
قصة المثل المعروف ( زمة غليس )كما رواها الثقاة
التراث الشعبي يزخر بالكثير من القصص والقصائد الجميلة والتي يستفاد منها في تجارب الحياة اليومية
وتعتبر القصص والقصائد في التراث تايخ وسيرة لامم سابقة .. وفاكهة السمر والتعاليل .. ونحن في عصر العولمة والاتصال السريع لايمنع ان نرتكز على تراثنا ونحفظه .. سواء ما كان يمثل تاريخ قبيلة او سيرة فارس او حياة بادية وحاضرة وما يدور فيها من احداث وقصص .. وقد قيل في المثل ( افة العلم رواته ) وما يحدث من بعض الاشخاص والباحثين ان يتطاول على تاريخ امم سابقة او تحريف للتاريخ وتدليس في القصص اما جهل منه او محاولة النيل من خصومه او من يكون اعلى منه شانا وقدرا .. او ان يكون من هواة التسلق على اكتاف الاخرين ومحاولا بناء مجدا له على حسابه .. ولكن هذا المجد الزائف سرعان ما يسقط وينهار عند اول وقفة من اهل الاختصاص والعلم
والكثير من هولاء الباحثين عن الشهرة نقرا ونسمع عنهم هذه الافعال وترى ونسمع ردة الفعل من الاطراف الاخرى التي تلجم وتخرس المتطفلين .. وفي نهاية المطاف يبقون المتطفلين محل تندر وسخرية عند افراد المجتمع
واليكم قصة مثل معروف في الجزيرة العربية ... وهو ( لقطة غليس ) او ( زمة غليس ) كما عرفناها وقراناها في كتب التراث الشعبي ...
والقصة هنا كما ذكرها الكاتب المعروف : ناصر المسيميري في جريدة الجزيرة العدد 10165 في يوم الجمعة 26 ربيع الثاني عام 1421 هـ
http://iplog4.suhuf.net.sa/2000jaz/jul/28/zx5.htm
هذا المثل قديم جداً ويضرب لمن تعمل معه خيراً فيقابله بالشر (اتق شر من أحسنت إليه) غليس هذا شاب هرب من أهله وقبيلته فرافق رفاق السوء؛ فعاثوا في الأرض فساداً يسرقون وينهبون ويقطعون الطريق أخذوا ذات مرة إبلاً فلحق بهم اصحابها وقتلوهم وأخذوا الإبل وانصرفوا لكن غليس لم يمت وبقي في أنفاس معدودة مر به رجل وزوجته ومعهم بعض الإبل والأغنام فجلسوا عنده وأخذوا يعالجون جراحه حتى تماثل للشفاء ثم رحلوا به معهم وبقي عندهم يأكل ويشرب وينام.
أرادوا التخلص منه وطلبوا منه الابتعاد وأن يذهب إلى أهله لكنه رفض وفي غياب صاحب البيت راود المرأة عن نفسها, فقالت: اصبر يومين وهي تريد أن تحتال عليه بحيلة تتخلص منه بها جاء زوجها فأخبرته أخذ زوجها الحيطة والانتباه لكن هذا الشرير غدر بزوجها وهو نائم فقتله فلما سمعت الزوجة طلقات البندقية فزعت وركبت الفرس وهامت على وجهها طوال الليل وهي لا تدري إلى أين هي ذاهبة, فلما طلعت الشمس وإذا هي قريبة من النزل عمدت إلى أحد بيوت الشعر ورمت نفسها عندهم وبعد أن استراحت قليلاً أخبرت أصحاب البيت بقصتها, فقال صاحب البيت وهو شيخ كبير السن وعنده خمسة من الأولاد وإبلاً وخيلاً وأغناماً: ما أوصاف هذا الرجل المجرم الذي عمل كذا وكذا فلما وصفته لهم وإذا هو ابنهم الهارب قبل سنة فقال الشيخ لأولاده اذهبوا مع أثر الفرس فإن وجدتموه أقتلوه واحضروا المواشي التي استولى عليها, ذهبوا وفعلاً وجدوه وعنده المواشي والبيت فهجموا عليه وقتلوه وخلصوا الناس من شره ثم جاءوا بالأغنام والإبل والبيت ثم نصبوا البيت بجوارهم وأسكنوا فيه المرأة وردوا إليها مواشيها وأحسنوا إليها وجعلوها معززة مكرمة وصار الناس يتناقلون هذه القصة ويضربون المثل (لقطة غليس) وفعلاً اتق شر من أحسنت إليه.