قاعة محاضرات .. مركّزة !
صالح الشيحي
مشاريع مطلوبة سيتم تنفيذها وأخرى وقفت إزاءها مشدوهاً.. هناك في مستشفى الرياض المركزي الشهير بـ(مستشفى الشميسي) ـ المعروف عندي بمستشفى الفقراء ـ أو سمه ما شئت..
ـ أرجو ألا تسألوني لماذا أتابع أخبار هذا المستشفى تحديداً بكل هذا الشغف!.
ـ مر أمامي قبل قليل آخر أخبار المستشفى ـ استوقفني الخبر.. ما الذي قرأت وأريدكم أن تعيدوا قراءته معي؟: أكد المشرف العام على مجمع الرياض الطبي الدكتور عدنان العبد الكريم أن وزارة الصحة قامت بإعداد خطة تطويرية لمجمع الرياض الطبي بعد تكليف أحد المكاتب الاستشارية بإعدادها و البدء في تنفيذها..
طبعاً ـ وهذا للأمانة ـ الخطة ضرورية وغاية في الأهمية.. بيد أن الأخ الدكتور العبد الكريم ذكر ـ وهذا ما لم يقنعني بتاتاً ـ أن من ملامح الخطة التطويرية العمل على تنفيذ وإنشاء المبنى الإداري الأكاديمي ويشمل ذلك قاعة المحاضرات والتي تتسع لـ (500) فرد، وإنشاء مكتبة طبية على أحدث المواصفات القياسية.
ـ إنني من هنا أناشد معالي وزير الصحة الأخ الدكتور حمد المانع أن يحوّل قاعة المحاضرات هذه والتي تتسع لـ (500) فرد، إلى غرف عناية مركزة تستوعب طوابير المصطفين بحثاً عن سرير.. إطلاقاً لا ينبغي أن تذهب كل هذه المساحة الواسعة من أرض المستشفى مقراً لـ(الحكي)..
* ما زلت غير مصدق.. أحيانا أتمنى لو أكون مخطئاً وتعقّب عليّ الجهة المسؤولة وتثبت أن ما ورد هنا عارٍ عن الصحة!
ـ غدا نكمل.
مشاعر مجانية
صالح محمد الشيحي
لماذا أتابع أخبار مستشفى الشميسي؟ سأخبركم: الحكاية وما فيها أن حياة أناس كثر خارج الرياض مرتبطة بهذا المستشفى.. أي مشروع أو توسعة تتم في هذا المستشفى سيستفيد منها آلاف المرضى من خارج منطقة الرياض.. المستشفى حتى وإن حمل اسم الرياض فهو يتجاوزها إلى غيرها.. قرأت أنه يعاني الازدحام وعدد مراجعيه في العام الماضي تجاوز 750 ألفاً.
ـ يتذكر المشرف العام على المستشفى الدكتور عدنان العبد الكريم ـ وأتذكر جيداً ـ كيف أنه كان يتعلل بعدم قبول مريض في حالة خطرة بسبب عدم وجود سرير عناية مركزة شاغر.. اليوم أكرر تقديري لحرص الدكتور، وأتوجه له بالسؤال: هل الحل يكمن في إنشاء قاعة محاضرات تتسع لـ500 فرد؟
ـ يحدثني أحدهم في هذه المحافظة البعيدة أنهم خاطبوا (الشميسي) ثلاثة أيام بحثاً عن سرير لابنهم الشاب الذي يرقد في حالة خطرة، وفي كل اتصال يأتيهم الرد من مكتب الدكتور عدنان العبد الكريم بعدم وجود إمكانية!! ـ السؤال مرة أخرى يا دكتور عدنان: هل الحل يكمن في إنشاء قاعة محاضرات تتسع لـ500 شخص؟ ـ نعم تشعرون بمعاناة الناس في المناطق البعيدة ـ نحن أيضاً نشعر معكم ـ لكن ما فائدة هذا الشعور المجاني عندما يموت المريض؟
ـ أمس ناشدت معالي وزير الصحة أن يحوّل قاعة المحاضرات هذه إلى غرف عناية مركزة تستوعب طوابير المصطفين بحثاً عن سرير.. اليوم استدرك وأقول: ليس في مستشفى الشميسي وحده.. بل في جميع المستشفيات المركزية الكبرى يجب أن يتم إلغاء غرف المحاضرات والندوات وتحويلها لغرف عناية مركزة.. هناك عشرات المراكز والمسارح فليذهبوا وليقيموا محاضراتهم هناك ويتركوا المستشفيات للمرضى..
الناس يبحثون لمرضاهم عن سرير.. والمرضى يئنون في المستشفيات البعيدة انتظارا للفرج.. وبعضهم يموتون فيها بامتياز وعن جدارة.. ونحن نستهلك فائض الموازنة في بناء قاعات المحاضرات وإنشاء المكتبات.
ـ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
20-11-2006, 07:48 AM
الكاتب / صالح الشيحي
تعليمات المشاركة
المواضيع المتشابهه
العرض الشجري