
خمس بنات .. إلى ..أين .. ذا هبات ؟؟
•
• خمس بنات ...إلى أين ذا هبات
•
• :سعد أبو حيمد سعد أبو حيمد
( الجزء الأ ول )
الزواج ....الجامعه ..
. .الو ظيفة ...الزواج
معادلة ( سايسيو لوجية ) أو رياضية لا يعلم إلا الله , ماذا ينتظر المرأة .من خلا لها ؟
المرأه : ما هو دورها ؟ و,ما هو واجبها ؟ , هل تعليمها ضروري ؟ وهل هو واجب ؟ أم أنه ترف ؟ ماهي أولو ياتها ؟ ما هي إ هنما ماتها ؟ الزواج ؟ بيت الأ سرة ؟ التعليم الجامعي ؟ التعليم المتوسط أو الوظيفة ؟
هل نجاحها في التعليم أو الوظيفة له إنعكاس سلبي على دورها الأ سري ؟ أي الزواج وإدارة المنزل وتربية الأ طفال ؟,, وهل الإ ستمرار في سبيل الحصول على التعليم العالي , أي الددكتوراه وما بعدها , والذي يتطلب زمنا غير قصير والذي أيضا قد يقلل من فرص الزواج ؟ و الذي كذلك هو مآل المرأة الطبيعي كسنة الحياة ؟ أحد علماء الإ جتماع يقول : لا قاعدة يمكن أن يبنى عليها في هذا الشأ ن ., لأن هناك ظروف وأحوال تختلف بإ ختلا ف البيئة , والوسط , والعادات والتقاليد , وحتى الزمن .إذ يمكن أن تنجح – في بعض الأ حوال – المرأة في الجمع بين الوظيفة والزواج , والتعليم والزواج .. ويضيف عالم الإ جتماع : أن تعليم المرأة أمر ضروري جدا ,على أن لا يلغي دورها الطبيعي ,
خضم من النظريات والآ راء التي لا نهاية لها , ولكن قد نجد بعض الإ جابة من الحالات والأ مثلة , لو تتبعنا سيرة ( البنات الخمس ) اللاتي سنذهب خلفهن ونرى ماذا حدث وماذا جرى ,
فدعونا نذ هب إلى بيت أبي عامر : والد البنات , وهو الفلاح النشط والناجح في عمله , سعيد هلال : يملك مزرعة كبيرة في إحدى قرى نجد , له ولدان , عامر وعبد الله وعدد من البنات اللاتي منهن ماهو موجود ومن سيوجد , ليكتمل عددهن خمسا , القرية يوجد بها مدرسة بنين واحدة , وقد أرسل سعيد ولديه إليها للدراسة , غير أنه بعد سنتين فتح مدرسة للبنات , وراح سكان القرية يدخلون بناتهم في المدرسة , أما سعيد فلم يدخل أحدا من بناته في المدرسة , سعيد أمي , ولكنه يحفظ الكثير من سور القرآن والأ حاديث , وذلك نتيجة لتردده على المسجد والإ ستماع للأمام , وفي إ عتقاده أنه لاضرورة لدخول البنات في المدارس , وأنهن سيأ خذن أمور دينهن من أمهاتهن , وعلل ذلك بأن امهاتهن وجداتهن لم يدخلن مدارس ومع ذلك فقد نجحن في تربية أ طفالهن وشئون بيوتهن , ولكنه يعود ويقول : صحيح هناك بعض الأ مور الدينية , التي لا نستطيع أنا أو امهن , توصيلها لهن . وشيء آخر , يقول سعيد : وهو يحدث نفسه : إنني أ خشى أن تتحسس بناتي ويشعرن بالغيرة من بنات القرية , اللواتي يذهبن للمدرسة , وهن يلبسن ثيابا خاصة ويحملن الحقائب المملوءة بالكتب , إذ ربما تتسائل بناتنا , لما ذا لا نذهب للمدرسة كما تذهب البنات الأ خريات ؟ ويتابع سعيد الحديث مع نفسه , ويبدو أن التردد لد يه قد تراجع , ويقول : صحيح ما هناك ضرر ولا خطر , كما أن المدرسة قريبة من بيتنا , وأنها لا يدخلها رجال , والأ هم من هذا كله أن المدرسة سترسخ العلوم الصحيحة وتثبت العقيدة في أذهانهن , وتعلم البنات النظافة وطاعة الوالدين , لقد سألت المطوع الذي أخبرني بالمعلومات التي ذكرتها , وقال لي : أدخل البنات في المدرسة , لأ ن لها مستقبل طيب , وعاد سعيد إلى البيت , و اخبر زوجه أم عامر بعزيمته على إدخال البنات في المدرسة , وفوجئت أم عامر فهي لم تكن مقتنعة بتدريس البنات , لكن أبا عامر أقنعها , وأخبرها بما قال له المطوع .. ..
