
مهرب مخدرات أحرق أكثر من أربعة ملايين ريال بعد توبته !! بالصور
مــــــــــــــــــــــــــــنقوله لــــــــــــــــــــــــــــكم لــــــــــــلافائده والعظه والعبره
مهرّب مخدرات بعد هروبه خارج الوطن سنوات طويلة :
بسبب المخدرات: أولادي تمنوا موتي !!
- لو عدت إلى التهريب سيتم إعدامي فوراً !
- حفظت القرآن الكريم لأخرج من السجن !
- تعلمت فنون التهريب داخل السجن من كبار المهربين !
حوار/ جميل فرحان - الجوف
أكثر من عشر سنوات وهو يتنقل من دولة إلى دولة ،ومن مخبأ إلى مخبأ .. لم يكن أمامه في الحياة سوى أن يجمع أكبر قدر من المال وبنفس الطريقة التي اعتاد عليها منذ حداثة سنّه .. كانت حياته مليئة بالأحداث الغريبة ،والقصص العجيبة،التي لاتخطر على بال أحد..
دخل مقيداً إلى السجن وله من العمر(17)عاماً فقط،وكان عليه أن يقضي عشر سنوات – مثل التي قضاها خارج الوطن- لكنها هذه المرة وراء القضبان ..
تنقل بين مدن المملكة حاملاً معه (بضاعته)التي كانت هي وسيلة جمع الأموال،وفي الوقت ذاته كانت وسيلة (عذابه،وتشريده أعوام وأعوام)..
كانت أمواله تزيد وتزيد ،كلما استطاع تعذيب قلب أمٍّ على دمار ابنها وعذابه،وكلما ازدادت ضحاياه كلما ازدادت أمواله،وتضاعفت ثروته ( ملايين من الريالات)..
ولكن !!
وبعد كل هذه السنوات ..هل استطاع أن ينام ليلة واحدة هنيّة؟
وبالرغم من أنه يعيش مع أولاده وبين أسرته؛ إلا أن له موعد آخر مع السعادة ،لم يكن يعلم متى يحين!
هنا أيها الأحبة،نعرض لكم قصة شاب بدأ حياته مروجاً للمخدرات ،ثم تطورت به الأمور إلى التهريب..
تنقل بين المدن والبلدان والسجون.. إلى أن استقرت به الحال(مصليّاً في المسجد وقت الفجر،ورافعاً يديه إلى السماء..يطلب ربه الصفح والغفران عن كل ماسلف وكان،وقاطعاً على نفسه عهداً بأن يكون داعية لله ،بقدر ماكان مروجاً ومهرباً للسموم والمهالك ..
فياترى كيف بدأ ؟! وكيف انتهى ؟! وإلى أين استقرت به الأيام ؟!
هذا ماستقرؤونه في هذا الحوار ..
• الأخ زعل رحيّل..كيف دخلت عالم المخدرات؟ ولماذا دخلته ؟
كانت الأجواء المحيطة بي في بداية شبابي تدعوني إلى خوض التجربة والتعرف على هذا العالم الغريب،وبدأت ساعياً في تحقيق الفضول لذاتي والإحساس برجولتي كما كان يوهمني الأصدقاء..
أضف إلى ذلك ماوجدته من كسب للأموال الطائلة وفي أوقات قصيرة جداً وجهد بسيط !!
• دخلت إلى السجن في سن مبكرة..ألم يكن ذلك رادعاً لك ؟
بالعكس..كانت المرة الأولى التي دخلت فيها إلى السجن هي بداية الصفقات الكبيرة،والتجارة على مستوى عالٍ !!
• ماذا تعني ؟
أعني أنني داخل السجن قد التقيت مع (كبار المهربين والمروجين) الأجانب واستفدت منهم الكثير من الخبرات والتجارب.. ولعلني أثير هذه النقطة وهي أهمية ( عزل ) الشباب الصغار عن كبار المجرمين في السجون كي لايستمعوا إليهم ولايؤثروا عليهم ، وهذا ماحدث معي للأسف الشديد ..
• ماذا حدث بعد أن خرجت من السجن ؟
طبعاً قبل أن أخرج من السجن،كنت قد أخذت عناوين المهربين والمروجين الكبار من داخل السجن..وبعد شهرين فقط من خروجي،بدأت بالتهريب إلى داخل المملكة..وتمّ البحث عني من قبل مكافحة المخدرات في أكثر من ( 13 قضية مخدرات !!
