 كيس.
وعن سعر البيع قال: نشتري الكيس من الصوامع بـ22 ريالا، ونبيعه بـ25 ريالا، وأيام الأعياد والعطلات يصل لـ26 ريالا، ولا نستطيع التخزين لقلة الكميات التي تصرف، وفي حال تعطل إحدى الشحنات ينعكس ذلك على السوق مباشرة، ولم نخزن منذ 6 سنوات، وحمولة السيارة تنفد في نفس اليوم الذي تصل فيه، وعندي مخازن ولكن الصوامع ترفض الزيادة.
وعن الأزمة في بعض المناطق قال: تردنا طلبات للتوزيع في مناطق أخرى ولكننا لا نستطيع تلبية الطلب لأننا بالكاد نغطي الطلب في حائل، والحل يكمن في زيادة الكمية وإعطاء الاستحقاق لجميع الموزعين، وكنت في السابق الموزع الرئيسي في منطقة حائل وكانت الكميات التي تصرف لنا في الأسبوع 8600 كيس.
من جهته، أكد مدير صوامع الغلال في حائل منصور الجارالله أن مطاحن الدقيق في حائل ستبدأ العمل خلال الأشهر القريبة المقبلة.
وعن كمية القمح المخزن خارج الصوامع قال إنه لا توجد لديه أرقام دقيقة، وإن الصوامع الحالية طاقتها الاستيعابية300 ألف طن، ويتم تصدير القمح من حائل إلى صوامع الغلال ومطاحن الدقيق في جدة.
وحمل رئيس الجمعية التعاونية للمزارعين بحائل خالد الباتع مطاحن الدقيق تدني الإنتاج من الدقيق وعدم كفايته للأسواق والطلب المتزايد عليه، وقال: صوامع الغلال في حائل طاقتها الاستيعابية 300 ألف طن، والكميات المكدسة في الساحة القريبة من الصوامع تقدر بـ100 ألف طن، وهذه الكمية عرضة للتلف، بعد تعذر نقلها وعدم تمكن المقاول من نقل الكميات الكبيرة إلى جدة.
وأضاف الباتع" نسبة كبيرة من المزارعين في حائل لم تستقبل صوامع الغلال بحائل قمحهم ولجؤوا لتخزينه بمستودعاتهم الخاصة.
وعن مطاحن الدقيق قال الباتع" من المتوقع أن تبدأ المطاحن العمل بعد ثلاثة أشهر، ونرجو من المسؤولين متابعة المشروع وحث المقاول
على الانتهاء منه في الفترة الزمنية المقدرة له.
يذكر أن "الوطن" نشرت أول من أمس عن استمرار أزمة الدقيق والسوق السوداء في نجران.