وهكذا قرر سعيد هلال إدخال بناته في المدرسة , وكانت إبنته الكبرى ( عائشه ) قد تجاوزت السابعة , أما خديجه فقد كانت في السا دسة , وسجل البنتين في المدرسة , وتوالى بعدذلك إ ادخال بقية بناته , كلما بلغن السن النظامية , وتمضي الا يام ويتطور التعليم في القرية , بنين وبنات , ويصبح بالقرية متوسطة وثا نوية , ويواصل أولا د سعيد هلال الدراسة بنين وبنات , وينهي عامر وعبد الله الثا نوية , ويلتحقان بالجا معات بالرياض , ويأتي بعد ذلك دور البنات , وأولا هن عائشه التي أنهت الثانوية بتفوق , ما جعلها تتطلع إلى ما بعدها من دراسات عليا , فقد تأ ثرت ورغبت بمو اصلة التعليم , ولكنها لا تدري إلى أي تخصص تذهب , ولكن عددا من صديقا تها وزميلاتها بالمدرسة كن ينوين ويتطلعن إلى دراسة الطب , وكن يرددن : لما ذا لا يكون هناك طبيبات سعوديات ؟ وجاءت عائشة إلى والدها لتأ خذ رأيه , وموافقته , على إلحاقها بكلية الطب , كان والدها رغم أ ميته قد تفهم أ همية العلم , وذلك بعد ما شاهد آ ثاره على بنيه وبناته , قالت عائشة لوالدها : يا والدي أ حسن الله إليك , إنني كما تعرف كنت من المتفوقات بالثانوية , وإنني أشكرك على عنايتك بي وبإ خوتي وتشجيعنا على الدراسة , وأ ود أن أقول : إنني بعد ما ذقت حلاوة العلم , فإ نني أطمع بالمزيد منه , لذا فقد فكرت - وبعد إذنك –أن أدرس الطب وذلك لأ ن درجاتي (95%) تؤهلني أولا : وثانيا لأ خدم وأسهل على بنات جنسي معا ناتهن وإحراجهن وإ ضطرارهن لموا جهت الأ طباء الرجال, ذلك لأن من عاداتنا وتقاليدنا بل ومن ديننا أن من الأ فضل- قدر الإ مكان - أن تعالج المرأة إمرأة مثلها : أي طبيبة , فما ذا ترى ياوالدي ؟ قال سعيد لإ بنته : أ حسنت يا عائشة , لقد كان قولك لبق ومنطقي وصائب, ولكن قبل ان اجيبك ,أخبريني لما ذا سميتك عائشه : ؟ قالت " ياوالدي أجزل الله لك الأ جر , وهل يخفى قصدك ومرادك ؟ حين إخترت إسم الصديقة إبنة الصديق ؟ وزوج رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ؟ يا والدي لقد تتبعت سيرتها وصلا حها , وقرأ ت الكثير من الأ حاديث التي روتها , والتي يعتمد عليها علما ؤنا وفقها ؤنا , قال والدها : أحسنت يا عائشة , ولك ما طلبت , وسنسعى لإ لحاقك بالكلية .
. وبعد عائشة هذه خديجة , والتي أنهت الثانوية أ يضا , وكانت علا ماتها عاليةكذلك , وقالت لوالدها : ياوالدي إنني أقدم لك الثناء والشكر , مثل شقيقتي عائشة , ولوالدتي أيضا التي كانت تخدمنا وتؤ من لنا كل ما يريحنا , قالت خديجة لوالدها : ياوالدي لقد بهرتني معلمة العلوم , فقد كانت ملمة وبارعة في عرض ما تحتويه الطبيعة من أشجار ونباتات , وبذور وما بها من منافع كامنة والتي استطاع الإ نسان ,أن يستخرج الكثير منها , لما ينفع الناس من أدوية وعلا جات , لذا فإ نني – بعد إذنك – أود أن أدرس علم الأ دوية ( الصيدلة ) ليصبح بيني وبين شقيقتي التكا مل في خد مة بلدنا , قال والد خديجة : أحسنت يا خديجة , فلقد صدقت بما قلته عن الطبيعة , وما فيها وماتنوين من التكامل مع شقيقتك في خدمة البلد والاهل . فلا مانع عندي وقبل ذلك , كما سالت عائشه اجيبيني لماذا سميتك خديجه ؟ قالت : يا والدي احسن الله اليك واثابك , انها ام المؤمنين خديجه بنت خويلد رضي الله عنها واول زوجة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم واول من امن به وصدقه وتنبأ له بمستقبل باهر
. وبقي سعيد ينتظر بناته الثلاث : فاطمه واسماء وساره . ولكن هناك مشكلة تؤرقه ,انه يسكن في قريه والجامعات في مدينة الرياض , فكيف يوفق بين الدراسه في الجامعه وبين العمل في المزرعه؟ وهي مورد رزقه . سعيد الان في نهاية الاربعين وبداية الخمسينات والعمل في المزرعه شاق ومتعب . وكان احد اقارب سعيد الذي يعمل في حقل العقارات , قريبه هذا قد نصحه بان يبيع المزرعه التي اصبح لها سعر عالي , يزيد عن اربعة ملايين , نصحه بان يبيع المزرعه وينتقل الى الرياض ويشتري قطعة ارض ويبني عليها عقارا استثماريا , لان العقار له مستقبل جيد ودخل ثابت و مربح , وتذكر سعيد هذه النصيحه وراح يتبادل الراي مع زوجته منيره ام عامر , وكان راي زوجته , ان هذا الراي صائب , وقالت : مادمنا ملتزمين بادخال بناتنا في الجامعات , فلابد لنا من الانتقال الى الرياض ..
