هؤلاء هم الشعراء الذين نحن في أمس الحاجة لهم، ليس أولئك -الذين نسأل الله أن يهديهم ويردهم إليه ردا جميلا- شعراء محاورة وتصفيق .. شعراء استهزاء وكذب، كانوا عالة على مجتمعهم ، يلمزون الناس ويبحثون عن عيوبهم ، أو أولئك الذين استخدموا هذه الموهبة في فنون الغناء والميوعة ، نشروا الفساد وضيعوا الشباب، نسأل الله أن يهديهم أو ينزع عنهم هذه الموهبة ( موهبة الشعر) حتى لايفسدوا مجتمعنا ولعلهم يعلموا أنما هي والله امتحان من الله لهم ، ولم تأتي من قوتهم أو استطاعتهم..
ولعل شعراءنا يتأثرون بهذا الحدث ويقتدوا بشعراء رسول الله صلى الله عليه وسلم لننظر لهذه القصة العجيبة ونتمعن فيها لنستفيد ما تحويه من أحداث، ونرفع الهمة عن السقوط في ما لايرضي الله ولا رسوله.. ونجعل شعرنا في خدمة الإسلام والمسلمين:
فعَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمٰنِ عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللّهِ قَالَ: «اهْجُوا قُرَيْشاً. فَإِنَّهُ أَشَدُّ عَلَيْهَا مِنْ رَشْقٍ بِالنَّبْلِ» فَأَرْسَلَ إِلَىٰ ابْنِ رَوَاحَةَ فَقَالَ: «اهْجُهُمْ» فَهَجَاهُمْ فَلَمْ يُرْضِ. فَأَرْسَلَ إِلَىٰ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَىٰ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ. فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ، قَالَ حَسَّانُ: قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تُرْسِلُوا إِلَىٰ هَذَا الأَسَدِ الضَّارِبِ بِذَنَبِهِ. ثُمَّ أَدْلَعَ لِسَانَهُ فَجَعَلَ يُحَرِّكُهُ. فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لأَفْرِيَنَّهُمْ بِلِسَانِي فَرْيَ الأَدِيمِ. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ : «لاَ تَعْجَلْ. فَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ أَعْلَمُ قُرَيْشٍ بِأَنْسَابِهَا. وَإِنَّ لِي فِيهِمْ نَسَباً. حَتَّىٰ يُلَخِّصَ لَكَ نَسَبِي» فَأَتَاهُ حَسَّانُ. ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللّهِ قَدْ لَخَّصَ لِي نَسَبَكَ. وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لأَسُلَّنَّكَ مِنْهُمْ كَمَا تُسَلُّ الشَّعْرَةُ مِنَ الْعَجِينِ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ يَقُولُ لِحَسَّانٍ: «إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ لاَ يَزَالُ يُؤَيِّدُكَ، مَا نَافَحْتَ عَنِ اللّهِ وَرَسُولِهِ». وَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ يَقُولُ: «هَجَاهُمْ حَسَّانُ فَشَفَىٰ وَاشْتَفَىٰ». قَالَ حَسَّانُ:
هَجَوْتَ مُحَمَّداً فَأَجَبْتُ عَنْهُ وَعِنْدَ اللّهِ فِي ذَاكَ الْجَزَاءُ
هَجَوْتَ مُحَمَّداً بَرًّا حنيفاً رَسُولَ اللّهِ شِيمَتُهُ الْوَفَاءُ
فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَهُ وَعِرْضِي لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ
ثَكِلْتُ بُنَيَّتِي إِنْ لَمْ تَرَوْهَا تُثِيرُ النَّقْعَ مِنْ كَنَفَيْ كَدَاءِ
يُبَارِينَ الأَعِنَّةَ مُصْعِدَاتٍ عَلَىٰ أَكْتَافِهَا الأَسَلُ الظِّمَاءُ
تَظَلُّ جِيَادُنَا مُتَمَطِّرَاتٍ تُلَطِّمُهُنَّ بِالْخُمُرِ النِّسَاء
فَإِنْ أَعْرَضْتُمُو عَنَّا اعْتَمَرْنَا وكان الْفَتْحُ وَانْكَشَفَ الْغِطَاءُ
وَإِلاَّ فَاصْبِرُوا لِضِرَابِ يَوْمٍ يُعِزُّ اللّهُ فِيهِ مَنْ يَشَاءُ
وَقَالَ اللّهُ: قَدْ أَرْسَلْتُ عَبْداً يَقُولُ الْحَقَّ لَيْسَ بِهِ خَفَاءُ
وَقَالَ اللّهُ: قَدْ يَسَّرْتُ جُنْداً هُمُ الأَنْصَارُ عُرْضَتُهَا اللِّقَاءُ
لَنَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ مَعَدَ سِبَابٌ أَوْ قِتَالٌ أَوْ هِجَاءُ
يَهْجُو رَسُولَ اللّهِ مِنْكُمْ وَيَمْدَحُهُ وَيَنْصُرُهُ سَوَاءُ
وَجِبْرِيلٌ رَسُولُ اللّهِ فِينَا وَرُوحُ الْقُدْسِ لَيْسَ لَهُ كِفَاءُ )رواه مسلم
__________________
إن وجودَنا هنا في هذه الشبكة( اسمعوها جيدا) لنكون قدوة للقبائل في تعاوننا وتلاحمنا وتكاتفنا..لنكون قدوة للقبائل في كل أمر حميد في الشرع أو العُرف.