
لــيــســكــن إلــيــهــا
قال الله تعالى
{ ليسكن إليها }
أي: ليأنس بها ويطمئن
إن وضع الزوج رأسه تارة على صدر زوجته
وأخرى في حجرها ، ليجد في دفئها ما يمتص هموم الحياة
كما كان يفعل ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو جزء من الفهم العميق للحياة الزوجية
ومن تأمل كلمة
( السكن )
وجد أنها سر الكون الذي هدى إليه القرآن في العلاقة بين الرجل والمرأة ، ولذا كان الهدف الرئيس
للمرأة في الحياة - بعد حق الله - أن تتعلم كيف تكون سكنا لزوجها وأسرتها ، فطبيعة العلاقة بين الرجل
والمرأة في الإسلام هي علاقة تكاملية لا تنافسية ، فحواء لم تخلق كما خلق آدم ، بل خلقت منه
قال الله { وخلق منها زوجها }
فإن ظلمها فإنما يظلم قلبه
وإن نشزت واسترجلت فما أبشعه من منظر!!
وقد أثبت العلم الحديث أن المرأة إذا تشبهت بالرجال في:
اللباس
أو الحركات
أو طريقة المشي
أو نوع الرياضة
فإن هذا يؤدي إلى زيادة هرمونات الذكورة لديها فيحصل لها الانحراف والشذوذ ، لذا يقولون:
" كن أسدا في غابتك "
ويقولون " احذرها إنها متسلطة "
...عبارات يؤز بها بعضهم الشباب المقبلين على الزواج ويحرضونهم على زوجاتهم وكأنهم مقدمون
على معارك وقتال ، وليس إلى سكن ومودة ورحمة ، سبحان الله!!
أين مفهومنا لقوله:
{ وعاشروهن بالمعروف }
وقول الحبيب ـ عليه الصلاة والسلام ـ
" استوصوا بالنساء خيرا "
وقوله " وخيركم خيركم لأهله "؟!
هذه من وصايا القرآن وإرشادات السنة
لذا ينبغي أن نتعامل مع الزوجة كما أمر الله
{ وعاشروهن بالمعروف }
فمن أعظم المعروف كلمة حلوة تنفذ إلى قلب المرأة فتروي عطشها ، ولكن المحروم منا - معاشر الأزواج -
من يصاب بجفاف الريق بسبب هبوط نسبة ( السكر ) لديه ، فما يلفظ إلا قوالب الثلج!
لذا ثبت عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنه قال
" ما أحب أن أستنظف حقي عليها ؛ لأن الله يقول:
{ وللرجال عليهن درجة }
تلك الدرجة إشارة إلى حض الرجال على حسن العشرة والتوسع للنساء في المال والخلق".
ثم قال ابن عطية – معلقا -
" أي أن الأفضل ينبغي أن يتحامل على نفسه ، وهذا قول حسن بارع "
يا أيها الزوج وصف الله ميثاق زوجتك عليك فقال:
{ وأخذن منكم ميثاقا غليظا }
وقال عن ميثاقه مع رسله:
{ وأخذنا منهم ميثاقا غليظا }
فسبحان الله كيف تشابها في الوصف؟
أيها الرجل: إياك لا تعبث بالنار!!
و