
باريس تخير البشير بين التنحي أو المحاكمة
[frame="2 80"]
باريس تخير البشير بين التنحي أو المحاكمة
السبت 09, يناير 2010
لجينيات - كشفت مصادر دبلوماسية عن مبادرات غربية تقودها فرنسا لدفع الرئيس السوداني عمر البشير للتنحي عن السلطة وعدم خوض الانتخابات المقبلة مقابل عدم تقديمه الى محكمة الجنايات الدولية في مزاعم تتعلق بجرائم حرب في دارفور وضمان إقامته في دولة عربية.
ونقل عن مصادر دبلوماسية مطلعة، أن فرنسا ودولة أخرى عربية يدعمان اتجاهاً لحض البشير على عدم ترشيح نفسه في الانتخابات المقبلة ، وتقديم استقالته من الحكومة لتفادي قرار يتوقع صدوره من مجلس الأمن في حق البشير بالمصادقة على طلب محكمة الجنايات الدولية بتسليم البشير "بتهم ارتكاب جرائم حرب في دارفور".
كانت العلاقات بين الخرطوم وباريس قد شهدت توترا الشهر الماضي في أعقاب القرار الذي اتخذه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بتأجيل القمة الفرنسية الافريقية "الفرانكفونية" عن الموعد المقرر لها ونقلها من شرم الشيخ الى باريس لإغلاق الباب أمام مشاركة البشير في القمة.
وجاء الاعلان عن الزمان والمكان الجديدين لانعقاد القمة الافروفرنسية، بعد قمة فرنسية مصرية جمعت الرئيس المصري حسني مبارك وساركوزى بباريس، وهى القمة التى كانت فرنسا تضع عليها آمالا كبيرة فى تليين الموقف المصرى الصلب تجاه حضور البشير للقمة.
ومارست باريس ضغوطا دبلوماسية خلال الاشهر الماضية كى تتراجع القاهرة عن دعوة البشير لحضور القمة، حيث أوفد ساركوزي وزير الداخلية الفرنسي بريس هورتفو إلى القاهرة في اكتوبر/تشرين الاول الماضي لمحاولة اقناع مبارك بإلغاء الدعوة وفشل موفد ساركوزى فى ذلك.
وكانت مسالة مشاركة البشير، الذي صدرت مذكرة توقيف دولية بحقه لاتهامه بارتكاب جرائم حرب في دارفور، طرحت معضلة دبلوماسية لباريس والقاهرة خلال الشهور الأخيرة.
وأوضحت القاهرة انه لا يمكنها الامتناع عن دعوة البشير، أما فرنسا التي تدعم المحكمة الجنائية الدولية بقوة فلم يكن بامكانها في المقابل الموافقة على مشاركة الرئيس السوداني في هذه القمة.
ونصحت الخرطوم على لسان الناطق باسم الخارجية السودانية معاوية عثمان خالد، باريس بضرورة مراجعة سياساتها ومواقفها المتعنتة من السودان (الآن أكثر من أي وقت مضى) كما عليها أن تدرك أن هنالك شراكات جديدة بدأت تتشكل في إفريقيا مثل الصين وإفريقيا، روسيا وإفريقيا، أمريكا اللاتينية وإفريقيا وهي شراكات بعيدة عن كل الآثار الاستعمارية وتبشر بإحداث نهضة كبيرة وحقيقية في إفريقيا يحتاجها المواطن الإفريقي.
وقال معاوية إن الموقف الفرنسي سيزداد عزلة يوما بعد الآخر في مقابل الموقف الإفريقي المتماسك وسيمتد أثر هذه المواقف الفرنسية غير المُتعقِّلة التي تلقي بصخور جديدة على مسار التسوية السلمية في دارفور سيمتد أثرها السالب إلى كل الحزام الإقليمي للسودان من ناحيته الغربية.
أ ف ب[/frame]