
الى دعاة قيادة المرأة.... ادخل
أصبح موضوع السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة
كعفريت العلبة يخرج علينا من آن لآخر،
وكأن بعضنا أصابه نوع من الإدمان على الركض خلف كل ما هو مثير أو كل ما يقتل به وقته ظننا منه أنه يفعل شيئاً مهماً!
فقد قال العلماء والمسئولون كلمتهم في هذا الأمر وانتهت القضية،
ورأى المصلحون أن طرح هذا الموضوع ليس من الأولويات التي يحتاجها المجتمع،
بل ليس من القضايا ذات الشأن،
لكننا ابتلينا بثلة من النافخين في الصغائر وتكبيرها،
أولئك الذين يصنعون من الحبة قبة،
يسيرون الرأي العام إلى هواهم،
فاليوم قضية المرأة،
وغداً حقها في قيادة السيارة،
وبعد غد تحريرها!
ولا نعلم تحريرها من ماذا وممن؟!
وهكذا دون كلل أو ملل من إعادة تدوير عبارات رنانة وشعارات فقدت بريقها!
وحين طرح أحد أعضاء مجلس الشورى موضع قيادة المرأة للنقاش في المجلس قامت الدنيا ولم تقعد من قِبل الذين صادف هذا الطرح هوى في أنفسهم،
ونحن نتساءل، لماذا لا يتناول هؤلاء ـ
كل أو أغلب ـ ما يطرح في المجلس من قضايا تمس المرأة السعودية والمجتمع السعودي بهذه الحماسة وهذه الشهية للتحليل والتنظير؟
أم أن ما يطرح في المجلس ليس فيه ما يهم السعوديين غير قيادة المرأة للسيارة وما شابهه من قضايا تمس المرأة؟ ألأنها تتفق مع أهواء أكثر من يملكون أبواقا جهيرة الصوت؟!
لو أنصف الذين يتباكون على المرأة السعودية وتنتفخ حناجرهم بالمطالبة بحقها وحريتها وتحريرها وديمقراطيتها إلى آخر هذه الأسطوانة المعروفة؛
لنبهوا المرأة إلى ما يراد بها من الغرب والشرق،
ولبصروها بما يجب عليها تجاه نفسها ومجتمعها،
ولأفسحوا لها المجال لإيصال صوتها دون وصاية منهم،
ولتخلو عن ديكتاتوريتهم في التصميم على التحدث باسمها،
وامتلاك الحقيقية دونها.
إن أكثر الذين يتحدثون عن حق المرأة في قيادة المرأة للسيارة هم من الرجال،
وهم أنفسهم الذين ضيقوا الخناق على صوت المرأة وحبسوه،
ولم يسمحوا إلا بتمرير الأصوات التي تتفق مع هواهم،
بينما لم نسمع أصواتاً نسائية تمثل المرأة السعودية تطالب بهذا الحق المزعوم،
بالرغم من توفرهن بكثرة في كل المنابر التعليمة والإعلامية على امتداد وسائلها.
إن ما يفعله الذين يثيرون هذه القضايا الهامشية لإلهاء الناس وصرفهم عن أولويات نهوض المجتمع السعودي والمرأة السعودية يمثلون نوعاً من أنواع الإرهاب الفكري،
حين يصرون ـ وهم قلة ـ على إقحام أفكارهم ورغباتهم في عقول الناس بالقوة،
ويفرضون علينا السير معهم وإلا وصمنا بمخاصمة الحضارة وتنكب طريقنا نحو مستجدات العصر وضروراته..
فهل يلتفتون لأنفسهم ولقضايهم ويتركون المرأة وشأنها؟.. نتمنى!
م
ن
ق
و
ل
.
.
.
للفائدة