مشرف مجلس التربية والتعليم
تاريخ التسجيل: Jul 2006
الدولة: نجد
المشاركات: 8,288

اختار السجن ليهرب من عشاء ضيوفه
لم يجد سوى مخالفة مرورية لحل ورطته
الخبر - سعيد رجاء الحياة - 17/02/07//
لم يجد مواطن طريقة للتهرب من كلفة عشاء ضيوف، حضروا إلى منزله، سوى ارتكاب مخالفة مرورية حتى يحتجزه رجال الأمن لمدة ثلاثة أيام.
وخرج المُسن بحجة جلب الطعام لضيوفه الآتين من قريته، والذين نزلوا عنده في وقت حرج مالياً، تزامن مع نهاية الشهر، وقبل صرف الرواتب بيومين، ولم يكن يملك حينها مصاريف مواد التموين الرئيسة لمنزله، فكيف بقيمة ذبيحة تتجاوز قيمتها ألف ريال، وفق عادات قبيلته التي تنطبق على الغني والفقير، فما كان منه، وهو يهيم في شوارع مدينة الخبر، يفكر في طريقة تخلصه من هذه «الورطة»، حتى طرأت له فكرة النوم في حجز المرور مع المخالفين، ويكون له ذلك عذراً أمام ضيوفه. وتصرف الرجل، على رغم كونه في العقد الخامس من العمر، كالمراهقين، فتجاوز الإشارات الحمراء واحدة تلو الأخرى، ومع مرور الوقت وشدة غضبه لعدم الإمساك به من جانب رجال المرور، توجه إلى إشارة شهيرة بزحامها ووقوف سيارات المرور السري عندها، وتجاوزها، وكان له ما أراد، وسط اندهاش أفراد الدورية، الذين شرح لهم سبب مخالفته.
فقاموا بدورهم بتطبيق النظام بحقه، من دون النظر إلى سبب مخالفته، فتحقق له ما أراد، إذ قضى ثلاثة أيام متوالية في حجز المرور، رافضاً أي وساطة للإفراج عنه.
يُشار إلى أن ذبح الخراف لإكرام ضيف آت من منطقة أخرى عادة قديمة لدى كثير من السعوديين، وما زالت قائمة لدى الكثير منها، ومن يخالفها يعتبر «مُقصراً» وأقدم على «عيب» يؤثر على سمعة عائلته وسمعته في وجه خاص، لفترات طويلة، كونه «قصّر في حق ضيفه، وانتقص من قدره» من دون اعتبار لحال المُضيف المادية، الذي قد يلجأ إلى الاقتراض من آخرين، لشراء الولائم، بيد أن هذه العادة بدأت في التقلص التدريجي في السنوات الأخيرة، وفي شكل خاص في المدن الكبرى.