
الـمـهـر لـيـس مـبـلـغـا لـلـشـراء ،،
الـمـهـر لـيـس مـبـلـغـا لـلـشـراء ،،
--------------------------------------------------------------------------------
/
\
/
---------
كثير ما أسمع من الناس عندما يتحدثون عن المهر وكأنه مبلغ لشراء الزوجة فتارة يعلوا وتارة يدنو
ويتصور لهم أن المرأة كلما غلي و بهض مهرها كثر احترامها عند زوجها وعرف قدرها
وعرف الناس من حولها منزلتها بين أهلها أو بين مجتمعها .
وأكثر ما نجد هذه النظر عند النساء ، فلا تسمح لبنتها بمهر وتكاليف رمزية قائلة باستمرار ،
ما الذي ينقص ابنتي عن غيرها ؟ هل هي ناقصة الأعضاء أم مشلولة الأطراف ؟!
وهناك مقولة منتشرة بين أوساط النساء اليوم وهي ، بقدر مهرك يحترمك زوجك ، ولكي لا يعيّرك في المستقبل بقوله ( أخذتك ببلاش ) .
أنا لا أدري لماذا يتصورون أن المهر عقد شراء أو نقل ملكية من شخص إلى آخر وكل ما كان المبلغ مرتفعا كانت السلعة جيدة ولها حيزها الاجتماعي .
هل هم في سوق عبيد وإماء ؟ أم في معرض سيارات ؟
المهر لم يكن يوما من الأيام جسرا للمرابحة والتجارة وإنما هو اعطاءً للزوجة في الأساس عونا لها بعد الزواج ، وليس لولي أمرها في السابق دخلا فيه ،
وكما كان في السابق المهر بأمور رمزية ولم يكن فيه تعسف وتكلف ومبالغة لأجل فلان وفلانة .
وللأسف هناك كلمات وعبارات دارجة تقال عند امتداح الرجل ومحاولة إقناع الفتاة به وهي ( الرجل شرّاي ) وبعض الأحيان لتلطيف الجو ( شرينا الرجال ) .
فبعض العائلات سمعت عنها بل وهي تعد من العائلات القروية مهر بنتهم مائة ألف ريال !!!
من غير تكاليف الزواج قبل وبعد .
وبعضهم وقد سمعنا عنهم من وجهاء البلد ومن الرؤوس الكبيرة وصل مهر جواهرهم أعني بناتهم
إلى 200 و 300 بل وإلى نصف مليون ،، ليشار إليها بالبنان .
ولدي في مجتمعي البسيط وأعده قروي بالنسبة للمدن ، المهر بأربعين ألفاً .
وأربعين في نظري كثيرة جدا وبخاصة لمن تكون ظروفه ضيقة ومتعسرة نوعا ما ،
فلماذا وضع المهر تحت مجهر الدخل الاقتصادي للعائلة أو وضعه تحت السمعة وقول فلان وفلانة وما أحد حسن من حد .
في السابق كانوا أقوام حكماء ينظرون إلى تأدية المهر بأنه واجب من واجبات الزواج ولو لم يكن واجبا لأسقطوه ، فكان المهر بمبالغ رمزية وبسيطة جدا بالنسبة لدخلهم الاقتصادي وثروتهم آن ذاك .
ولا أظن مجتمع كالمجتمع السعودي يشغله في الزواج من عائلة الزوج والزوجة سوى المهر والتكاليف وأين نضع الزواج ومن يحضر ومن لم يحضر والشُرعة وما الشُرعة ...الخ .
وبعد كل هذا يقولون وببساطة لماذا يتزوجون من الخارج ؟
وتراهم يخرجونها بعفوية واستغراب وبدهشة غبية .
وتراهم يشتمون ويذمون ذلك الشخص وبل وتسمع الـتُــهم بأن ماضيه أسود ولا أحد يريده وإلى آخر هذا السرد التاريخي المبالغ فيه لأجل أنه تزوج أجنبية .
نعم للزواج من الخارج وأنا من مؤيديه ما استمر الحال على ما هو عليه من تكاليف باهضة نحن وهم في غنى عنها .
فالناظر إلى تكاليف الزواج في الخارج لا وجه للمقارنة أبدا أبدا للتكاليف التي نقيد بها هنا .
فمائة أو خمسين ألف لا تقارن بخمس أو بأربعة آلاف ريال فقط .
وشقة متواضعة لا تقارن باشتراط بيت أو دور كامل في أرقى الأحياء .
المرأة الأجنبية عاشت وستعيش في حياة متواضعة لا تكثر الشروط ولا تطلب المستحيل ولا تتأفف من قلة المئونة وضيق المعيشة بل وستحاول أن تُعينك بعد الله على ظروفك .
لعل البعض سيدافع في عكس اتجاهي ولكن أقول له أدفع الماء بيدك إلى الأعلى فهل سيعلو ويختفي أم يعلوا ويعود؟.
والســــــــــــــــــــــــــــلااااااااااااااااا ااااام