كم ضاع من أوقات وأموال طائلة وأعمار ، وسالت دماء واستنفذت طاقات في سبيل اللهث وراء سراب خادع من مؤتمرات واتفاقيات لا نحصد من ورائها غير الشعارات الرنانة والدعاوى المزيفة والأباطيل المحكية، ولا زالت آهات الثكالى وأنين الأطفال ، وبكاء الأرامل مستمرة ومقدساتنا تزأر تحت وطأة الاحتلال ولا معتصم.
كيف تظل أمتي طيلة خمسين عاماً أو يزيد تجري وراء سراب خادع ولا يعلم مداه ولا منتهاه والنتيجة والمحصلة النهائية مزيد من سفك الدماء وهتك الأعراض وتدنيس للمقدسات؟
إننا لم نجد من بني صهيون في الماضي ولا الحاضر التزاماً بعهود أو احتراماً لمواثيق ، والتاريخ خير شاهد والواقع خير دليل وبرهان.

أما آن للمسلمين أن يفيقوا من غفلة طال مداها وسبات عميق وسكرة قلبت الحق باطلاً والباطل حقاً؟

إلى متى نغفل عن تاريخ يهود وقصصهم – في الماضي – مع خير خلق الله من الأنبياء وتكذيبهم لهم بل ( وقتلهم الأنبياء بغير حق ) ؟ فتشوا عن عهودهم على مر التاريخ وأثبتوا وفاءهم لعهد من العهود!
إلى متى نركن إلى الدنيا لدرجة أننا لا نجاهد أنفسنا وشهواتنا ولا نستطيع مقاطعة هذه المنتجات الأمريكية واليهودية التي غزت أسواقنا ونعلم أنهم عبدة المال؟

إلى متى نلهث وراء دول الغرب ونظن أن بيدها مفاتيح الفرج؟
يا قومنا اقرؤوا تاريخكم واتبعوا أمر ربكم واحرصوا على سنة نبيكم واجعلوا الجهاد سبيلكم وسيكون – بإذن الله – النصر والغلبة لكم.
( وإن جندنا لهم الغالبون ) ( وإن جندنا لهم المنصورون ) ( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون )

__________________