
رد : (بدر اللامي) وأسرار شاعر المليون ؟
الدكتور عبيان ... والحسن غسان
بعد الحلقة التي ظلم فيها العصيمي , وأعطي أقل الدرجات من قبل لجنة التحكيم . كانت اللجنة مدعوة على العشاء في منزل محمد خلف , وكان ضمن المدعوين ( الدكتور ) عبدالله عبيان اليامي , الذي أخذ هذا المسمى بعد أن أسكت الحسن أمام الملأ , فحينما بدأ الكل بالنقاش وأتي الحديث عن يوسف العصيمي والدرجة التي أخذها , قال عبيان : " والله حرام أنكم أعطيتوا العصيمي هذه الدرجة , وأنا أشوف أنه يستحق أكثر خصوصا أن قصيدته كانت مميزة " .
استشاط غسان الحسن المتحدث الرسمي للجنة شاعر المليون غضبا حينما سمع هذا الكلام , وبدأ الاحمرار يصعد تدريجيا في ملامح وجهه من الأسفل إلى الأعلى , فانفجر , وقال لعبيان دون استحياء : " كلمة ( حرام ) لا تقال لنا بل تقال لك أنت " , ( وكأن الحسن يحسبها شتيمة ) .
تعجب عبيان من الطريقة التي تحدث بها غسان , فوضح له بأسلوبه الجميل : انه لا يقصد الشتم في حديثه عن العصيمي , بل أراد أن يوضح أنه يستحق أكثر من هذه الدرجة . لكن غسان لم يستوعب الحديث الودي من عبدالله , وقال :
" إن اللجنة لها الحق بأن تفعل ما تريدهـ , ولا يحق لأحد التدخل في أمورها , وهي فوق كل من يتكلم " . واستطرد دون توقف .
فقد عبيان سيطرته على نفسه ( وغضب الحليم ) وبدأ إعصاره بتوجيه سيل من الكلام المؤدب المنمق إلى الحسن غسان , واستهله بتوبيخ بسيط ومهذب كأخلاق عبيان , وبدأ يكيل له من الألفاظ التي تعلمه آداب الحديث مع الرجال , وأن لا يغتر في مكانه الذي لا يسمن ولا يغني من جوع , وأن من وضعه هنا لم يضعه سوى في برنامج تلفزيوني وليس مقعدا في ( مجلس الشورى ) , وإن لم يحترم الرجال الذين يحادثونهـ سوف يعلمه آداب الحديث .
طلب أعضاء اللجنة والجالسون من الكل أن يستهدي بالله , ويتعوذوا من الشيطان لينتهي أحد المشاهد الساخنة , لكني إلى الآن لم انتهى إلى إجابة شافية اعرف من خلالها السر الذي جعل من الحسن غسان يضمر الكرهـ لعبدالله عبيان , وكلنا شاهد هذا بأم عينه .
ففي الحلقة الأولى لعبدالله عبيان التي ألقى فيها قصيدته الرائعة عن " مجد بابل " , قال عبدالله هذا البيت :
ملامح طفل ضاع بكلمتين وردد أمي وين ****** كسر صمت الجبال الشامخات وحطم ألعابه
هنا بدأ غسان بأسلوبه الأولي الغريب الذي مارسه مع عبيان , حينما قال له : " أنت تقول ( حطم ألعابهـ ) والطفل حينما يغضب ( يقبل ألعالبهـ ) ولا يحطمها ! .
لم يدرك عبدالله نوعية هذا النقد الذي يتكلم فيه غسان , ومن أين جاء به ؟ فعبد الله في هذا البيت كشف عن واقع الغضب حينما يداهم طفل , لم يتكلم عبيان كثيرا , مكتفياً , بالنقاش اللطيف ثم السكوت .
ولو كنت مكان عبيان في تلك الحلقة لقلت لغسان : " مثلما عاداتنا وتقاليدنا مختلفة فأيضاً عادات أطفالنا وتقاليدهم لا بد لها من الاختلاف .
