ألف الدكتور خالد بن عبدالرحمن الجريسي ابن رجل الاعمال المشهور الجريسي صاحب بيت الرياض وقد أسمى الكتاب :
( العصبية القبيلية من منظور إسلامي )
والحق يقال إن هذا الكتاب قد أثار قضية حساسة جداً وهي قضية العصبية القبيلية وعدم كفاءة النسب .
وزع هذا الكتاب توزيعاً خيرياً ثم باعته المكتبات بأبخس الأثمان ( 5 ريال ) وقد قدم لهذا الكتاب كل من الشيخ عبدالله بن منيع والشيخ عبدالله بن جبرين والشيخ عبدالله بن خميس وكان هذا الكتاب يحوي الفصول الآتية :

ـ كيف هذب الإسلام النظام الاجتماعي ؟
ـ طبقات السادة والمشايخ والقبائل في اليمن وتكريس مفهوم الطبقية
ـ تقسيم الناس في نجد إلى قبيليين وخضيريين
ـ أبرز مظاهر العصبية الموجودة : منع التزاوج بين القبليين والخضيريين .
ـ الكفاءة الأولى المطلوبة في الزواج هي كفاءة الدين لاكفاءة النسب
وأخيراً فتاوى مهمة لكبار العلماء في وجوب نبذ التعصب القبلي .

ومن نصوص هذا الكتاب ما يأتي :

( إن الغربيين في واقع حالهم يحسون بعيب ونقيصة العنصرية فيهم برغم أنها لم تصل إلى حد منع التزاوج بينهم فكيف إذا عرفوا أن مجتمعا إسلاميا تتجاور فيه الأسرتان مئات السنين ولا تتزوج إحداهما من الأخرى وقد يتزوج كل منهما من أقاصي الدنيا؟. )).

وقد علل صاحب الكتاب في إبطال الكفاءة مانصه :

وفيه أقوال عن كبار أهل العلم كقول الحافظ ابن حجر: (( ولم يثبت في اعتبار الكفاءة بالنسب حديث )) وقال سفيان الثوري: (( لا تعتبر الكفاءة في النسب )) وقال شيخ الإسلام ابن تيمية نافيا اعتبار الكفاءة النسبية: (( وليس عن النبي صلى الله عليه وسلم نص صحيح صريح في هذه الأمور )).
وقد قدم الشيخ عبدالله بن منيع لهذا الكتاب قائلاً :
(( وأعرف أن لدينا في منطقة الوشم إحدى مناطق نجد أسرا تعترف بجهالة نسبها إلا أنها تمتاز بحسن خَلقها وخُلقها ومكارم أخلاقها وتقاها وصلاحها وتميزها بذلك عن بعض الأسر القبلية ...... مع التنبيه على أني من طبقة تدعي حقها في العلو والترفع لرفعة نسبها وحسبها فأنا من قبيلة قحطانية إلا أن المعيار الصحيح للكفاءة والكرامة هو التقوى والصلاح )).
.................................................. .......................................

تعليقي ولمن شاركني في التعليق وله الحق في التعليق بدون تجريح لأحد :

في الحق يقال إن هذا الكتاب جرئ جداً ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم يؤلف من هو منتسب للقبائل يعني قبيلي مثل هذا الكتاب ؟ ولماذا جعل من يقدم هذا الكتاب مشايخ اجلاء ينتسبون إلى قبيلة عظيمة قبيلة قحطان ؟
تساؤلات كثيرة جداً ولانريد أن ندخل في النيات فالكل متفق أن العصبية مذمومة والحق يقال أن صاحب هذا الكتاب على سعة من العلم لكن لماذا لم يخرج هذا الكتاب منذ زمن ؟
لقد اخطاً الدكتور خالد خطأ عظيماً عندما قارن بين القبيلي والخضيري من حيث الكفاءة في النسب فما اعتاد عليه العرب هو السائر بينهم ، فهناك من حافظ على نسبه ولم يشوبه أي شائبة بل تواترت عندهم سلسلة النسب أباً عن جد حتى عرف عن هذا الرجل أنه رفيع وكون الشخص يقول أنا قبيلي ومن قبيلة كذا لايدل ذلك على عصبيته بل تعريفً بقبيلته وليس دعوة للمفاخرة ....... هناك يادكتور من أبناء القبائل من يأنف العصبية القبلية ولايحبها نعم وهذا المطلوب وفي رأيي أن من العصبية القبلية من يفتخر بنسبه على حساب الآخرين كأن يقول هذا ابن قصاب وهذا عبد وهذا عوج دخان وهذا خضيري وهذا بيسري وهذا صانع يقولها في ملأ عام أو حتى بين مجتمعه على سبيل الانتقاص وهذا أمر مذموم لكن كون القبيلي لم يتزوج من الخضيرية لايعد هذا تعصباً قبلياً البتة ...... وأما علماؤنا الأفاضل ومن أفتى بعدم كفاءة النسب لا أظنهم يطبقون ذلك مع صلاحهم وتقواهم وورعهم وحتى لو لم يطبقونها فلالوم عليهم في ذلك لأنهم أعلم منا بشرع الله عزوجل بل لم يذكر عن علمائنا الذين ينتسبون للقبلية من زوج بناته لأشخاص أقل منهن كفاءة ....... ليس في ذلك تعار ض أخي .