• ولم يقبضوا عليك ؟
لا ، لأنني هربت إلى خارج السعودية وبقيت في أحد الدول أكثر من عشر سنوات !!
• هل توقفت عن الترويج والتهريب أثناء مدة هروبك خارج الوطن ؟
أبداً ..بل كان المجال مفتوحاً أمامي للسفر إلى أي دولة ،وتنقلت حتى وصلت إلى (وكلاء المخدرات) في إحدى الدول،وعشت هناك عدداً من السنوات أعمل في التهريب ..
• كيف كانوا يتعاملون مع الشباب القادمين من السعودية لغرض التهريب ؟
تخيّل أن الشاب كان يأخذ المخدرات من هناك ، ويرهن أحد أصدقاءه أو أقاربه ،حتى تتم العملية ومن ثم يعود، وإذا لم يعد فسوف تقتل الرهينة ،وهذا حصل كثيراً – مع كل الأسف - ..
• الغريب أنهم كانوا يقبلون رهن أنفسهم ؟
هم يقبلون لأن العمليات الكبيرة تلك تعود عليهم بأموال طائلة في حال نجاحها !
• متى وكيف عدت إلى الوطن ؟
بكل حسرة ،لقد عدت والقيود في أقدامي ويديّ،حيث تم القبض علي في دولة عربية وتسليمي للسعودية..وتم الحكم علي مدة ( 10 ) سنوات،ولكي أخرج من السجن في نصف المدة؛حفظت القرآن كاملاً في السجن ..
• إذن.. كانت هذه بداية التزامك وتوجّهك للدين ؟!على الإطلاق ..لقد حفظت القرآن من أجل الخروج من السجن فقط ! ولم أفكر حينها بالالتزام والتوبة ،وأرجو ألاّ تتشاءموا من صراحتي فهذا هو الواقع الأليم وقتها ..
• وهل خرجت في نصف المدة ؟
نعم خرجت من السجن ،بعد أن وقعت تعهداً على نفسي بأنني لو قمت بأي عملية تهريب أخرى وتم القبض عليّ؛فسوف يكون الحكم هو ( الإعدام بلا تردد) !!
• إذن ..بعد التعهد توقفت عن التهريب،وتبت إلى الله ؟!بل ازددت طغياناً وإثماً..وواصلت التهريب ،وجمعت ثروة كبيرة ،وبدأت بالتجارة الواسعة؛كي أوهم الناس بأن الأموال ليست بطرق غير شرعية !
ووصلت إلى مرحلة لايمكن أن يصلها غيري في عالم المخدرات والتهريب..
• كيف كانت حياتك تلك الأيام ؟!كنت متزوجاً من امرأتين ،ولدي عدد من الأولاد .. لكنني أقولها بكل صراحة ( إن أولادي كانوا يتمنون موتي ) في أقرب وقت ممكن حتى تنتهي معاناتهم ومشاكلهم بسبب المخدرات وهمومها ..
• لانستطيع الانتظار أكثر.. أخبرنا عن اللحظة التي عدت فيها إلى الله !!
قبل أن أخبركم عن لحظة التوبة ،دعوني أخبركم بأن الشباب المتدينين الخيّرين – جزاهم الله خير الجزاء- كانوا يترددون علي ،ويحاولون الجلوس معي والتحدث إليّ، لكنني أرفض مقابلتهم إطلاقاً ..
• حسناً .. وكيف تركت ذلك العالم الكئيب،وتلك الثروة الطائلة ؟!كنت في بيتي يوماً من الأيام..فشاهدت فيلماً تلفزيونياً معروضاً..وكانت قصته تتركز على حياة المجاهدين في سبيل الله تعالى بدولة فلسطين الشقيقة،وكيف كانوا يجدون لذّة في حياة الجهاد،ولذّة عند الموت لوجه الله..
عندها بدأت أقارن بين حياتي من أجل الشيطان،وحياتهم من أجل الله تعالى ..فشعرت بضيق شديد في صدري،فقمت وتوضأت وصليت ركعتين لوجه الله ..