تكرر نفس المشهد في حلقة عبيان في مرحلة الـ (24 ) , حينما شدا عبدالله بقصيدة تحاكي الوضوء في طهرها . حينما تكلم بلسان الطفلة وجدان الكنيدري التي قتلت اثر التفجيرات التي حدثت في الرياض قبل أعوام , مشيراً إلى أن الإرهاب لا يمت للإسلام بصلة . وهكذا استرسل . حينما انتهى من القصيدة فوجئنا بالدكتور يقول له أو بالأحرى ( يكيد ) له , ويقول : " كيف لطفلة لم تتعدَ التسع سنوات أن تتحدث بما قلت على لسانها في القصيدة , إضافة إلى ذلك , فأنها على فراش الموت ! " .
هنا انكشفت العقلية التي ينطلق منها الحسن غسان , وكأنه يقول : " إخواني وأخواتي اقسم لكم أنني أمارس النقد بانطباعية كاملة , ولا أفقه سوى بعض المفردات التي أخذتها من بين بيئتكم الأدبية " .
كالعادة ... وبأخلاق جدا عالية , سكت عبيان , ولم يرد على الدكتور لأنه عرف أنه أمام عقلية مختلفة . لكنه لم يسكت طويلا , ففي لقاء صحفي أجري مع عبدالله في قناة فضائية , سئل عن هذا الموضوع بالذات , وعن السبب الذي انتقدت فيه هذه القصيدة ؟ فكان ردهـ : " لا بد أن يطرق الشعر أبواب الخيال ولو قلت : أن القصيدة بلسان جنين في بطن أمه لجاز لي ذلك وأتمنى من الدكتور غسان الاطلاع على تجارب الشعراء القدامى ذوى الثقافة المحددة في العصور السابقة وسيجد أنهم في عدد من القصائد يخاطبون جبلا أو طيرا ثم يردون على أنفسهم بلسان الجبل أو الطير , وهذا المشهد الخيالي من جماليات الشعر , ولا يمكن أن نستنكر عليهم ذلك , بل أنه يضيف للنص , فهل تنبه هؤلاء الشعراء أصحاب الثقافة المحدودة لمثل تلك الجماليات ولم يتنبه لها دكتورنا المثقف ! .. هذا أمر عجيب !!! وأضاف عبيان : اعتقد أن حصر النص في إطار الواقع لا يضيف له من الناحية الفنية ولا يمكن تجريد النص من الخيال ولو حاكمنا نصوص الشعراء بقناعات د . غسان واستغربنا عليهم كيف يتكلم بالجبل والطير لذهبت جماليات النصوص وتحولت إلى صور مكرره لواقع لا يضيف للأدب كثيرا من الناحية الجمالية والفنية " .
أمام هذا , نعرف أنه كان بالفعل , شعراء يتفوقون على اللجنة في ثقافتهم , لكن الكراسي تغيرت عن أمكنتها الأساسية .
ابن فطيس والجباري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
في هذه الحلقة اشتد التنافس بين الشعراء : عبد الكريم الجباري , محمد بن فطيس , وفيصل اليامي , وصالح المنصوري , وكانت حلقة نجوم بكل ما تحمله الكلمة من معنى .
لكن بحكم طبيعة القصائد , فقد كان التنافس بالتصويت محصورا بين الجباري وابن فطيس , حيث قدم كل منهما قصيدة جماهيرية بحتة . يطمع من خلال مفرداته بشد أزره من أبناء وطنه , فالجباري عيـّن نفسه سفير الشعر الكويتي , وابن فطيس عيّن نفسه راعي ابل , حينما شبّه القصائد بالذلول .
اشتد التنافس بعد الحلقة مباشرة , وبدأت الجماهير تصوّت من كل اتجاه , وبأت أسهم الاحتدام بين الاثنين تتزايد تدريجيا .
