من الطبيعي أن نجد الأطفال موفوري النشاط، دائبي الحركة، كثيري الأسئلة، يحبون اللعب، ويتفاعلون مع الأطفال الآخرين المقاربين لهم في العمر، وقد يضيق بعض الناس بهذه الحركة، وبهذا النشاط، ويحلمون بأطفال ساكنين هادئين، لا يصدر منهم صوت، ولا ينتج عن لعبهم خسائر، لكن الحقيقة أنهم بذلك إنما يحلمون بأطفال لديهم مشكلات نفسية، لأن لكل مرحلة من النمو حاجاتها ونشاطها، فإذا كان هناك خلل في هذا النشاط، فلابد من التوقف الفوري، لبحث الدوافع وراء هذا السلوك غير الطبيعي.
الطفل الانطوائي:
هو ذلك الطفل الذي لا يحب اللعب مع جماعة الأقران، وغالبا ما يعاني هذا الطفل من توترات داخلية. فالتعامل بحدة وعنف وانفعال زائد مع الطفل، وبخاصة هؤلاء الأطفال ذوي النفسية الحساسة، قد يكون السبب في هذا التوتر الذي يعتري نفسية الطفل. ومن صور التعامل الحاد مع الطفل: تعريضه للعقوبة القاسية، كالضرب، أو التحقير. فيسلك الطفل سلوكا عدوانيا عنيفا نحو الآخرين، إذا تم التعامل معه بهذه الطريقة الحادة. أو ينكفئ على نفسه، وينطوي عليها، فتهتز ثقته بنفسه، وتظهر عليه أعراض الخجل المرضي. كما إن مشاعر الغيرة التي قد تعتري الطفل، ولا يحسن الوالدان التعامل معها، قد تكون أيضا سببا قويا لهذا الانطواء. وكذلك كثرة الأوامر والنواهي للطفل الصغير، خاصة تلك التي تتسم بالتعنت، قد تكون سببا أساسيا في هذا التوتر الذي يصيب الطفل.
أما الإشارات الخطرة التي تجعلنا ننتبه إلى أن الطفل يعاني من مشكلة الانطواء فكثيرة. نذكر منها:
ـ التأتأة والتلعثم.
ـ قضم الأظافر، والحركات المتعمدة، كرمش العين، وفرك اليدين، وهز الساقين.
ـ عدم الرغبة في مشاركة الأطفال الآخرين اللعب، وربما الخوف من الاقتراب منهم.
ـ الخجل الشديد عند حضوره مواقف اجتماعية، خاصة الجديدة منها.
منقول للفائدة
__________________
شكر خاص لإبن خضير على التوقيع