باع سعيد المزرعه باربعة ملايين وانتقل الى الرياض واشترى قطعة ارض في احد الاحياء واقام عليها عمارتين وعلى قدر ما معه .
وهنا في الرياض انهت ابنة سعيد الثالثه اسماء الثانويه وقد حددت اتجاهها الدراسي , حيث اخبرت والدها وبررت ذلك بان معلمة الجغرافيا قد شرحت لهم شرحا جيدا عن الارض وطبقاتها ومكوناتها , وانها مصدر لكل الثروات ود للت على ذ لك بالبترول والذهب والنحاس وغير ذلك كما ان الارض مكان للزراعه , و هي التي تمد البشر بالغذاء . وتابعت اسماء مبرراتها وقالت : ان الجغرافيا توضح للطالب أ قسام الأ رض من ماء ويابسة , ودول وقارات ومحيطات , قال والد اسماء : كفى كفى يا أسماء ولا بأ س سنلحقك بجغرافيا الكلية , وضحكت أ سماء وقالت : كلية الجغرافيا , يا والدي وليس جفرافيا الكلية , قال : إنكم تقولون : يامتعلمين , إن الصفة تسبق الموصوف قالت: هذا في اللغة الإ نجليزية فقط يا والدي , ومع ذلك هذا أنت قد عرفت شيئا من اللغة الإ نجليزية , وأ نت لم تتعلمها , قال : ألا يكفي بضع عشرة سنة وأنا أ سمعكن ترددن مثل هذه العبارات ؟وقال : :يا أسماء , أود أن تخبريني مثل أختيك لما ذا سميتك أسماء ؟ قالت يا والدي إ نني أغبطك على ثقافتك العامة التي إ كتسبتها وأ نت لا تقرأ ولا تكتب , أما أسماء فهي أشهر من نار على علم , فمن لا يعرف ذات النطاقين . إنها إبنة الصديق رفيق الرسول في الغار , والتي كانت ترعى الغنم وتمد الرفيقين في الغار باللبن , قال أ حسنت ولك ما طلبت ,
وبعد أ سماء هذه ساره وقد أنهت الثا نوية , وكان لها ميول وشوق , لمعرفة أخبار الأ مم و العالم وما حدث فوق الأ رض من أ حداث , فقد إ ستمالنها أ ستاذة التا ريخ حين راحت تشرح وتعدد أخبار الأ مم والممالك , وراحت تحكي لوالدها , عن العرب العاربة والعرب المستعربة , وعن قوم نوح وعاد , وصالح , وعن الفراعنة والر ومان والفرس , وعن وصول أبونا إ براهيم عليه السلام ا لى مصر , وقالت لوالدها إن أكثر ما شدني هو ما ذكرته الأ ستاذة عن الفتوح الإ سلامية , وخاصة في عهد الفاروق رضي الله عنه , ومعه الصحابة وأ بطال التاريخ مفل : خالد إبن الوليد , وسعد بن ابي وقاص وغيرهم, قال سعيد : ما شاء الله كل هذه المعلومات أخذتها في المدرسة ؟ قالت نعم , وفي الجامعة المزيد , إن شاء الله , قال : لقد أحسنت بارك الله فيك , والا ن أ خبريني على من سميتك ( ساره ) ؟ قالت : إنه التاريخ لقد أخبرنا :أنها زوج سيدنا :خليل الله إبراهيم عليه السلام , قال هذا صخيح , ويبدوأننا نبيع الماء في حي السقايين , وقال لك ما طلبت ,, وأ خيرا هذه فاطمة إبنة سعيد الخامسة , جاءت لوالدها وهي تتلو الآ ية الكريمة : ( ومن يبتغ غير الإ سلام دينا فلن يقبل منه ) وقالت : يا والدي : أنت رغم أميتك إلا أنك تتفهم الإسلام عقيدة ومنهجا , وأنك تحفظ الكثير من سور القرآن , ياوالدي لقد إخترت الدراسات الإ سلامية , لإ تعمق في فهم الإ سلام وساحاته الغنية بالهداية والعدل , وكل مافيه خير الإ نسان .. قال والدها : أحسنت يا فاطمة , وأ رجولك الصلاح والتوفيق , إلى طريق الخير الذي إخترتيه , وقبل إنصرافك : ماهي فاطمة التي سميتك عليها ؟ قالت : يا والدي من لا يعرف إبنة المصطفى عليه الصلاة والسلام : إنها فاطمة أم الحسنين , وزوج الخليفة علي إبن أبي طالب كرم الله وجهه ,
وهكذا علمنا اين ذهبت البنات الخمس وماذا كان اتجاههن وتخصصاتهن , ممايبدوانهن قد اخترن طريق التعليم العالي , ولكننا سنتابع تفاصيل مسيرتهن بعد حصولهن على الشهادات