• وماذا بعد ؟!حافظت على الصلاة في المنزل ولم أكن أذهب إلى المسجد حياءً من الناس..وعندما شاهدتني زوجتي وقد بدأ الخير يدخل إلى قلبي والنور يسطع في حياتي؛دعت عدداً من الشباب المتدينين ،فزاروني وبدأت في الاستماع لهم ، ومرافقتهم إلى المسجد وحلقات الذكر والقرآن..بل إننا بدأنا السفر إلى مدن أخرى لإلقاء المحاضرات ودعوة الشباب،وكنت أذكر لهم قصتي مع العذاب طوال هذه السنوات الأليمة ..
• هل تحب أن تذكر شيئاً آخر بهذا الخصوص ؟ّ!نعم أريد أن أركز على أمر هام ، وهو أنني بعد أن عدت من السفر من إحدى الرحلات الدعوية؛كنت مشتاقاً لرؤية أولادي ( الذين لم أشعر بطعم الحياة معهم)..ووالله إنني شعرت بأنها المرة الأولى التي أشاهدهم بها منذ سنين طويلة ..
• هل تريد القول بأنك توجّهت إلى النشاط الدعوي فقط ؟
ربما لاتصدقونني لو قلت بأنني عقدت العزم من اللحظة الأولى لتوبتي ،على أن أذهب إلى بلد إسلامي وأجاهد هناك وأموت في سبيل الله تعالى ،وقد كتبت وصيتي ،وجهّزن نفسي للسفر ..لكن إرادة الله كانت أقوى ولم أسافر..
• ماذا كتبت في الوصية ؟!كان فيها مجموعة من الأمور،لكنني ركزت فيها على ابني (بندر) وحذّرته من أن يسلك طريق العذاب الذي عانيت منه طويلاً ..
• هل أخذت أموالك وثروتك معك عندما عقدت العزم على الجهاد ؟!توقعت هذا السؤال منكم،لأن الثروة التي كنت أملكها تدعو إلى الحيرة والتساؤل ومراجعة النفس،كما أن الشيطان كان يأتيني بين الحين والآخر محاولاً إقناعي بالعودة إلى التهريب وعدم التفريط بكل هذه الأموال..
لكن لحظة الإيمان الصادق لايغلبها شيء،وإذا كان المجاهدون يضحون بأرواحهم لماذا لا أضحي أنا ( بعدد من الملايين ) !!
• عدد من الملايين ؟!نعم ملايين،لكنني بتوفيق الله جل وعلا ، أخذت زوجتي وأولادي في ساعة الفجر،وبعد أن صليت الفجر في المسجد..وأخذت معي ماتبقى لدي من البضاعة(بما قيمته أكثر من أربعة ملايين )،وأحرقتها في لحظة من السعادة لايمكنني نسيانها ..
• صف لنا الموقف أكثر !كان في جيبي فقط ( 150 ريالاً )،وكان الشيطان يرافقني طوال الطريق،ويحاول إقناعي بالرجوع،بحيث إن إحراق الأموال قد يضيع حياتي وحياة أولادي،وأنني لا أملك من الدنيا إلا هذه الثروة..
وبحمد الله وتوفيقه ،أحرقتها ،وضحكت ضحكة من كل قلبي شعرت بأن الهم قد خرج معها إلى الأبد ..
• وهل تركك أصدقاؤك من أهل المخدرات ؟
لم أدع لهم فرصة أصلاً..فقد أخرجت الهاتف من بيتي،وقطعت جميع اتصالاتي بهم،وبدأت أرافق الشباب إلى غالبية المدن والقرى والاستراحات ..وبدأت بمراجعة القرآن الكريم بحمد الله ..
• حدثنا عن المخدرات ومشكلاتها . المخدرات وأضرارها ليست بغريبة على أحد لكنني أركز على أمور هامة ..وهي أن الحبوب المخدرة قد أخذت بالانتشار كما تنتشر النار في الهشيم،ووالله إن لها علاقة بالهلوسة وقطع النسل وانتشار الأيدز وغيرها من الأمراض الخطيرة..ومن أجل هذا فإن المروجين أنفسهم لايمكن أن يتعاطوا هذه الأنواع المغشوشة ..فالحذر الحذر يامعشر الشباب والبنات ..
• وماعلاقة البنات بالأمر ؟!دعني أخبرك وبكل أسف بأن هناك ظاهرة أخرى خطيرة وهي انتشار المخدرات بين الفتيات خصوصاً في أيام الاختبارات..وكم من فتاة ضاعت حياتها بسبب الحبوب المخدرة !
تقبلوا تحيات
أبو صقر الزهيري
__________________