اشتد التنافس بعد الحلقة مباشرة . وبدأت الجماهير تصوّت من كل اتجاه , وبدأت أسهم الاحتدام بين الاثنين تتزايد تدريجيا .
بعد أيام من انتهاء الحلقة , وفيما الكل مشغول بالتصويت , والبرنامج مشغول بجني الأرباح تلقيت رسالتين عصر السبت , أي قبل انتهاء التصويت بثلاثة أيام , وكنت في محافظة النعيرية أتجول بين ربوعها الجميلة . الرسالة الأولى كانت من قناة أبو ظبي من الرقم : ( ***82 ) ومحتواها :
" مرحبا عزيزي
انتصارا للشعر ولدعم الشاعر محمد بن فطيس الرجاء الرد على هذه الرسالة بكتابة الرقم 34 " .
استغربت كثيرا من الرسالة , قرأتها أكثر من مرة , واعتقدت أنه مكتوب فيها ( انتصارا للشعر ولدعم الشاعر محمد بن فطيس ) أي ( ابن عم ) وليس ( ولدعم ) ... حينما وصلت إلى هذه المرحلة من التفكير , ضحكت كثيرا , وانتقدت الإعلام .
كنت سأتصل بعبد الكريم أو فيصل أو صالح لأسأله عن الموضوع , فلماذا قناة أبو ظبي ترسل هذه الرسائل ؟ خصوصا أن المنافسة شريفة كما يدعون ( مرحبا شريفه ) .
لكنني ترددت قليلا , وحاولت نسيان الأمر برمته , لكنني احتفظت بالرسالة في ( الجوال )
بعد دقائق قليلة من وصول الرسالة الأولى شدّ انتباهي الجوال بنغمة رسالة أخرى وكانت من قناة الواحة الفضائية من الرقم : ( **977 ) وجاء في محتواها :
" مرحبا :
لدعم الشاعر محمد بن فطيس الرجاء الرد على هذه الرسالة بكتابة الرقم 34 " .
غضبت قليلا , خصوصا أن كل المتنافسين هم أخوة لي , ولا أحب أسلوب التفرقة الذي مورس من خلال هاتين الرسالتين , فآثرت على نفسي ألاّ أتصل بالجباري وأسأله عن السبب .
لكن حينما أخبرت الجباري تفاجأ بما يسمع , وطلب مني أن أرسل له الرسالتين , لأنه كان في أبو ظبي . ويريد أن يقابل المسؤولين , ليستفسر منهم عن سبب إرسال القناتين هذه الرسائل للجمهور والشعراء .
بعد ساعات , اتصلت به وسألته عما حدث , وقد صدمت برد المنظمين حينما عللوا الأمر بأنه خارج عن إرادتهم , وربما أن ابن فطيس دفع للقناتين مبلغا ماليا ( محترما ) واشتري الإعلانات ( وركز عزيزي القارئ هنا عن مفردة " الإعلانات " , وليس التصويت ) لأن محمد أكبر من هكذا أفعال .
علمت أن ابن فطيس المتأهل , والباقي خارج المنافسة . لكن هل تعلم عزيزي القارئ أن ابن فطيس في فترة التصويت هذه كان يرقد في مستشفى الدوحة لأن الجباري وجمهورهـ سببوا له ارتفاعا حادا بالضغط . ( هذه حقيقة وليست مداعبة ) .
وأن دل هذا على شيء فانه يدل على أن عبد الكريم الجباري الشاعر الوحيد الذي كان مقاربا لأبن فطيس في نوعية الشعر المنتقى والمفردات السهلة وسلاسة الطرح , والاثنان من عشاق الطير والقنص . كانا عبارة عن وجهين لجمهور واحد . وكان تنافسهما في البرنامج شريفا جادا , لكن الأمور خرجت عن إرادتهما .
يتبع..................