اذا عرف السبب بطل العجب ...
مقال جميل كتبه فواد الهاشم في جريدة الوطن الكويتية يوم السبت 24/5/2008
ماذا حدث في «طائف ـ الدوحة»؟!!
.. اسعدني كثيرا ـ واضحكني اكثر ـ ان موضوع «حلاقة نصف شاربي» ـ الذي اعلنت نيتي على تنفيذه يوم الاربعاء
الماضي في حالة نجاح الوساطة القطرية للازمة اللبنانية ـ قد ألهب الفضائيات العربية ـ بما فيها اللبنانية المحسوبة على
المعارضة ـ وكذلك عدد من وكالات الانباء التي اتصلت على هاتفي النقال لتسأل وتستفسر عن «ردة فعلي»
تجاه «نجاح» المفاوضات، بل ان المقال ـ ذاته ـ جرى تصويره وتوزيعه على اعضاء الوفد اللبناني من موالاة ومعارضة
داخل فندق «شيراتون الدوحة»، مما جعل موضوع حلق «نصف الشارب» يقترب من شهرة صورة نجمة الاغراء الامريكية
الراحلة «مارلين مونرو» التي تبدو فيها ـ بفستانها الابيض ـ وهي تقف على احدى فتحات الهواء الساخن لمترو نيويورك
الذي اطار فستانها الى اعلى وظهرت وهي تحاول ـ جاهدة ـ ان تخفي.. مفاتنها! و.. الآن، عودة الى الجدية،
ومعرفة.. «ماذا حدث في اتفاق ـ طائف الدوحة ـ هذا»؟!
.. الحالمون بالسلام الدائم في لبنان ـ وانا منهم ـ عليهم ألا يفرحوا كثيرا بـ «حفلة ـ التبويس» التي شاهدناها جميعا على
الفضائيات والاخوة ـ الاعداء يطبعون توقيعاتهم الغالية على اتفاق «طائف الدوحة» الجديد، وعلينا ان نستذكر
حفلة «التبويس» المماثلة التي تبادل فيها رئيس واعضاء حركة «حماس» القبلات مع رئيس واعضاء حركة فتح، واين؟!
حين وقعوا على اتفاق مماثل لاحلال السلام بينهما في مكة المكرمة وتحت استار.. الكعبة! فماذا حدث بعدها؟ والى اين
وصل هؤلاء «الاشقاء» في عدائهم ضد بعض.. اليوم؟! على طريقه «الفلاش باك» ـ في الافلام العربية القديمة ـ دعونا
نرجع بضعة اسابيع الى الوراء وننشر جدلا دار داخل مجلس الوزراء الاسرائيلي بدأته وزيرة الخارجية السيدة «تسيبي
ليفني» حين ادارت وجهها نحو «ايهود اولمرت» وتحدثت معه ـ بغضب وبلهجة قاسية ـ بعد ان اقترح مبادرته للسلام مع
سورية مقابل عودة الجولان فقالت.. «خبرتك السياسية كرئيس وزراء لا تتجاوز خبرتك كرئيس بلدية سابق، اما انا، فقد
عملت كضابطة في جهاز الاستخبارات ـ الموساد ـ واعلم جيدا ان هذا النظام النازي في سورية، والذي جعل شعبه يفرح
بزيادة خمسة أو عشرة دولارات شهرية في رواتب موظفيه ويقيم احتفالا رسميا من اجل افتتاح جهاز السحب الآلي في
جدار احد المصارف ونحن في الالفية الثالثة، يجب ألا نمنحه مكافأة أو حتى وعداً.. بها، ولا يستحق ان نغضب رئيس دولة
حليفة مثل امريكا من اجلها»!! رئيس الوزراء الاسرائيلي ذهب في مشروعه بعيدا مع الاتراك ووساطتهم حول المفاوضات
مع سورية، واجتمع الوفد السوري برئاسة احد كبار موظفي ديوان رئاسة الجمهورية مع مستشارين من الخارجية مع
الوفد الاسرائيلي في اسطنبول الذي خلا من أي مبعوث من الخارجية الاسرائيلية وبمشاركة وفد تركي، تبودلت الانخاب
وامتلأت المائدة بأسياخ الكباب التركي الذي لم يتفوق على رائحته اللذيذة الا اصوات الضحكات المتبادلة بين
الاسرائيليين و.. السوريين! كلما ازداد السخاء الاسرائيلي ـ بأوامر من رئيس الوزراء ـ مع السوريين في الحديث
عن «السلام الموعود والجولان العائد» كانت الهواتف النقالة في ايدي الوفد الدمشقي تزف البشرى الى دمشق،
وبدورها، كانت الهواتف الارضية تنقل الاوامر الى وفد المعارضة اللبنانية في «الدوحة» ـ والذين اعترتهم الدهشة
والذهول ـ وهم يسمعون «معازيبهم السوريين» يطالبونهم بالتنازل وبقبول طلبات كانوا يرفضونها طوال الثمانية عشر
شهرا الماضية، وظلوا يرفضونها حتى لحظة وصول طائرتهم القطرية الى مطار.. الدوحة، والى درجة دفعت بأحد اعضاء
وفد المعارضة الى القول ـ وباستياء شديد.. الى بقية رفاقه.. «على الاقل، كان يجب ابلاغ السيد ـ يقصد حسن نصر الله ـ
بما يريدون ثم يقوم السيد بابلاغنا»!! لكن ذلك لم يحدث، وتم تجاهل زعيم النصر الإلهي.....
27-05-2008, 03:20 PM
تعليمات المشاركة
المواضيع المتشابهه
العرض الشجري