وجبة الجراد فى اليمن أغلى من اللحوم البيضاء

بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من الجراد الذى اصطاده اليمنيون خلال اليومين الماضيين نحو 1500 ريال أى ما يعادل 8

دولارات ،وهو يوازى ضعف ثمن الكيلوغرام من اللحوم البيضاء.

وانتشر بيع الجراد بشكل لافت فى الأسواق الشهيرة بالعاصمة، صنعاء، كـ"باب اليمن" و"باب السبح" وفى عدد من

المدن اليمنية ،فى ظل الإقبال الشديد عليه، على اعتبار أن تذوقه وأكله، عادة يمنية قديمة تعود إلى مئات السنين،

كما فى معظم دول الجزيرة العربية.

وعزا أحد باعة الجراد ارتفاع أسعاره إلى ازدياد الطلب عليه بشكل كبير بعد انقطاع وصول أسراب الجراد إلى اليمن

لفترة زمنية طويلة.

وقال "معظم الناس يعتقدون أن فيه علاجا طبيا لكثير من الأمراض لأنه يأكل أنواعاً مختلفة من النباتات".

وأشار العزى الصومعى أحد أشهر باعة الجراد فى سوق باب اليمن إلى أن الكثير من أبناء ضواحى صنعاء رفدوا

الأسواق الرئيسية فى العاصمة بكميات كبيرة منه بعدما تناهت إليهم أخبار ارتفاع ثمنه.

ولتناول الجراد كوجبة غذائية هناك ثلاث طرق، فهو لا يؤكل نيئاً، بل يتم شواؤه أو غليه بالماء ثم تمليحه وتركه حتى

يجف، أو من خلال تجفيفه تحت أشعة الشمس، وهى الطريقة المفضلة لدى الكثير من متذوقى تلك الوجبة.

وتحولت موجة انتشار الجراد فى محافظات يمنية عدة إلى معركة كر وفر بين اليمنيين وأسراب الجراد، واصطاد عدد

كبير منهم كميات وافرة منه تقدر بالأطنان، بعدما كان التهم بدوره محاصيلهم الزراعية فى أكثر من منطقة.

وأوضح مدير عام وقاية النباتات فى وزارة الزراعة اليمنية المهندس عبد القوى عبد الجليل فى تصريح اليوم الأحد ان

المحافظات التى يجتاحها الجراد بأعداد كبيرة حتى الآن هى شبوة والمهرة وحضرموت أما ما يشاهد فى المحافظات

الأخري، فهو مجرد أسراب عادية، وبينها العاصمة صنعاء.

وأشار إلى أن جهود المركز الوطنى لمكافحة الجراد تتواصل للقضاء على الجراد بوسائل عدة، وسط رهان على قدرة


اليمنيين فى التغلب على هذه الموجه الكبيرة منه، والانتصار عليه.


وهذه المواجهة مع الجراد هى الأكبر التى يشهدها اليمن منذ 18 عاما، عندما هاجمت أسرابه معظم المحافظات ،وتمكن

اليمنيون خلالها من اصطياده قبل أن يتمكن من إلحاق الضرر بمحاصيلهم الزراعية.