كثير من العلماء من يرى شرط الكفاءة في النسب .
قال ابن قدامة الحنبلي في المغني :
( 5189 ) مسألة ; قال : وإذا زوجت من غير كفء , فالنكاح باطل اختلفت الرواية عن أحمد في اشتراط الكفاءة لصحة النكاح , فروي عنه أنها شرط له . قال : إذا تزوج المولى العربية فرق بينهما . وهذا قول سفيان وقال أحمد في الرجل يشرب الشراب : ما هو بكفء لها , يفرق بينهما . وقال : لو كان المتزوج حائكا فرقت بينهما ; لقول عمر رضي الله عنه : (( لأمنعن فروج ذوات الأحساب , إلا من الأكفاء )) . رواه الخلال بإسناده . وعن أبي إسحاق الهمداني قال : خرج سلمان وجرير في سفر , فأقيمت الصلاة , فقال جرير لسلمان : تقدم أنت . قال سلمان : بل أنت تقدم , فإنكم معشر العرب لا يتقدم عليكم في صلاتكم , ولا تنكح نساؤكم , إن الله فضلكم علينا بمحمد صلى الله عليه وسلم وجعله فيكم .


عمر رضي الله عنه قال ( لامنعنّ فروج ذوات الأحساب إلا من الأكفاء ، قال وما الأكفاء ؟ قال : في الأحساب )
وقال رسلونا الكريم ( تنكح المرأة في أربع ومنها لحسبها )
طبعاً لن ينقل الدكتور هذه الأثار لأنها ضد الكفاءة
ناهيك عن ان العرق دساس
نعم دساس ففي ذلك اختلاط في الأنساب والأعراف والعادات وغيره .
وإن كان الحديث فيه ضعف إلا أنه يستأنس به
ثم في ظني أن الكتاب أكثر مايركز فيه لماذا لايتم التزاوج بين القبيلي والقبيلية لا أنكر أنه هذا قد حصل لأمور وظروف معينة لكن درء المفاسد يادكتور مقدم على جلب المصالح فوالله الذي لاإله إلا هو لقد سئل أحد العلماء عن :
هل يتزوج الخضيري من قبليي ؟
فرد الشيخ بقوة لا ....... هناك لابد ان يكون فيه كفاءة .... لأن بهذا الزواج ستحصل الفتن والله أعلم .
فما ذا يريد الدكتور : هل يريد هذا الزواج أم يريد الفتنة ؟

لاأريد أن أستحوذ على الموضوع جملة وتفصيلاً فعندكم المكتبات خذوا منها هذا الكتاب وتصفحوه على تؤدة حتى يستخلص القراء منكم من يقوم بالرد على الدكتور خالد الجريسي .

وأخيراً : أنا أشد تطلعاً إلى نقدكم لهذا الموضوع خير من ان يوجه إلي ثناء فيما لا أستحقه فدونكم الموضوع قوموا فيه بالزيادة

كتبه : أخوكم مذحج الطعان

.................

__________________
وطني لو شُغِلتُ بالخُلدِ عنّه * * * نازعتني إليه في الخُلدِ نَفسي