
أسباب العداء وتاريخه وشدة هذا العداء
[grade="0000FF DC143C 4B0082 4B0082 B22222"]بسم الله الرحمن الرحيم
أسباب العداء وتاريخه وشدة هذا العداء
العداء بين الإنسان والشيطان عجاء بعيد الجذور , يعود تاريخه إلى اليوم الذي صور الله فيه آدم , قبل أن ينفخ
فيه الروح , فأخذ الشيطان يطيف به , ففي صحيح مسلم عن أنس : أن رسول صلى الله عليه وسلم قال :[لما
صور الله آدم في الجنة ,تركه ما شاء الله أن يتركه , فجعل إبليس يطيف به , ينظر ماهو, فلما رآه أجوف ,
عرف أنه خلق خلقا لا يتمالك]
فلما نفخ الله في آدم الروح , وأمر الملائكة بالسجود لأدم , وكان إبليس يتعبد الله مع ملائكة السماء فشمله الأمر
والكنه تعاظم في نفسه واستكبر , وأبى السجود لأدم{قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ
خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ }الأعراف12لقد فتح أبونا آدم عينيه , فإذا به يجد أعظم تكريم , يجد الملائكة ساجدين
له , ولكه يجد عدوا رهيبا يتهدده وذريته
بالهلاك والإضلال .
وطرد الله الشيطان منجنة الخلد بسبب استكباره , وحصل على وعد من الله بإبقائه حيا إلى يوم القيامه :13} قَالَ
أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ{14} قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ{15}
وقد قطع اللعين على نفسه عهدا بإضلال بني آدم قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ{16} ثُمَّ لآتِيَنَّهُم
مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ{17}
وقوله يصور مدى الجهد الذي يبذله لإضلال ابن آدم , فهو يأتيه من كل طريق , عن اليمين وعن الشمال , ومن
الأمام ومن الخلف , أي من جميع الجهات , قال الزمخشري في تفسير هذه الآية : (ثم لآتينهم من الجهات ,
الأربع التي يأتي منها العدو في الغالب , وهذا مثل لوسوسته اليهم , وتسويله لهم ما أمكنه وقدر عليه كقوله :
وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا
يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً{64}
تحذير الرحمن من الشياطين
وقدأطال القرآن في تحذيرنا من الشيطان لعظم فتنته , ومهارته في الإضلال , ودأبه وحرصه على ذلك .
يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ
وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ{27}
وقال : إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ{6}
وقال : وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِّن
دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً{119}
وعداوة الشطان لا تحول ولا تزول , لأنه يرى أن طرده ولعنه وإخراجه من الجنة كان بسبب أبينا آدم , فلا بد أن
ينتقم من آدم وذريته من بعده : قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ
قَلِيلاً{62}
وأرباب السلوك اعتنوا بذكر النفس وعيوبها وآفاتها , ولكنهم قصروا في التعرف على عدوهم اللدود .[/grade]
[grade="FF4500 DC143C FF0000 B22222 FF1493"]أخوكم عبدالرحمن[/grade]